الأنباط -
الأردن: نؤيد موقف مصر إزاء محور فيلادلفيا ومبررات نتنياهو كاذبة
اصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا يوتر العلاقة مع أمريكا وبريطانيا
الإرهابي "نتنياهو" يتهم المتظاهرين بعدم فهم الضغط الدبلوماسي
"نتنياهو" يصف "جيشه" بـ المتشدد باليسارية الساذجة"
الأنباط – الاف تيسير
يبدو أن العلاقة العميقة التي تجمع بين الولايات المتحدة وبريطانيا مع حكومة المتطرف الداعشي "نتن ياهو" أخذت شكلا جديدا من التوتر والتعقيد خاصة بعد قرار بريطانيا الشكلي المتضمن تعليق 30 ترخيصا لتصدير الأسلحة الى "اسرائيل" من اصل 350 ترخيص، بناء على مخاوف من احتمال استخدام هذه الاسلحة في انتهاكات جسمية للقانون الدولي، وفقا لتصريحات الحكومة البريطانية.
توتر العلاقات بين لندن وتل ابيب لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل الى حدود لم تشهدها العلاقات بين الجانبين وعبر "نتن ياهو" عن ذلك متهما بريطانيا أن قرارها الأخير بمثابة دعم مبطن لـ حركة حماس، علاوة على محاولته إثار الرأي العام البريطاني على الحكومة البريطانية بشكل بائس بإتهامه حكومة لندن بـ التغاضي عن مقتل 14 بريطانيا في أحداث طوفان الأقصى. كما قال.
الى ذلك، صعدت صحيفة "إندبندنت" خطابها إزاء ذلك، وقالت أن التصعيد العسكري الذي تقوده حكومة "النتن" ياهو يعد الأطول في تاريخ المنطقة، مشيرة الى ما اوقعه هذا العدوان من خسائر بشرية فادحة بين الفلسطينيين. يأتي ذلك في وقت اشتعلت فيه الانتقادات وتزايدت في الداخل "الاسرائيلي ضد حكومة "النتياهو"، لتعنته وتمسكه بخيار القوة العسكرية، وسط دعوات من رؤساء وزراء سابقين مثل "إيهود باراك وإيهود أولمرت" بـ زيادة الضغط على "نتنياهو" عبر العصيان المدني ومحاصرة الكنيست، الأمر الذي اعتبروه الخيار الوحيد للضغط عليه لوقف العمليات العسكرية ضد أهل غزة.
صحيفة "واشنطن بوست" منوجانبها توقعت أن تستمر الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنتنياهو بعد تمسكه بخطابه بالاعتماد على القوة العسكرية فقط لاستعادة الأسرى الأحياء، موضحة أن الشارع "الإسرائيلي" مستاء من سلوك "نتن ياهو"، ونقلت عن بعض عائلات الأسرى قولهم إن حياة ذويهم أهم من مواصلة الحرب.
وأوضحت "جيروزاليم بوست" الخلافات المتصاعدة بين "نتنياهو" والمؤسسة العسكرية، وقالت إن "نتنياهو" وصف هذه المؤسسة في خطابه المتشدد ب"اليسارية الساذجة"، متهما إياها بالقصور في فهم أهمية الضغط الدبلوماسي.
على الضفة المقابلة، تعرض رئيس الولايات جو بايدن الى مجموعة من الإتهامات من قبل رئيس الحكومية "الإسرائيلية" نتن ياهو، تضمنت قوله ان أمريكا تمارس ضغوطا على "اسرائيل" عوضا عن فرضها على حركة (حماس) لاستعادة الاسرى، الأمر الذي انعكس على العلاقة بينهما، ما دعا "بادين" الى التصريح: ان "نتنياهو" لا يبذل الجهد الكافي لتحقيق صفقة وقف إطلاق النار، وأنه مشتبث بمواقفه غير المرنة خاصة تصريحاته مؤخرا المرتبطة بـ محور فيلادلفيا وإستبداده بالرأي: أن "اسرائيل" لن تسحب قواتها من "فيلادلفيا"، والتي لاقت رفضا شديدا من قبل الأردن ومصر ودول عربية اخرى أكدت أن هذه التصريحات تسعى لتشتيت الانتباه وعرقلة مساعي التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
يذكر أن وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا تصعيديا وشديد اللهجة ردا على تصريحات "نتن ياهو"، واعتبرتها محاولة لتشتيت انتباه الرأي العام عن الانتهاكات المستمرة في غزة، واتهمته بالسعي لتغيير الواقع على الأرض ومنع التوصل لهدنة في غزة، ما قد يؤدي لتوسع الحرب وينذر بعواقب كارثية، في الوقت الذي قالت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية" أن "نتنياهو" قصد بتصريحاته حول محور فيلادلفيا تحدي جمهورية مصر العربية، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوترات بين الجانبين.
وتعزيزا لـ موقف مصر أكدت وزارة الخاريجة الأردنية رفض الأردن كل المزاعم التي يروج لها مسؤولون "إسرائيليون" في محاولات عبثية لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلتين، وأوضحت رفض الأردن تصريحات "نتنياهو" بشأن معبر فيلادلفيا، مؤكدة أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة تستهدف عرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وأعلنت القاهرة أواخر الشهر الماضي أن أي تحرك "إسرائيلي" باتجاه احتلال محور فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2005 وبعد 18 شهرا من المفاوضات، وقّعت مصر وإسرائيل "اتفاق فيلادلفيا" الذي سمح بوجود قوات مصرية بأسلحة خفيفة في المنطقة، وتمحور الاتفاق حول تحمل الطرفين مسؤولية "مكافحة الأنشطة المعادية المتعلقة بالتهريب، والتسلل والإرهاب من أراضي أي من الدولتين".