البث المباشر
أعراض مبكرة لتشحم القلب لا تخجل من أحلام اليقظة.. فوائدها أكبر مما تعتقد الضوء الساطع ليلاً يرتبط بـ 5 أمراض قلبية أطعمة تزيد التقلصات المعوية.. احذرها الأرصاد الجوية: أجواء صيفية اعتيادية وارتفاع طفيف على الحرارة نهاية الأسبوع الحروب.. اضطرابات نفسية طويلة الأمد تصل متابعي الأحداث قمتان من العيار الثقيل في نصف نهائي مونديال الأندية.. تشيلسي يصطدم بفلومينينسي والريال يواجه باريس حلّ البلديات: المهم في الإدارة النتائج وليس الطرائق. نظام عالمي يضحي بالضعفاء على مذابح المصالح... العمل النيابية تزور إقليم البترا وتدعو لإطلاق شركة تطوير وطنية واستثمارات سياحية تكاملية البيت الأبيض: الأولوية القصوى لترمب هي إنهاء الحرب في غزة "زراعة المفرق" تدعو مربي الماشية لاستكمال التحصينات قبل حملة الترقيم الإلكتروني اختيار الأردني م. عماد النواصرة ضمن قائمة “40 تحت سن الأربعين” لأبرز القادة العرب الأميركيين لعام 2025 الهبّة الأردنية لإخماد حرائق سوريا… نشامى الدفاع المدني وسلاح الجو يجسّدون معنى الأخوّة والإنسانية وزير الشؤون السياسية يستقبل رئيس البرلمان العربي "عبق اللون" مبادرة إبداعية تتألق في مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة الفقير الإعلان عن نتائج تقييم أداء البلديات على مستوى المملكة نائب الملك يزور ضريح الملك طلال بن عبدالله العيسوي: قيادتنا الهاشمية تؤمن بأن المستقبل يُصنع بعزيمة أبنائه

خليل النظامي يكتب :متعددو المواهب

خليل النظامي يكتب متعددو المواهب
الأنباط -
متعددو المواهب
خليل النظامي 
لدينا في الأردن سلالة نادرة من المسؤولين سأمنحهم لقب "متعددو المواهب"، وهم كنز وطني لا يُقدّر بثمن ولا يكال بـ مكيال، فـ هؤلاء الأشخاص يملكون قدرة خارقة تجعلهم يُتقنون كل شيء دفعة واحدة، فتجدهم تارة في الإدارة السياحية، وأخرى على طاولة إدارة الأزمات الاقتصادية، ومن هناك يظهرون كـ مبتكرون بـ الخطط الاستراتيجية لسوق العمل، وصولا إلى إصلاح أنابيب المياه المتسربة في زقق وأوكار عمان الشرقية. 
تجدهم اليوم على رأس وزارة يروّجون لـ الحمّام التركي على أنه إرث وطني، وفي وزارة اخرى يقنعونك أن "الفنانة فلانة أو المطربة علانة" جزء من الهوية الوطنية، ناهيكم عن تواجدهم بـ نفس الوقت في وزارة الاقتصاد يناقشون موازنة الحكومة وتأثير نجاح "ترامب" على الاقتصاد الوطني وكـ أنهم أحفاد لـ "آدم سميث"، ومن الطبيعي جدا أن تراهم في هيئات الطيران المدني يشرحون لـ الطيارين عن كيفية الهبوط والإقلاع بـ أمان، وفي المساء يجتمعون في وزارة الثقافة والشباب لـ مناقشة أهمية "الدبكة والدحية" في تعزيز الدبلوماسية الثقافية.
المثير لـ الدهشة أنهم يبدون وكـ أنهم قد ولدوا ومعهم شهادات ربانية في القطاعات والعلوم كافة، فـ إذا سألتهم عن الفندقة والسياحة سيجيبون كـ أنهم مؤسسي "الهيلتون والشانزليزيه"، وإذا تحدّثت عن البيئة سيخيل لك لوهلة أنهم علماء سكنوا في غابات الأمازون، وإذا ناقشتهم في الرياضة ستكتشف أنهم كانوا مدربين لمنتخب البرازيل، وأساتذة لمرادونا وميسي قبل أن يصبحوا مسؤولين.
الأمر الملفت لـ النظر حقًا هو مرونتهم التنقلية، فـ يُقال ان بعضهم يبدأ يومه وزيرًا لـ وزارة ما وينهيه رئيسًا لـ مجلس إدارة أحد البنوك أو الهيئات، وقد تجد في سيرتهم الذاتية تحت بند الهوايات ؛ تصميم السياسات العامة، عزف الكمان، إدارة الكوارث، وطبعًا الترويج لأسرار الطبيعة الخلابة التي لا يعرفها أحد غيرهم.
صدقا أعزائي ؛ حالة الكثير من المسؤولين لدينا كـ ظاهرة كونية غامضة تستحق الدراسة والبحث، وأنا اقصد حالتهم الوظيفية لا حالتهم الشخصية، فنحن ننقد ظاهرة عامة لا سلوك شخصي، ولا نقصد أحدا بعينه. 
والسؤال المحير يبقى : كيف يجدون الوقت لكل هذا ؟ ربما السر يكمن في حبّهم لـ الوطن، أو ربما في مهارة قديمة تعلّموها تُسمّى "إتقان الثرثرة المقنعة".
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير