بمشاركة 80 طالبا.. بعثة الاتحاد الأوروبي تطلق "خليها نظيفة يا خال" شابان ينصبان على آبل بمبلغ 2.5 مليون دولار! رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شعبية السيسي يبحث مع الصفدي الجهود الاردنية المصرية لإنهاء التصعيد في المنطقة رئيس الوزراء يزور دائرة الأراضي والمساحة ويوجِّه لاتخاذ إجراءات عمليَّة لتسريع التحوُّل الرَّقمي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمراجعين البنك الإسلامي الأردني يرعى مؤتمر الهندسة الميكانيكية الاردني الدولي العاشر إعلان توفر شواغر للطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية على الفصل الأول 2024/2025 على النظام التنافسي (نظامي) لمرحلة البكالوريوس والدبلوم المتوسط القضاة يؤكد أهمية الاعداد اللازم للمشاركة الأردنية في " اكسبو اليابان 2025" القضاة يؤكد أهمية الاعداد اللازم للمشاركة الأردنية في " اكسبو اليابان 2025" فتح القبول المباشر في عدد من الجامعات والكليات توقيع مذكرة تفاهم بين ديوان المحاسبة والجامعة الألمانية الأردنية الخارجية تدين التفجير الإرهابي في باكستان إصابة 6 إسرائيليين بعملية طعن في عدة مواقع بالخضيرة زها الثقافي ينظم فعالية "تكبرون ويكبر قدركم" لدعم كبار السن بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن الفرق والسبب في الفرق ... " الخيار الثالث " الذهب يستقر على ارتفاع بلدية غرب اربد تنذر 279 منشأة وتخالف 45 في أيلول حضور ولي العهد تدريبات المنتخب الوطني حافز لتحقيق نتائج مميزة

الأردن الفرق والسبب في الفرق ...

الأردن الفرق والسبب في الفرق
الأنباط -
حسابات الدول تختلف عن حسابات جماعات المقاومة والمليشيات، فهذه تتصرف وهي تدرك أن الدولة لا تتحمل عبء تصرفاتها في المجمل، وان وقع عواقب فهي ليست ملامة مثل الدول والحكومات، وهنا يأتي الفرق، نعم هناك فرق كبير في القوة العسكرية ومن لا يدرك هذا عليه ان يعيد حساباته، فقد حرص الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة على تفوق الكيان المطلق وتأمين حاجاته من الإسلحة المتطورة والدعم اللوجستي والمالي والتقني على كل المستويات، في نفس الوقت الذي حرص على عدم وصول دول الجوار حتى إلى مقاربة تتيح لها المقاومة، وهذا مقصود لذاته، ولذلك دخول أي دولة في مواجهة مع هذا الكيان هو دخول في مواجهة دامية وخسائرها كبيرة على الدولة ومقدراتها وبنيتها التحتية وخدماتها ووسائل إدامتها وعيشها ومائها وكهربائها وحتى مستشفياتها ووسائل نقلها، مع هذا العدو الذي تجاوز كل الاعراف والمواثيق والقيم الدولية والإنسانية دون أن يخشى حسابا من أحد.

الصف الداخلي يحتاج إلى توحيد ورص الصفوف، والبعض للإسف يعزف على الحان الخيانة والتواطؤ والخذلان، وهؤلاء يطالبون الوطن بالتقدم بخطوات قد تكون عواقبها وخيمة، وهنا يدفع الجميع للإسف ثمن رغبة البعض في التصعيد، ومن يقول اليوم بأنه مستعد للتحمل، هل هو حقا مستعد للتحمل في حال ارتفعت الفاتورة إلى مثل الذي نراه في غزة ولبنان، وفرق بين المنى والواقع، وهنا نقف مع الواقعية وعدم الإنجرار وراء مواقف قد تكون عواقبها وخيمة وبعد ذلك يصمت هؤلاء، إن لم ينتقلوا إلى صف الملامة والتنظير. 

