الأنباط - حسين الجغبير
تنطلق غدًا في العاصمة السعودية الرياض "قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة" لبحث استمرار العدوان الصهيوني على غزة، ولبنان، إلى جانب بحث التطورات الراهنة في المنطقة في الدعوة السعودية للقمة، فهي تأتي امتدادًا للقمة التي استضافتها الرياض، في 11 نوفمبر 2023.
مرَّ ثلاثة عشر شهرًا على المجزرة الصهيونية في قطاع غزة، التي راح ضحيتها نحو 45 ألف شهيدٍ فلسطيني، إلى جانب آلاف الشهداء في لبنان ومئات آلاف الإصابات بين الفلسطينيين واللبنانيين وسط مشاهدات من كافة قادة العالم والمجتمع الدولي دون أن يحرك ساكنًا، فيما تكتفي الدول العربية ببعض المساعدات المقدمة لقطاع غزة، والدعوات لوقف الحرب، الأمر الذي شكل إحباطًا عند الشارع العربي.
قبل الحرب على غزة، كان الشارع العربي ينظر إلى القمم العربية كأنها بروتوكول يجب أن يقوم به القادة العرب، الذين كانوا يتخذون القرارات للحدِ الأدنى من طموح الناس، التي فقدت الأمل بالمؤتمرات والقمم، والاجتماعات الثنائية والجماعية، فيما الآن يحتاجون إلى تغيير هذه النظرة عبر مشاهدة القادة العرب بشكل أكثر فاعلية تجاه ما يحدث بالمنطقة.
الشارع العربي يحتاج اليوم إلى أفعال، ليس بالضرورة أن تكونَ إعلان حرب على إسرائيل، فهذا من المستحيل أن يحدث لاعتبارات عربية ودولية، لكن على أقل تقدير ممارسة ما يملكون من أدوات للضغط على العالم لأن يتخذ موقفًا مغايرًا لما يجري الآن، خصوصًا وأن كافة الأحداث والفوضى والحروب هي في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعني عدم استقرار أي دولة تقع في محيطه.
وكما سئمت الأنظمة العربية الحروب التي أدت إلى تأخر تطورها، وأرهقت موازنتها، وأبعدتها عن الاستقرار والهدوء، سئم الشارع العربي مشاهد الدم والدمار الذي يحدث في كل مكان، ما شكل لديهم قناعة بأنهم أداة في يد العالم، الذي ينظر إليهم نظرة دونية لا ترقى لما نملك من قدرات ومقومات وتاريخ وحضارة ودين، وبالتالي هم بأمس الحاجة إلى من يعيد لهم شعورهم بأنهم ليس أقل من باقي البشر، وهذا لن يحدث إلا عندما تكون دولهم أكثر تقدمًا، وقادرة على إحداث تأثير عالمي فيما يتعلق بصنع القرارات، تحديدًا تلك التي تتعلق بمنطقتنا.
نأمل ألّا تكون القمة التي تستضيفها الرياض كغيرها من القمم، وأن يخرج عنها قرارات لا توصيات، تتم متابعة تنفيذها لأنه بغير ذلك سنبقى ندور في فلك قاعات المؤتمرات في حين ينظر لنا العالم بكل ثقة بأننا لن نتجاوز كلمات تبث عبر شاشات التلفاز ليغادر بعدها كل زعيم نحو دولته وكأن شيئًا لم يكن.