بنك الإسكان الراعي البرونزي للمؤتمر الدولي الرابع عشر للجمعية الأردنية لجراحي العظام فندق على شكل ديك يدخل موسوعة غينيس للتخلص من ضغط الدم المرتفع.. السر في الشوكولاتة حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام أثر التدخين الخطير على الخصوبة والحمل برشلونة يسقط أمام سوسييداد العنيد "الغذاء والدواء": "البوكسيديوم" مسجل اصوليا ومتاح استخدامه يتكرر حدوثها بهذا الوقت.. كيفية تجنب الإصابة بالعاصفة الرعدية بشكلٍ مباشر؟ “التعليم العالي”: نكفل إعادة الطلبة الـ92 المفصولين إذا طرأ أي تعديل على أوضاع شهاداتهم السفير الطراونة يبحث مع رئيس النواب العراقي تعزيز التعاون بين البلدين “التعليم العالي”: 67 ألف طلب للمنح والقروض الجامعية النشامى الى البصره وترتيبات تسبق الوصول راغب علامة في “إكس فاكتور”: متحمس لاكتشاف المواهب الفريدة رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أبناء منطقة الصفا بعجلون ابراهيم أبو حويلة يكتب :بعض العبارات التي أعجبتني في كتاب الارض الموعودة لاوباما... منظمة العمل العربية تكرم الفناطسة بحضور وزير العمل الكاتبه والدكتورة ماجدة ابراهيم زيدان تكتب(نفسية الموظف تحت ظروف ضغط العمل) الدوري الإنجليزي ...إيبسويتش يحقق فوزه الأول ونيوكاسل يكسر سلسلة انتصارات نوتنجهام مراجعة تقدم مشروع "ريادة الأعمال من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف في الأردن" رئيس الوزراء يلتقي مستثمرين واقتصاديين من مختلف القطاعات في جلسة حوارية استضافها منتدى الاستراتيجيات الأردني

طول عمرك يا زبيبة !

طول عمرك يا زبيبة
الأنباط -
 
د. حازم قشوع
 
لا فائدة للحديث وقد أُشهرت السيوف ولا جدوى من الصراخ وقد بان الخنجر فى اليد وأُشعلت النيران فى المنازل، وأصبح العامة يعيشون فى حالة فوضى يبحثون عن ملجأ يأويهم او ساتر بعيد يحميهم، عندها تصبح الكلمه للفعل ويختزل القول فى الصدر الى حين انتهاء غبرة المعارك وعودة المشهد للهدوء النسبي الذي يمكن عنده من اعادة صوت الرشاد والحكمة، ومن غير ذلك سيبقى الفعل يسبق القول وصوت المعركة أعلى من صخب كل حديث أو بيان يأتي عقب كل تحليل، وهى الظاهرة التى تبينها عجاج غبار المعارك التى نعيش.
 
لسنا بعيدين عما يحدث من الاحداث، بل نحن قريبين مما يدور بالميادين من تصورات بتنا نعيشها لحظة بلحظة، حتى في التفاصيل المعيشية ومشاهد النماذج الحياتية التي راحت تجبر الجميع للتعايش القهري مع الحالة الظرفية السائدة التي يعيشها أهل غزة تحت القصف في محيط مناخات ترويع غير مسبوقة في التاريخ الإنساني الحديث، ومازال المحتل يمضي في غيه إلى مسارات للترحيل أو أبواب تعمل للفظهم للتهجير، وهو الاستهداف الذي يريده صانع زوبعة المعركة وموقد نيرانها للاستيلاء على أرض فلسطين وإبعاد الناس عن حدودٍ كان قد حددها و يعمل على ترسيمها، بل ويقوم بوضع محدداتها من دون مقاومة تذكر يمكنها أن تحدث حالة ردع أو مبادرة تحسب لصالح رفع الظلم حتى من باب وقف المعاناة.
 
ولعل ضحالة المقاومة واستكانة البعض قد جعلت هذا الطاغيه المتنمر يذهب إلى مساحات أبعد فى ترسيم حدود أهواءه، والى مساحة استشراء أوسع لكي تنال تطلعاته وأهواءه، ولن يكتفى بفلسطين التاريخية بل سيرنو لتكون الشام عبرية، وسيذهب الى حيث يريد طالما كان الوصول ممكن ومتاح، والى المكان الذي تحط به أقدامه على أرض النيل التى يريدها كما يزعم من أجل خلاص البشرية عبر مزاعم إشعياء و الأسفار التوراتية الغابرة، وما تواتر عنها من احاديت وترجمات يبوح عنها النمرود نتنياهو كلما وجد فرصة سانحة، ليذكر الصهيونية بمسألة الالتزام بالعهد الجديد والعهد القديم كونها متلازمة لعملة واحدة أصلها توراتي وفرعها انجيلي، ومبينا أن ما يقوم به من معارك وحروب هى من أجل نقاء البشرية وصفاء جيناتها الوراثية، ومن أجل قيم الخلاص التى يجب ان تقام عند ذبح بقرة الطهارة من على الهيكل المزعوم، وهى السمفونية التي راح ينشدها فى خطابه الأخير عندما حول عنوان المعركة الى يوم القيامه.
 