اللعب على التوازنات والمعلومات والقوة والمكان والأرض والإنسان والأمن والماضي والمستقبل، كل هذه مصطلحات تثير الرعب في النفوس السوية. عندما حاصرت قوات الشمال حصن للقوات الإتحادية تردد إبراهام لنكولن في تلطيخ يديه بالدم الأمريكي، كان لا يريد هو أن يعلن الحرب على ولايات الشمال التي تسعى للإنفصال، ولكن الشماليين هاجموا الحصن ووقعت الحرب. وترددت الولايات المتحدة في الدخول في الحرب العالمية إلا بعد أن ضربت اليابان بل هاربر، وكانت خسائرها في الحرب فادحة إلى درجة لم يعتبر بعض الباحثين النتيجة انتصارا.

بعض القرارات ليس من السهل إتخاذها، نعلم كم كان ثمن الحربين العالمتين قاسيا. ونعلم ان حوالي ثمانمائة الف انسان قتلوا في الحرب الأهلية الأمريكية، وكم هي تلك الإيدي التي تلطخت بالدماء الإنسانية. للدماء لعنة لا يدركها إلا من دفع ثمنها، يشعر البعض في خضم الحرب بسهولة تلك القرارات ولكن بعد زوال الغمة واتضاح الأمر تبدأ اللعنة في الظهور، وهنا تعددت الشواهد والشهادات فكم منتصر مات منتحرا  أثر تلك اللعنة. 

البعض ممن ادمنوا الدماء والحروب والقتل والدمار يحاولون بشتى السبل تجاوزها، ولكنها تأتي مع كلمة وموقف وتحقيق صحفي واتهام ومحاسبة، نعم لا تنال عدالة الدنيا الكثيرين بالعقاب، ولكن هل سيفلتون من عقاب الأخرة، ونحن نعلم بأن الفسحة للإنسان مقترنة بعدم الوقووع في دم حرام . 

اسوق هذا الكلام للكلام عن هذا الوطن، الذي من خلال تعامله يحفظ حرمة الإنسان وكرامته ويعطي له تلك المساحة التي يتحرك فيها، سواء كان مؤيدا ام معارضا، ولكن السياسة الأردنية تقف مع كل قضايا الأمة وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين موقفا جادا ومبادرا ومدافعا وساعيا لتخفيف الإعباء الإنسانية والسياسية والإقتصادية حتى مع ضيق اليد وقلة الموجود. وهذا واضح من أول يوم في الأزمة، وما زال الموقف الأردني حازما وداعما للقضية وساعيا للحل العادل، ومطالبا حتى في المجالس الدولية بحماية الفلسطينين وتأمين الحماية والدعم لهم، ويبين مدى اجرام هذا الكيان في التعامل مع كل فصائل المجتمع المدني الفلسطيني وكل عناصره، ويفضح جرائمه وانتهاكه الصارخ للحقوق الدولية والإنسانية، ومدى سوء افلاته من العقوبة على افعاله امام المجتمع الدولي. 

يستطيع كل واحد منّا ان ينصر هذه القضية العادلة في مكانه ويضاعف خسائر العدو ومن يدعمه كل حسب موقعه، ولكن الذي يحدث للإسف أن معظم تلك الفئة التي تريد ان تدفع الوطن إلى مناطق لا يحمد عقباها، سترفع يدها بعد ذلك للإسف، وهنا يخسر الوطن وفلسطين داعما وموقفا ومناصرا قويا ولن تكسب القضية في المقابل إلا خسارة هذا الطرف .

واذكر هنا ان المليونير الذي كان السبب في دفع ترامب إلى نقل السفارة إلى القدس تبرع بأربعين مليون لحملته وتسعى أرملته التي هي اصلا من الكيان لدفعه لضم الضفة إلى الكيان بقرار رئاسي في حال فوزه وثمن هذا الضم هو مائة مليون دولار، هذا بالإضافة إلى ان هذا الكيان لا يضطر إلى طرح سندات ولا الإستدانة إلا من داعميه ومناصريه سواء كانوا من اليهود الصهاينة او من غيرهم من الصهاينة. في وقت يصطف فيه اغنياء واصحاب مليارات فلسطينية وعربية واسلامية موقف المتفرج والمندد والشاجب لتخاذل هذه الحكومات والقيادات والدول الإسلامية والعربية . 

ومن هنا ندرك الفرق والسبب في الفرق . 

إبراهيم ابو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير