ما علاقة تساقط الشعر بالصيام المتقطع؟ للتقدم الدائم بالحياة.. السر في 8 عادات مسائية 7 نصائح لخفض الوزن خلال الشتاء روسيا تعلن فتح التأشيرة الإلكترونية للأردنيين مطلع 2025 "أحدها حكم ذاتي حليف لإسرائيل".. تل أبيب تدرس 3 خيارات لتعاملها مع دروز جنوب سوريا مجلة (ذا بانكر) تختار البنك العربي بنك العام في الشرق الأوسط للعام 2024 ارتفاع مؤشر نازداك الأميركي الشعلة.. بلدية بلا مديونية تطمح لتطوير مشاريع تنموية حماية بيانات الأردنيين الشخصية أحمد الضرابعة يكتب: سورية الجديدة في المنظور الأردني حسين الجغبير يكتب : الدكتور الرمثاوي.. متى نتعظ؟ قسد تواجه أصعب مراحلها في شمال سوريا” وزير الخارجية: لحظة تاريخية تستوجب وقوفنا جميعا مع الشعب السوري بلدية السلط الكبرى تهنئ نادي شباب عيرا تتويجه بطلاً للدوري الأردني لكرة الطائرة للمحترفين الدكتور هيثم احمد المعابرة يكتب:الأمن الوطني وحماية المصالح الوطنية العليا أولويات المرحله القادمة وزير الصناعة والتجارة يؤكد أهمية التركيز على الأنماط غير التقليدية لترويج الصادرات الوطنية فريق بحث صيني يطور جهازا محمولا لاختبار الحمض النووي لأمراض متعددة الأداء المطري لموسم 2024/2025 حتى منتصف كانون الأول وزيرة الثقافة التونسية تستقبل السفير الأردني ويبحثان تعزيز التعاون الثنائي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشائر العبداللات والعوران وأبو رمان

أحمد الضرابعة يكتب: سورية الجديدة في المنظور الأردني

أحمد الضرابعة يكتب سورية الجديدة في المنظور الأردني
الأنباط -


تتنافس جهات إقليمية ودولية على تكييف الوضع القائم في سورية بما يتوافق مع مصالحها، فتركيا تُريد حل المعضلة الكردية، وكسب نقاط جديدة، تُضاعف رصيد نفوذها الإقليمي، وفي الأثناء، تواصل إسرائيل التوسع في الأراضي السورية، مدمّرةً البنية التحتية العسكرية، لخلق أرضية تُمكّنها من جر سلطة الأمر الواقع في دمشق إلى مفاوضات شاقة. الولايات المتحدة الأمريكية بدورها مهتمة في ترسيم حدود النفوذ التركي في سورية، وتستخدم ورقة الأكراد والأقليات لدفع ورثة نظام الأسد على القبول بصيغة سياسية تضمن مصالحها في الشرق الأوسط، ومصالح إسرائيل، بالتأكيد العرب غابوا عن المشهد، لكن الأردن تنبهت إلى خطورة ما يجري، فبادرت لعقد اجتماع عربي في مدينة العقبة، رغم ضبابية المشهد السوري.

ترى عمّان، أن مصالحها الوطنية أولاً، وواجبها القومي ثانيًا، يُحتّم عليها أن تُساهم في إعادة بناء الدولة الوطنية السورية، وعدم تركها خارج البيت العربي، تمضي للمستقبل المجهول أو أن تبقى رهن التفاهمات والتسويات الإقليمية والدولية وبالتالي، جاءت مخرجات اجتماع العقبة لتكون خارطة طريق التحرك العربي المشترك بشأن سورية، والتي بذل الأردن جهودًا حثيثة في صياغتها.


سورية الجديدة التي يُريدها الأردن، وكما تدل التصريحات الملكية، يجب أن تكون مستقرّة، إذ أن استقرارها يخدم المصالح الاستراتيجية العربية. كما يريدها أن تكون خالية من قوى الإرهاب والتطرف، فالبيئة الأمنية الحالية في سورية عمومًا، وفي مناطقها الجنوبية خصوصًا، تحفز هذه القوى على استعادة نشاطها، وهو ما قد يشكل تهديدًا أمنيًا بالنسبة للأردن.

لم يُرد الأردن لسورية في عهد الأسد الابن أن تلتحق بالمحور الإيراني، وكذلك لا يريد لها في العهد الجديد أن تدور في فلك أي قوة إقليمية، مثل تركيا، فهو يدرك أن إيران وتركيا دولتان لدى كل منهما مشروع توسعي تعملان من أجل تحقيقه في المنطقة العربية، سواء بأدوات القوة الناعمة أو القوة الصلبة، وهو يتطلع أن تكون سورية دولة مستقلة، ذات سيادة، وليست حديقة خلفية لبلد ما.

إن المرحلة الانتقالية في سورية ستكون في نظر الأردن، ودول عربية عديدة، اختبارًا تكشف نتائجه مدى النُضج السياسي للجماعات الدينية التي ورثت حكم الأسد، وقدرتها على تحييد النزعة المتطرفة التي اتّسمت بها في مراحل سابقة، ونجاحها في إدارة البلاد بمنطق الدولة، لا الميليشيا، بتقديم نموذج حكم معتدل ينبذ سياسات التطرف والإرهاب. ومن الأهمية بمكان، أن تظل عقيدة الجيش العربي السوري، وطنية، لا أن يتم استبدالها بعقيدة "فصائلية" تنقله من دائرة الالتزام الوطني إلى دائرة الانقسامات والصراعات الفئوية، التي تؤدي لتآكل قوته وخسارته الثقة الشعبية، وتزيد العبئ الأمني على الدول المجاورة.

باختصار، يرغب الأردن في أن تكون جارته الشمالية الجديدة مستقرة، تحكمها سلطة غير متشددة، تحترم المصالح الوطنية الأردنية، منتمية إلى عمقها العربي، وقادرة على استرجاع سيادتها، وأن تقف عند مسؤولياتها المحلية والإقليمية والدولية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير