كائنات تعيش في الميكروويف.. تحذير علمي خطير تحسين سرعة الإنترنت في منزلك: حلول فعّالة بدون تكلفة إضافية كيف استهدف الموساد الإسرائيلي “حزب الله”؟ صحيفة اسرائيلية تتحدث الذهنية السورية لم تأمن للأتراك يومًا، ولذلك كانت الزيارة سريعة انخفاض ملموس وأجواء باردة في عطلة نهاية الأسبوع 120 طنا مستوردات المملكة من البطاطا المجمدة كيف يمكن الاستفادة من الدرس الإندونيسي بالاستثمار؟ مكاتب استقدام توظف العاملات الهاربات فوضى ببيع الأدوية بدون وصفة طبية.. والمريض الخاسر الأكبر 3 مصانع كبيرة قيد الإنشاء في المملكة شبكة سكك حديدية.. بوابة جديدة للنمو الاقتصادي والربط الإقليمي قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس أحمد الضرابعة يكتب .. الأردن وغزة: بين الدعم الإنساني والتحرك السياسي لن نكون لقمة سائغة لأي مشروع نعم، لكل وردة وحبة شيكولاتة للأستاذ حسين الجغبير يكتب :الفريق الاقتصادي.. انتبه إلى الناس عملية دهس قرب مستوطنة واستنفار جيش الاحتلال السفير الطراونة يبحث تعزيز التعاون مع العراق بمجال الطاقة والغاز العيسوي يرعى احتفال نادي ضباط متقاعدي عمان باليوبيل الذهبي لتأسيسه بعد اشتباكات ومظاهرات.. حظر تجول في اللاذقية وحمص- فيديو

المهرج "جوكر الأزمات"

المهرج جوكر الأزمات
الأنباط -
المهرج "جوكر الأزمات" 
خليل النظامي 

"جوكر الأزمات”، ذاك الرجل الذي يتوارى خلف الأضواء ،،،، تَشكَّل عبر السنين في مختبرات الدهاء السياسي، حيث يُصنع الولاء على حساب الحق والحقيقة، ويُنسج التواطؤ في غرف مظلمة لا ترى الشمس.
يتقن فن الاختفاء حين يسود الهدوء، وينسحب إلى الظل ويجلس يترقب بصمت، حتى تتعالى أصوات الأزمات ويشتد الخناق على رقاب اسياده، حينها ،،، يظهر فجأة كمنقذٍ مُدجج بالكلمات المنمقة، حاملاً على عاتقه مهمة وحيدة تتمثل بـ الدفاع عن مصالح أسياده مهما كان الثمن، وبأي وسيلة كانت.

هذا الرجل ليس مجرد حليف، بل هو تجسيد لمفهوم الولاء المأجور، حيث الحقيقة تتلون وفقاً لمصلحة أسياده،،،،، 
تمر الأزمات وكأنها استدعاء له من سباته الذي يشبه سبات "أبو سليمان" في كهوف "سوف" الرومانية، ثم يُبعث في اللحظة الحرجة ليعيد تشكيل المشهد، فـ يحول الهزيمة إلى انتصار زائف، والخطيئة إلى حنكة سياسية، نظرا لـ قدرته الفائقة على المراوغة التي هي ليست وليدة ذكاء فطري، بل نتيجة التعايش الطويل مع منظومة لا تعرف إلا لغة المصالح، منظومة تغذي التلاعب وتكافئ التهري.، وتطرد أهل العلم والصلاح. 

بكل مهارة، يتخذ من الخطابة سلاحه، ويتحدث بنبرة العالم ولامطلع على بواطن الأمور، لـ يقنع الجماهير أن أزماتهم ومعاناتهم ليست إلا تضخيماً إعلامياً، وأن أسياده بريئون من كل الاتهامات الموجهة إليهم، لا بل ويذهب أبعد من ذلك، فيشعل فتيل الفتنة بين المواطنين أنفسهم، ويزرع الشكوك في النوايا، ويفرق الصفوف، وفي لحظة يصبح هو الحقيقة الوحيدة والمطلقة، والقادر على تفسير الفوضى وتوجيه الغضب نحو خصوم أسياده أو أي صوت تعارضهم.

وتتعاظم قدرته على التلاعب حينما يخرج في أوقات الانهيار، إذ لا يكون ظهوره محض صدفة، بل هو كـ السهم الذي يُطلق بمهارة في اللحظة الحاسمة، ويمتلك قدرة عجيبة على تحويل أي أزمة إلى فرصة لإعادة تموضع اسياده، ويحرف الأنظار عن فشلهم، ويعيد صياغة الواقع بخطاب يملأه الحذق والخداع،،، 
وفي وقت يكون الناس فيه حائرون، وغارقين في تداعيات الأزمات، يكون "جوكر الأزمات” قد أدى دوره في إطالة أمد اسياده واستنزاف الحقيقة، ثم يعود إلى ظلاله معه مكافأته وينتظر أزمة جديدة.

لكن، رغم براعته، هناك عمق آخر لـ الدور الذي يلعبه، إنه ليس مجرد مهرج، بل مرآة لقبح أسياده، ووجوده شهادة على الخيانة الكبرى ؛ خيانة الأمانة التي أُلقيت على عاتق اسياده، ففي كل مرة يظهر فيها، تزداد المسافة بين الحقيقة والزيف،،، 
صدقوني،،، إنه ليس أداة لحماية اسيادة فقط، بل رمز للتآمر على الوعي والعقل الجمعي، وقاتل لـ الحقيقة في وضح النهار، ومختزل لـ مصير الأمة بإجادة فن الهزل السياسي.

 "جوكر الأزمات” ليس سوى فصل في قصة الخداع الكبرى، حيث يصنع رجالات النفوذ والأسياد أبطالاً زائفين لترويض أهل الحق،،،
ومع كل أزمة جديدة، يُعاد استدعاؤه ليؤدي دوراً بائساً في مسرحية لا تنتهي، مسرحية تنقلب فيها الحقائق، ويضحك فيها المهرجون بينما يبكي الوطن.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير