الأنباط - يارا بادوسي
لطالما عرف الأردن باستقراره وأمنه وأمانه وسط إقليم مضطرب وملتهب، هذا الاستقرار شكل عنصرًا هامًا في جذب السياح والمستثمرين، لكن ما نشهده في بعض الأحداث من تهويل في تناول الأحداث الفردية مثل ما جرى أمس في منطقة الرابية من أعمال إرهابية وإطلاق نار على الأجهزة الأمنية أثناء تأديتها لواجبها، ونشر تحليلات وشائعات ومبالغات عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على صورة المملكة خاصة وأن السياحة والاستثمار يعتمدان بشكل أساسي على الانطباع العام عن الأمن والأمان والاستقرار للمملكة.
فالأوضاع السياسية الإقليمية الحالية ما زالت تؤثر تداعياتها منذ اكثر من عام على الاقتصاد الوطني، وعلى إيرادات السياحة، ولم يتعاف الأردن منها بعد نتيجة تواجد الأردن بين مناطق ملتهبة، وهو درس يجب أن التعلم منه للحفاظ على صورة الأردن وسمعتها في الاستقرار، والأمن، والأمان .
إن التعامل مع مثل هذه الأحداث يتطلب من وسائل الإعلام التزامًا بالمهنية والدقة في نقل الحقائق، بعيدًا عن الإثارة التي قد تضخم الحوادث الفردية وتمنح انطباعًا غير واقعي عن الوضع العام، كذلك يتعين على أفراد المجتمع أن يكونوا شركاء في الحفاظ على صورة الوطن من خلال التعامل بحذر مع المعلومات المتداولة، والابتعاد عن نشر الشائعات أو المبالغات التي قد تؤثر على الاستقرار.
إن دعم الأجهزة الأمنية في مثل هذه المواقف يتمثل في الثقة بقدرتها على أداء دورها، وترك المجال لها لاستكمال التحقيقات دون ضغوط أو تشويش فالإعلام يدرك أهمية الحفاظ على صورة الأردن كبلد آمن ومستقر، لما لذلك من أثر مباشر في الحفاظ على الاقتصاد الوطني ودعمه وتقدمه.
الأردن سيبقى نموذجًا في الأمن والاستقرار، وقوة هذا النموذج تعتمد على وعي أبنائه ومسؤوليتهم في دعم أجهزته ومؤسساته الوطنية.