الأنباط -
عايش: الظروف الصعبة خلال الجائحة كانت حافزاً للأفكار الجديدة
الأنباط – رزان السيد
وفقا لإحصائية أطلقها ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني بالشراكة مع مركز المشروعات الدولية الخاصة (سايب) فقد أظهرت نتائج دراسة بعنوان
"تقييم الأثر الاقتصادي لكوفيد- 19، على الشركات المملوكة للنساء في الأردن"
وتبين أن 74% ممن سُرّحوا من أعمالهم خلال الجائحة هنّ نساء، وشملت عينة الدراسة 503 شركات مملوكة لنساء، وشكّلت الشركات متناهية الصغر نحو 74% من عينة الدراسة، فيما شكلت المتوسطة والصغيرة، 4% و22% التوالي.
لذا كان لا بد من لجوء النساء الى إبتكار أعمال يستطيعوا من خلالها أن يوفروا دخلا لإعالتهم، وكانت النجاحات ملموسة على المدى البعيد أيضا.
في خضم جائحة كورونا، برزت قصص نجاح ملهمة، منها قصة الشابة لارا جابر (29 عامًا)، التي بدأت رحلتها في مجال تعليم اللغة الإنجليزية في الأردن، كانت فكرة عملها تستهدف فئة معينة من الأشخاص الذين يتقنون اللغة الإنجليزية من حيث المفردات والقواعد، لكنهم يواجهون صعوبة في المحادثة.
بدأت لارا أول ورشة لها في يناير 2020 في محافظة إربد، حيث تواجد فيها ستة طلاب فقط، وقالت لارا لـ "الأنباط" انه ومع تفشي فيروس كورونا، وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة، خاصة مع صعوبة تنظيم ورشات عمل أو دورات تدريبية على أرض الواقع، وكانت تكاليف استئجار المواقع تمثل عائقًا إضافيًا، فضلاً عن الحاجة إلى التنقل، ما أثر سلبًا على أرباحها.
وتابعت، أنه مع بداية الجائحة، فقدت لارا الأمل في استكمال مشروعها بعد أن تركت عملها كمعلمة في مدرسة أمريكية، لكنها تلقت نصيحة من أحد متابعيها بتقديم الدورات عبر الإنترنت، وهو ما كان يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، رغم عدم حماسها في البداية، قررت لارا تجربة الفكرة وبدأت بإنتاج محتوى تعليمي على صفحتها في إنستغرام، لتصبح هذه الفترة من أفضل الفترات في مسيرتها.
استخدمت لارا تطبيق Zoom لإجراء دوراتها، وتمكنت من الوصول إلى متعلمين في دول مثل كندا، أمريكا، ومصر، ما وسع قاعدة طلابها بشكل لم تتوقعه، وأكدت أن الكثير من العرب في الدول الأوروبية يحتاجون إلى دورات تدريبية لتعزيز ثقتهم في استخدام اللغة الإنجليزية.
وإختتمت حديثتها، بأنه لو لم نعيش بظروف جائحة كورونا، لم يكن العالم أو على الأقل الأردن سيتقبل فكرة تحويل كل شيئ الى الكتروني، رغم السلبيات التي أحاطت في تلك الفترة إلا أنها استطاعت خلق آفاق جديدة لنحلق بها ونكتب نجاحات.
ومن جانب آخر، أكد المحلل الاقتصادي حسام عايش، خلال حديثه لـ "الأنباط"، أن جائحة كورونا أدت إلى توقف النشاط المجتمعي، مما ساهم في انكماش الاقتصاد بنسبة 1.06% وزيادة معدل البطالة إلى أكثر من 24%، خصوصاً في القطاعات التي تكثر فيها النساء، وقد دفعت هذه التحديات العديد من النساء إلى البحث عن بدائل لتعويض فرص العمل الضائعة، من خلال مشاريع غذائية منزلية أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق المنتجات.
وأشار عايش إلى أن الظروف الصعبة خلال الجائحة كانت حافزاً للأفكار الجديدة، حيث ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في تسويق الحرف اليدوية والمنتجات التراثية، مما أتاح للنساء خلق مشاريع ربحية وزيادة دخلهن، كما برزت مهاراتهن التقنية في استغلال المخزون الثقافي لإعادة إحياء التراث بطرق عصرية.
كما أفاد عايش بأن الجائحة زادت من التحديات الأسرية، حيث ارتفعت حالات العنف ضد المرأة وزادت المسؤوليات المنزلية، ورغم هذه السلبيات، استطاعت النساء الابتكار في مجالات الأمن الغذائي والصحي، مما ساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية وتخفيف الضغوط النفسية خلال فترات الإغلاق.