وبالرغم من حالة الصمت والوجوم التي تشهدها المنطقة حيال ذلك، إلا أن ميزان المقاومة مازال حاضرا وإن كان يترنح احيانا بشكل مضطرب عبر مسارات موازينه مازالت عامله فى مجملها العام وإن كانت بدرجات متفاوتة كونها تواجه حالة غلو غير مسبوقة وفكر اقصائي متعفن، لا يريد الخير للناس ويرفض التعايش المشترك ونبذ السلام ويعتبر السلم الأهلي حالة ناتجة عن انتصار عسكرى تفرضه الحلول العسكرية والقرارات الاحادية، وهو بظنه محسوم كونه يقوم على الخلاص العقدي والتخليص الاثني للخروج بالنهاية بحالة خلاص روحي من وسط هذه المعارك التي حطت رياحها بالمنطقة، ولن تغادر منها الا لحين تحقيق أهواء نمرود في فرض دولة عبرية على كامل المشرق العربي، غير مكتفيا بالنفوذ بل يطالب ببسط السيطرة على جغرافية الحدود.
 
وهو ما جعل حالة نمرود ورغبة بيت القرار فى إعلاء قوة نمرود وخلق حالة من الفوضى فى الوجود حتى تبقى الهيمنة فى يديه، وهو القادر على الهدم من أجل اعادة البناء حتى تبقى عتبة الزمن بعيدة بين أعتاب بيت القرار ومن يعتاشون على فضائله الصناعية والمعرفية بحكم المستهلك الذي لا يقوى على الاكتساب بل يعتاش على  فضائل مزوديه، الأمر الذي جعل من غبار المعركة ترسم حالة من المهم رؤيتها والتعمق بناتج من حولها كونها تأخذ عنوان غريب الأطوار بعيد المنال .
 
أما المستغرب بحاله  المشهد الذي نعيش فان الكل يريد الاستفادة من حالة تنمر نتنياهو، وهم جمعيا مستفيدين بالقطع جراء غبار المعارك الدائرة، فالامريكان يرونها فرصة لاشغال الروس بالشرق الأوسط، كما يفعلون بذات السياق فى أوكرانيا، واما الصين وروسيا فإنهم يرون الشرق الاوسط المكان الأمثل للسيطرة على أماكن الطاقة الحيوية وبسبب بعدها عن أوروبا وعن الشرق الأقصى وهذا ما يجعلها مساحه اشتباك جيدة، وأما المحيط العربي فلا يريد لإيران واذرعها العسكرية العاملة تتمدد وتتغلغل أكثر في الحاضنة العربية وتتبدل خطوط نفوذها بمحددات حدود خطرة على النظام العربي، وهذا ما سيجعلها قادرة لإعادة صياغة المنطقة وإعادة ترتيب أوراقها، وأما المتمرد نتنياهو الذي أصبح قائد المعركة وعنوانها ومحط اهتمام الجميع فيراها فرصة لفرض هيمنة على المنطقة العربية من واقع مفهوم عبري جديد يسعى لبيانه، باعتباره ضابط ايقاع المنطقة وعنوانها الأمني وهذا ما سيقره المحيط العربي للنمرود عند انتهاء غبار المعركة.
 
واما الطرف الخاسر فهي فلسطين التي يراد تشكيلها بلا فواصل واصله مع السكان ولا بجملة بيان تبين شكل الرابط والسيادة، بل ستكون عبارة عن تجمع سكاني في إسرائيل التى حدود جغرافيتها فلسطين التاريخيه عبر تجمعات ليست اسرائيلية كي تشكل ضاغطة ديموغرافية لكنها أسراب من العمال يمكن الاستفادة من طاقاتهم البشرية فى انجاز الاعمال، وهو شكل الدولة التي يراد بلورته لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بقيام فلسطين ... لأن فلسطين يجب أن تقام على حد وصفهم بعد كل اناشيد الحرية التى عزفت لها وكل جلسات مجلس الأمن التي انعقدت من أجلها حتى فتحت لها أبواب المحاكم الدولية السيادية والجنائيه، وهذا ما يستدعي بالضرورة ولادة فلسطين لكن على أن تكون فلسطين بلا مضمون موزون ولا شكل معلوم الأمر الذي سيجعل من الشعب الفلسطيني يعود ليقول للجميع "طول عمرك يا زبيبة".
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير