الأنباط -
إعداد: الأكاديمية يلينا نيدوغينا
"لا تهبن المُشارَكَة وتَقَدَمنَ للأمام" - بهذه الكلمات الداعمة خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين النساء الأُردنيات دافعاً لهن للتقدم بحيث يتم إيلاءهن الاهتمام باعتبارهن أولوية لتقدم الوطن ورفعته.
وكذلك شدد جلالة الملك على أن الشباب والمرأة هما القوة الرائدة في جميع مسارات عملية الإصلاح.
يُولي جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية خاصة لدور المرأة ليس في المجتمع الأردني فحسب، بل وفي القوات السلحة الأردنية أيضاً، ويَعتني جلالته بكل ما يُحقق النجاحات للمرأة في القوات المسلحة الباسلة، فالمرأة لها دور أساسي وقيادي ومتميز في المجتمع المحلي.
لقد شَكَّل ازدياد تواجد المرأة الأُردنية في قطاع الدفاع قيمة عظيمة من حيث تنفيذ أجندة المرأة والأمن والسلام، إلا إنه يؤكد كذلك على التوترات القائمة بين استراتيجيات الدفاع والمبادئ التأسيسية لأجندة المرأة والأمن والسلام المُتجذرة في الحِراك المناهض للعمل العسكري.
في الأخبار المنشورة قبل نيِّف وسنتين، أكدت القوات المسلحة الأردنية الباسلة على أنها توظّف ((18,038)) إمرأة، ما يُشكّل 17.4 في المئة من مجموع عناصرها. لكن كبار القادة يقرّون بأن هذا الرقم يتألف بأكثريته الساحقة من موظفات مدنيات ونساء يعمَلْن في الخدمات الطبية الملكية الشهيرة، فيما لا يزال عدد اللواتي يرتدين البزة العسكرية ليس وفق الطموح.
ووفقًا للعقيد مها الناصر التي تتولّى إدارة مديرية شؤون المرأة العسكرية "كما جاء في مادة منشور على الانترنت" فقد سعت قيادة القوات المسلحة الأردنية إلى زيادة التجنيد في صفوفها، بدءًا من ضمّ 1,000 إمرأة إلى سلك الضباط وإلى المنتسبين، والعمل لتمكين عدد أكبر من النساء من تسلّم الأدوار العسكرية تحديدًا.
بينما ترى إيلينورا بانفي، مديرة "معهد دراسات المرأة في مركز النهضة الاستراتيجي" في مقالٍ نُشر في 5 آذار/مارس 2024 على موقع "معهد الشرق الأوسط" بعنوان "بطاقة تقرير حول إدماج المرأة في القوات المسلحة العربية”، أن الأردن بذل منذ عقود من الزمن جهوداً كبيرة لزيادة مشاركة المرأة في الجيش؛ إذ وافق لأول مرة على إدماج المرأة في القوات المسلحة الأردنية في عام 1950، وإن كان ذلك بشكل رئيسي في أدوار مساعدة مثل التدريس في المدارس العسكرية. وقد دفعت تفجيرات عَمان الارهابية المأساوية في عام 2005 إلى توسيع أدوار المرأة داخل القوات المسلحة الأردنية، وخاصة في وحدتي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. وتضيف، أن دمج المرأة في القوات المسلحة ناجح كما أظهر الأردن التزاماً راسخاً بتعزيز مشاركة المرأة في القوات المسلحة، ولأن القوات المسلحة الأردنية تُدرك تماماً الدور الوطني الاستراتيجي الذي لا غنى عنه الذي تلعبه المرأة الأردنية في حماية البلاد، فهي تمثل إحدى المؤسسات الأمنية الحكومية الرائدة التي فعَّلت تجنيد النساء وتمكينهن ليس ضمن صفوفها وحسب، بل على المستوى الدولي أيضاً.
إن أجمل ما قِيل عن المرأة عالمياً هو: "إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأُمَّة كلها ومَات”،
و"فى قلب الرجل ألف باب يدخل منها كل يوم ألف شيء، ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها".
و"حين تخجل المرأة، تفوح عطراً جميلاً لا يُخطِئهُ أنف رجل”.. و "المرأة كِتاب عليك أن تقرأه بعقلك أولاً وتتصفحه دون نظر إلى غلافهِ قبل أن تحكُم على مضمونه”.
وختاماً لهذه المقالة الأولى عن القُدُرات المٌتقدمة للنشميات الأُردنيات هو ما جاء في الجلسة الحوارية التي نظمتها "شبكة نساء النهضة" قبل نحو ثلاث سنوات بعنوان "تطور مسيرة المرأة في القوات المسلحة والأجهزة”، إذ نقرأ التالي: "أينما حَلَّت المرأة تُثمر، وتُزهر، وتُعمر، فهي لا تحتاج أكثر من فرصة، وسترى منها إبداعاً يَسُركَ، وجَلدَاً يُبهِرُكُ… هذا ينطبق كذلك على عملها في السلك العسكري والأمني.
حين تتابع مَسِيرة المرأة في القوات المسلحة الأردنية والأمن العام ستجيب بنفسك: نعم وألف نعم! فقد تجاوَزَت صعوبات كثيرة، ووقفت في وجه تحديات أكثر، لتجعل المفاهيم التي كانت سائدة حول عدم قدرتها على القيام بدور عسكري فاعل من أساطير الأولين.
يتبع...