تطوير العقبة تطلق برنامجًا توعويًا لسائقي الشاحنات بالتعاون مع المعهد المروري الأردني "الميثاق الوطني" يدعو وزارة التربية والتعليم لتأجيل آخر موعد لانتقال الطلبة بين حقول"التوجيهي" المنتخب الوطني لكرة القدم يلتقي نظيره الروسي غدا استقرار أسعار النفط وسط ترقب لاجتماع مجموعة "أوبك+" الماجستير في ذكاء الأعمال للزعبي بامتياز المنطقة العسكرية الشرقية تحبط ثلاث محاولات تهريب في مواقع مختلفة عبر بالونات تأثير ثقافة المجتمع على تعزيز دور المرأة في صنع القرار وتكافؤ الفرص إمارة الخليل ، بداية المشروع القادم ! نمر بن عدوان فارس الحب والقبيلة وزير الصحة يكرّم موظفة الخدمات في مستشفيات البشير تقديراً لأمانتها القائم بالأعمال السعودي يستضيف وفد اتحاد الغرف التجارية برئاسة الحويزي عشية ملتقى الأعمال الأردني السعودي رئيس الوزراء يستقبل رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية أجواء معتدلة حتى السبت وحارة في الأغوار والعقبة بين الصدر والساقين.. كيف يعمل القلبان معا لحماية الجسم؟ 6 حالات طبية يختلط تشخيصها بالقلق بنك الإسكان يرعى منتدى توظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب اندماج الأحزاب في الأردن.. بين تحديات الواقع وطموحات التحديث السياسي كيف سينعكس قانون الكهرباء الجديد على القطاع الصناعي؟ هل يهدد الذكاء الاصطناعي سلامة المرضى؟ شعار مؤتمر آبل الجديد يثير فضول عشاق التقنية

الخط الأحمر يعمل !

الخط الأحمر يعمل
الأنباط -
د. حازم قشوع
 
لأول مرة منذ طوفان الأقصى يشتغل الخط الأحمر بترسيم خط ضوابط خطوط الميدان، وهو ما تم بيانه بين الرئيس بايدن ونتنياهو بعد مقتل وجرح أكثر من 200 جندي اسرائيلي من قوات جولاني عبر درون حزب الله الذي سقط على معسكرات الجيش الاسرائيلي في ضواحي حيفا، كما لأول مره التى يتم التوافق الميداني "حول مساله تحصين بيروت مقابل تحصين تل ابيب" بعدما أُمطرت سماء هارتيسيا بمئات من الصواريخ وعلى مدار الساعة، وهذا ما جعل الميدان يقول كلمته بعودة الخط الأحمر للعمل من جديد عبر توافق عسكري أرغم فيه نتنياهو على التوقف عن ضرب بيروت في المقابل الذى تتوقف فيه المقاومة عن ضرب تل ابيب، وهذا ما يعرف بمفاوضات طرفي النزاع وجعل من الخط الأحمر يعمل.
 
ولاول مره ترفض اليونيفيل قوات الأمم المتحدة "الطواقي الزرقاء" مغادرة أماكنها الحدودية التى جاءت بموجبها لفصل الحدود اللبنانية الاسرائيلية بموجب قرار 1701 غير آبه بالدعوة التي وجهها نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس طالبا منه اخراج قوات اليونيفيل من الخطوط الحدودية للاجتياح البري، وهذا ما يعني أن التحرك الأردني الفرنسي الأممي جاء بفائدة كبيرة وهو اللقاء الذي جاء مع انعقاد قمة med 9 فى بافوس، والذى كان له ايجابيه تحرك دبلوماسي ضاغط تجاه وقف إطلاق النار، وفى الاجتماع الذي انعقد بقبرص بمشاركة الأردن بعدما استمع الجميع بإصغاء للمرافعة الهامة التى بينها الملك عبدالله تجاه أمن المنطقة وحالة السلم والأمن فيها واوصى بضرورة وقف حروب نتنياهو العبثية امام هذه القمة الاوروبية الأممية، وهذا ما جعل من الاتحاد الأوروبي يقف ضد إرادة نتنياهو بسحب قوات اليونيفيل الأممية الحدوديه وهو أيضا ما جعل من الخط الأحمر يعمل.
 
