الأنباط -
محمد علي الزعبي
مشكلتنا الحقيقية في الأردن ، تكمن في واقع نلمسه كل يوم في حياتنا اليومية ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي التشكيك والتفزيع والإرهاب الفكري للمجتمعات ، وعرابوه كثر ، وفقاً لاعتبارات معينة ، فقد وجدوا لهم فيها باب رزق وبئر نفط لا ينضب أبداً في التأويل ودحرجة الكلمات المؤذية هنا وهناك ، فهناك بعض الناس تبحث عن الكذب والخداع ، ولا يهمها إلا المكر والخيانة، عندما يكون الكلام متاح ليتجاوزوا حرية التعبير، فلا غرابة في ذلك أبداً ، الذين يعتبرون انفسهم من يمتطون رداء الوطنية ، لكنها مبطنة بالغش وبالحقد والكراهية ، والساعون إلى قلب الحقائق وتزويرها ، تجار المزاودة والتأليف، والذين ينصبون أنفسهم اوصياء على الجميع .
كذلك تجار الكلمة من بعض الحزبيون والفصائل وهم الأشد خطراً على الوطن والمواطن، والذين يشعرون الآخرين دوماً في حالة من عدم الإستقراروالثبات، ذلك أنه بدونهم ستصبح الحقوق والحريات العامة في مهب الريح وتضيع مالطا، إرهاصات عنوانها التخويف والقلق، ودب الرعب في قلوب البشر، فعن أي وطنية وإخلاص لفلسطين تتحدثون؟ من خلال زعزعة امن الأردن، ونقل صراع الإقليم لها، وخلق حالة الفوضى على ارضها، لتحقيق غايتكم وغايات دول في الإقليم.
أساليب جديدة يتبعها البعض بالتخوين والتضليل من الراديكاليين وأصحاب المآرب، لخلق فوضى خلاقة في ساحاتنا وشوارعنا، تجدهم مشككين متلونين بألوان سوداوية باهتة، ونوايا غير سليمة، وصراعات تتجاوز قيمتها المنطق والخيال زائفة وقاتلة، ويتجاوزوها إلى التكذيب، والتشكيك في وطنية الاردنيين، واخلاصهم وانتماءهم للقضايا العربية ومن ضمنها القضية الفلسطينية ، وكأنّ الأردن فقد وطنيته وعزمه عن مساعدة اشقاءنا في فلسطين او خروج مسؤولي الدولة عن واجبهم اتجاه أهلنا في غزة وفلسطين، ليشعرونا بأن الأردن لم يقدم المساعدات ، ولم يخض صراعات سياسية مع بعض الدول العظمي من اجل فلسطين، وكأن الأردن يغرد خارج السرب ، وعندما يتحدث الأردن بقيادته وشعبه عن الإجراءات التي تخدم القضية الفلسطينية تكون مؤلمة لبعض المشككين، وتمنعهم من ركوب الموج والعنجهية وامتطاء خيولها، ويريدون أن تبقى الحقيقة في غياهب الجب، ويكونوا هم عرابو الوقت والزمان والمكان، وهم المحللون والسياسيون والاقتصاديون من الدرجة الأولى .
اتركونا من بهرجة الكلمات، وعقم الحوار، والكلمات التي تتجاوز المنطق والحكمة، فالدلائل واضحة أمامكم، فلا تتغاضوا عنها والبراهين كثيرة، لكن البعض لا يريد الحقيقة والشفافية والمصداقية، ولا يريدون أن يسير المركب، ويجعلون من كل أمر (حصان طروادة).. اصدقوا مع أنفسكم ومع وطنكم قبل اقلامكم وافواهكم النتنة، فالأردن لن يكون معقل لفصائلكم ولا لانتماءاتكم وولاءاتكم.
واخيراً أقول.. لعلك تزرع بعض من الإرادة في نفوس الناس، قبل أن تتنمر وتتحول إلى جسد فارغ، وقلب حاقد، فليس بين الميت والحى فارق إلا بمقدار الحب والأمل والبسمة والتفاؤل، وجسور من التواصل تخلق علاقات مثلا بين الطرفين، وتعزز اللحمة والمصداقية، فجفاف الكلمات والإساءات والنقد الجارح لا يمت للأردنيين بصلة، ومشكلتنا الحقيقية بالصداميين والذين يريدون فرض آرائهم على الأخرين والاختلاف مع كل من يختلف مع وجهة نظرهم، قد نخطئ نحن كبشر لكن عليكم أن تعودوا إلى رشدكم وتصحيح أخطائكم.