الأنباط -
علان: احتمالية استمرارية ارتفاع أسعار الذهب واردة
مخامرة: سعر اونصة الذهب 3000 دولار خلال شهرين
الأنباط – مي الكردي
لُوحظ مؤخرًا ازدياد التحوط على الذهب في البنوك المركزية العالمية، على اعتباره ملاذًا آمنًا، ما شكل مستويات تصاعدية على أسعار الذهب بمؤشرات قياسية سجلت في المعاملات الفورية نحو 2749.82 دولارًا للأونصة الواحدة، بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2750.21 دولار، وسط احتمالات باستمرارية صعوده.
ويعود ذلك، وفقًا لخبراء الاقتصاد، إلى عوامل عدة أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، أبرزها أزمات الحروب التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط والعالم، على رأسها الهجمات البربرية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة ولبنان، علاوة على تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي. لذا يُعتبر الذهب، في ظل غموض الأوضاع الجيوسياسية وضبابية الاقتصاد العالمي، غايةً لتحوط آمن للبنوك والمستثمرين لمواجهة التحديات العالمية.
رئيس نقابة المجوهرات، ربحي علان، قال: إن أسباب ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية تعود إلى لجوء البنوك المركزية في العالم له كملاذ آمن، وذلك في ظل التطورات السياسية، وأزمة قطاع غزة ولبنان وتداعياتها على مستوى إيران وإسرائيل، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على المستوى الإقليمي والدولي. مبينًا أنه بلغ الطلب على المصاغ الذهبي هذا العام 50% من الأعوام 2023 و2022، وأن ارتفاع أسعاره تحدّ من الطلب عليه، إضافة إلى الأوضاع السياسية السائدة في العالم، والتي انعكست على الأردن.
ودعا في حديث له مع "الأنباط" إلى عدم تأجيل الرغبة في شراء الذهب الذي ارتفع بنسبة 40% منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، مضيفًا أنه من الصعب التكهن بأسعار الذهب من ناحية ارتفاعه أو انخفاضه رغم معرفة الأسباب، ولكن احتمالية استمرار الذهب بالارتفاع واردة أكثر من احتمالية انخفاضه بشكل بسيط.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة، أن حجم احتياطي البنك المركزي الأردني للذهب بلغ في شهر آب 2.298 مليون أونصة، أي ما يعادل قيمة 4.099 مليار دينار. حيث ساهم ارتفاع أسعار الذهب في ارتفاع قيمة هذه الاحتياطات.
وأشار إلى أن التوقعات تتحدث عن وصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر القادمة، وفي حال انخفضت أسعار الفائدة، فمن المتوقع أن يصل ارتفاع أسعار الذهب إلى 3000 نقطة خلال شهرين إلى ثلاثة، إضافة إلى أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة وانخفاض أسعار الفائدة هي التي تحدد قيمة أسعار الذهب، وبالتحديد في الوقت الذي يفضل فيه البنوك والمستثمرون الاستثمار به كعملة ملجأ آمن، مما يزيد من ارتفاعه في الفترة القادمة إلى مستويات أعلى.
وأضاف أن مع اقتراب الانتخابات الأميركية، ستلعب السياسة الاقتصادية المتبعة من قبل الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري دورًا كبيرًا، في ظل توجه الرئيس الأسبق دونالد ترامب نحو الكريبتو كرانسي، وهذا ما يزيد الإقبال عليه مقارنة بكاميلا هاريس. مؤكدًا أن التوجه الاقتصادي لدول العالم في حال فرض جمارك أو زيادة التوترات السياسية بين أميركا ودول أخرى يزيد من الطلب عليه، لكن في حال خفض هذه التصعيدات قد يصبح الذهب مستقرًا.