ولأول مره تفصح اسرائيل عن خسائرها الميدانية والعسكرية وتكشف اثر الضربة الايرانية التى تعرضت اليها، حيث قدرت الخسائر الاسرائيلية بحوالي 3 مليارات دولار فاتحة بذلك قناة تفاوضية حول توقيف ضربات الجزاء بين طهران وتل أبيب على الرغم أن كل المؤشرات تشير ان الضربة الاسرائيلية المباغتة فى طريقها للمنشآت الايرانية، وقد اتخذ قرار بذلك والجميع ينتظر ساعة الصفر واشارة البدء ... الا ان هذه المناورات الدبلوماسية باتت تشير أن مفاوضات جدية جاريه للحيلولة دون إدخال المنطقة بحرب اقليمية طاحنة، وهو ما يعني بالمحصلة ان قناة طهران تل أبيب الدبلوماسية قد بدأت بالعمل وإن الخط الأحمر يعمل.
 
ولأول مرة يعلن البنك المركزي الاسرائيلي خسائره غير المباشرة بواقع تقدير وصل إلى حوالى 60 مليار دولار منذ طوفان الاقصى بينما قدرت خسائر قطاع غزه المدينة بحوالي 55 مليار دولار، جاعلا من مقياس الخسائر القائمة ميزان تعادل ضمنية بين الطرفين وذلك قبل الضربة المتوقعة على ايران ليفتح بذلك المجال للتفاوض بكيفية وقوه الضربه، وذلك بعدما راح بحصر الأضرار وتقييمها لتكون بذلك الضربه على إيران الاخيره و لا يوجد ما يتبعها وهو ما يجعل الخط الاحمر من جديد يعمل.
 
وفي المحصلة فإن عودة الخط الأحمر للعمل يعنى نزول نتنياهو عن الشجرة عبر سلم الميدان الذى أجبره على النزول عن تلك الشجرة، الذي ما فتئ يجلس عليها منذ طوفان الأقصى بعد ما رأى إمكانية تحويل حيفا الى كريات شمونه جديده مدمرة ميدانيا وتل أبيب الى حالة تشبه الضاحية الجنوبية مناخيا، وهذا اضافه لحصاره الدبلوماسي على المستوى الأممي بعد رفض تحويل اليونيفيل الى ضحية أممية مثل الأونروا.
 
الأمر الذى جعل نتنياهو يفكر بكيفية احتواء المشهد العام بعد توجيه الضربة لإيران حتى يحصر من حجم التداعيات التى بينها هدهد 3، فهل سيتم التوافق على الضربة وماهيتها وكيفية احتواء تداعياتها، هذا ما أصبح ممكنا بعدما فتح الخط الأحمر لكنه يبقى سؤال برسم الإجابة الساعات القليله القادمه التى تفصلنا عن ضربة الجزاء الإسرائيلية لإيران، فإذا كانت محدودة كما تبينها سياقات المعطيات فإنها ستكون نهاية حرب نتنياهو على المنطقة، وإن كانت غير ذلك فان المنطقة ستدخل في نفق مظلم من الصعوبة استدراك عواقبه وستعمل على تغيير درجات الإيقاع العسكري كما السياسي في ربوعها، سيما أن المشهد الانتخابي الأمريكي بدأ يشير الى نقطة تقارب بين ترامب وهاريس التى قد تخسر الانتخابات إذا لم تقم بالضغط على بايدن بوقف حالة التمرد التي يقودها عبر نتنياهو على المنطقة !!! فلقد آن الأوان ليقرن اقواله بافعال و يقول "كفى" فالخط الأحمر يعمل.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير