كائنات تعيش في الميكروويف.. تحذير علمي خطير تحسين سرعة الإنترنت في منزلك: حلول فعّالة بدون تكلفة إضافية كيف استهدف الموساد الإسرائيلي “حزب الله”؟ صحيفة اسرائيلية تتحدث الذهنية السورية لم تأمن للأتراك يومًا، ولذلك كانت الزيارة سريعة انخفاض ملموس وأجواء باردة في عطلة نهاية الأسبوع 120 طنا مستوردات المملكة من البطاطا المجمدة كيف يمكن الاستفادة من الدرس الإندونيسي بالاستثمار؟ مكاتب استقدام توظف العاملات الهاربات فوضى ببيع الأدوية بدون وصفة طبية.. والمريض الخاسر الأكبر 3 مصانع كبيرة قيد الإنشاء في المملكة شبكة سكك حديدية.. بوابة جديدة للنمو الاقتصادي والربط الإقليمي قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس أحمد الضرابعة يكتب .. الأردن وغزة: بين الدعم الإنساني والتحرك السياسي لن نكون لقمة سائغة لأي مشروع نعم، لكل وردة وحبة شيكولاتة للأستاذ حسين الجغبير يكتب :الفريق الاقتصادي.. انتبه إلى الناس عملية دهس قرب مستوطنة واستنفار جيش الاحتلال السفير الطراونة يبحث تعزيز التعاون مع العراق بمجال الطاقة والغاز العيسوي يرعى احتفال نادي ضباط متقاعدي عمان باليوبيل الذهبي لتأسيسه بعد اشتباكات ومظاهرات.. حظر تجول في اللاذقية وحمص- فيديو

" جلالة الملك عبدالله الثاني يقود المعركة الدبلوماسية : العدالة أولاً في فلسطين".

 جلالة الملك عبدالله الثاني يقود المعركة الدبلوماسية  العدالة أولاً في فلسطين
الأنباط -

الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

في لحظة فارقة أمام الأمم المتحدة، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني العالم أمام مرآة الحقيقة الصادمة : صمت المجتمع الدولي لم يعد مقبولاً، وجرائم الحرب لا يمكن تبريرها أو تجاهلها... كانت كلمات الملك مشحونة بالغضب المشروع والإحباط تجاه الوضع المتفجر في فلسطين، حيث خاطب المجتمع الدولي بلهجة حاسمة لم تدع مجالاً للتأويل أو التسويف.

"ما هو العالم الذي نختاره لأنفسنا؟" بهذه العبارة المحورية، بدأ الملك خطابه، موجهاً سؤاله ليس فقط إلى القادة المجتمعين، بل إلى ضمير البشرية بأسرها... فالرسالة كانت واضحة : إذا لم نكن قادرين على الوقوف مع الحق والعدل، وإذا استمر العالم في الصمت أمام الجرائم التي تُرتكب في غزة والضفة الغربية، فإننا نختار عالمًا يسوده الفوضى والظلم... جلالة الملك عبدالله الثاني لم يتردد في تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الفظائع التي ترتكبها، مؤكداً أن ما يحدث ليس نزاعاً عادياً، بل هجمات ممنهجة تستهدف المدنيين بلا تمييز​..

كان جلالة الملك صارماً في تأكيده على أن الأردن لن يقبل بأي شكل من الأشكال بأن يكون "وطناً بديلاً" للفلسطينيين، مشدداً على أن حقوق الشعب الفلسطيني هي ثابتة وغير قابلة للتفاوض... وموقف الأردن واضح وثابت، والرسالة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي لا لبس فيها : لا سلام بدون إنهاء الاحتلال، ولا استقرار دون تحقيق العدالة... جلالة الملك هنا لا يتحدث من موقع المتفرج، بل كطرف أصيل في الصراع الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها​..

ما يجعل خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بهذه القوة ليس فقط مضمون الرسالة، بل شجاعته في مواجهة الفشل المستمر للمجتمع الدولي... فقد قالها بصراحة : الحصانة التي تمتعت بها إسرائيل عبر عقود طويلة من الإفلات من العقاب لم تؤدِ إلا إلى زيادة التصعيد... والمحصلة؟ مزيد من التوتر، ومزيد من الأرواح البريئة التي تزهق تحت أنظار العالم... جلالة الملك أكد أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا المسار المدمر، داعياً إلى تحرك دولي فوري لحماية الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية​..

لكن جلالة الملك لم يكتفِ بالانتقاد، بل قدم رؤية متكاملة للخروج من الأزمة... فالسلام لن يتحقق إلا من خلال الحل العادل والشامل الذي يقوم على أساس حل الدولتين، حيث تعيش فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب في أمن وسلام... وبدون ذلك، فإن شبح الحرب سيظل يخيم على المنطقة بأسرها، محذراً من أن التصعيد الأخير في لبنان يمثل إنذاراً خطيراً بأن الأمور قد تتجه نحو الأسوأ إذا استمر المجتمع الدولي في تجاهل مسؤولياته​..

الجانب الإنساني في خطاب جلالة الملك كان مؤثراً بشكل خاص... فبينما ركز الكثيرون على الأرقام والإحصائيات، ذكّر جلالة الملك العالم بأن هؤلاء الضحايا ليسوا مجرد أرقام، بل أطفال ونساء وشيوخ يعانون من ويلات حرب بلا رحمة... هذا البعد الإنساني هو ما يميز خطاب الملك عبدالله عن غيره، حيث جعله ليس فقط نداءً سياسياً، بل صرخة إنسانية تطالب العالم بالتحرك لإنقاذ ما تبقى من ضمير البشرية​...

إن جلالة الملك عبدالله الثاني لم يكن مجرد زعيماً يخاطب قادة العالم، بل كان صوتاً لكل من لا صوت له، داعياً إلى وقفة حقيقية لإنهاء المأساة الفلسطينية... فالرسالة التي وجهها إلى الأمم المتحدة كانت واضحة وصريحة : لا مكان للصمت بعد اليوم، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل في مواجهة هذه الجرائم.. وللحديث بقية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير