وزارة البيئة تشارك الاحتفال بيوم البيئة العربي تعاون ثنائي بين جمعيتي المخترعين الاماراتية والكويتية تراجع العقود الآجلة للنفط لأكثر من 1% بعد صدور بيانات التضخم الصينية المنتخب الوطني يلتقي نظيره العماني بتصفيات كأس العالم غدا الخط الأحمر يعمل ! توقيع اتفاقية تعاون بين البلقاء التطبيقية وجمعية بريمن للأبحاث والتنمية عبر البحار - بوردا الألمانية الشراكسة، مسيرة نضال الاخلاق وفيات الاثنين 14-10-2024 السفارة الأمريكية تفتح التسجيل لبرنامج الهجرة المتنوعة (رابط) اجواء خريفية معتدلة في اغلب المناطق حتى الأربعاء وانخفاض ملموس الخميس لماذا في هذا الموسم يتساقط الشعر بكثرة .. وما هي الحلول؟ ماسة تغيّر حياة هندي مُثقل بالديون كيف تتغير طريقة اتخاذ القرارات المالية مع التقدم بالعمر؟ غوتيريش: الهجوم على قوات حفظ السلام في لبنان جريمة حرب الأجهزة الأمنية تعثر على جثة شاب أربعيني في الكرك الأرصاد: تأثر المملكة بكتلة هوائية باردة نسبياً نهاية الأسبوع خلال جائحة كورونا.. كيف تأثرت العاملات بالقطاع الصحي ب الأثر النفسي وضغوطات العمل؟ حسين الجغبير يكتب : حكومة حسان.. خطوة جديدة نحو الأمام النقابات... كيف تساهم في خلق فرص عمل؟

قراءة سريعة في نتائج الانتخابات النيابية 2024

قراءة سريعة في نتائج الانتخابات النيابية 2024
الأنباط -
ممدوح سليمان العامري
تقدم نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة مؤشرات حيوية تستدعي دراسة معمقة لفهم التحولات الجارية في المشهد السياسي والاجتماعي. من أبرز هذه المؤشرات الانخفاض الملحوظ في نسب المشاركة في العاصمة عمّان مقارنة بالمحافظات الأخرى، مما يعزز صحة الدعوات السابقة للحد من استقطاب العاصمة، والالتزام بسياسات اللامركزية وتنمية مراكز المحافظات التي شهدت نسب مشاركة أعلى.
إحدى الظواهر البارزة في هذه الانتخابات هي تقدم حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي أظهر بنية تنظيمية قوية وفهمًا معمقًا لآليات العمل الانتخابي. في المقابل، تبدو غالبية الأحزاب الأخرى بعيدة عن هذا المستوى، مما يبرز الحاجة إلى تطوير واضح في أدائها. فجبهة العمل الإسلامي تمكنت من تأكيد حضورها وتأثيرها، مما يفرض تحديات كبرى على بقية الأحزاب، التي تحتاج إلى تحسين قدراتها التنظيمية والفكرية إن أرادت البقاء على الساحة السياسية.
الانتخابات الحالية تمثل تحديًا كبيرًا للأحزاب التي لم تحقق النتائج المرجوة، والتي ستواجه خطر التراجع والاضمحلال إذا لم تواكب حركة التحولات السياسية والاقتصادية. تحقيق جبهة العمل الإسلامي لنسبة كبيرة من الأصوات الوطنية يبرز مدى تأثيرها على المشهد السياسي الأردني. ومن هذا المنطلق، فإن بقية الأحزاب ستكون مضطرة لمراجعة استراتيجياتها والخطاب الانتخابي الذي تتبناه، إذا أرادت المنافسة والبقاء في الساحة.
من الواضح أن المجلس النيابي القادم سيختلف بشكل كبير في بنيته وأدائه عن المجالس السابقة. فحصول جبهة العمل الإسلامي على نسبة كبيرة من أصوات القائمة الوطنية يمثل مؤشراً مهما على حجم التأييد الشعبي الذي يحظى به الحزب. هذه النتيجة قد تؤدي إلى إعادة صياغة التوازنات السياسية في البرلمان، مما سيخلق ديناميكيات جديدة تعتمد التحالفات الحزبية التي قد توفر منصة أوسع لجذب قاعدة شعبية أكبر، وتوسيع نطاق التأثير في البرلمان، كما أن فكرة الدمج بين الأحزاب قد تُساهم في توحيد الجهود وتحقيق قدر أكبر من التناسق في البرامج والسياسات الانتخابية، مما يجعل هذه الكيانات أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها البيئة السياسية المحلية، فبدلاً من تشتت الأصوات بين أحزاب صغيرة غير قادرة على المنافسة بشكل فعّال، يمكن لهذه الأحزاب أن تتوحد تحت مظلة واحدة لتحقيق أهداف مشتركة، وتعزيز الحضور البرلماني المؤثر. في هذا السياق، ستسمح عملية تكوين تحالفات استراتيجية للأحزاب الأقل قوة بتنظيم صفوفها، وزيادة فرصتها في التأثير على مجريات السياسة الوطنية. هذا التحالف لا يضمن فقط تحسين الأداء الانتخابي، بل يوفر للأحزاب فرصة للمشاركة الفعالة في صنع القرار والمساهمة في صياغة السياسات العامة.
تسلط هذه الانتخابات الضوء على أهمية تحديث الحياة السياسية في الأردن، بما يتماشى مع تطلعات جلالة الملك. فإرهاصات التحولات الجارية في الساحة السياسية تتطلب أحزابًا قادرة على التكيف ومواكبة المتغيرات، إذ قد تكون هذه الانتخابات نقطة تحول تدفع باقي الأحزاب إلى تطوير قدراتها كي تتمكن من البقاء والمساهمة بفعالية في عملية صنع القرار.
ختاماً، كشفت الانتخابات عن تحديات كبرى، أهمها ضعف المشاركة الشعبية، التي قد تكون ناتجة عن فقدان الثقة في قدرة المرشحين أو البرلمان على تحقيق التغيير المنشود. وفي نفس السياق، برز تفوق جبهة العمل الإسلامي، الذي اعتمد على استراتيجيات دقيقة في حملاته الانتخابية، مستفيدًا من معرفته باحتياجات القواعد الشعبية. هذا النجاح يضع الأحزاب الأخرى أمام تحدي تحديث سياساتها واعتماد ممارسات جديدة تواكب المرحلة الراهنة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير