رئيس الوزراء يشارك في احتفالات يوم الشجرة في معان الذكاء الاصطناعي.. فرصة تاريخية لتطوير العمل البرلماني البريد الأردني: الباص المتنقل لتعزيز الخدمات البريدية في محطات متنوعة ارتفاع أسعار النفط عالميا 128 طنا استهلاك السوق القطري من التمور الأردنية في 2024 الإمارات تعلن إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات الدفاع المدني يخمد حريق مستودع في العاصمة جامعة البلقاء التطبيقية تحصل على موافقة لإنشاء كلية مادبا الجامعية التقنية بمكرمة ملكية الملك وبشائر الخير لغزة ؛ ارتفاع مقلق لمنسوب الجريمه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان يبدأ زيارته إلى محافظة معان مجلس الوزراء يعقد رابع جلساته في المحافظات في معان اليوم استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال لمخيم جنين أجواء باردة نسبيًا فوق المرتفعات الجبلية اليوم وغدًا واتساب يُسهّل استخدام الذكاء الاصطناعي ترجيح إتمام صفقة غزة خلال يوم مؤشر خطر.. احذر من شعورك المستمر “بالنعاس” خلال النهار السجن 14 عامًا لسارق دجاجتين حسين الجغبير يكتب : من هنا تبدأ المشكلة وتنتهي! سياسيون يعرضون تجاربهم: الفخر بأخطاء الماضي أم الاعتراف بها ؟

إبراهيم ابو حويله يكتب : الفردانية ...

إبراهيم ابو حويله يكتب  الفردانية
الأنباط -

في تلك الدائرة التي نعيش فيها يحدث كل شيء ، ومنها ينطلق كل شيء ، وقفت عند تلك الدائرة التي اغلقناها على انفسنا فلا نرى ولا نسمع ولا ندرك ما يحدث خارجها ، قالوا مرة عن تلك الشعوب التي تعيش لذاتها بأنها تصنع دمارها بنفسها .

هل حقا هذا صحيح وهل فعلا تستطيع الفردانية ان تدمر مجتمعا ، الفردانية حسب الشات جي بي تي هي السلوك الذي يركز على مصلحة الفرد الشخصية ويجعلها فوق مصلحة الأخرين او المجتمع ، وهي نوع من الأنانية حيث يسعى الشخص لتحقيق أهدافه ورغباته الشخصية دون مراعاة تأثير ذلك على الأخرين .

في المقابل الفردية هي التي تقدر الحرية الفردية واستقلالية الفرد ، وان الفرد هو الوحدة الأساسية في المجتمع ، وهي تعطي للفرد حق التعبير عن النفس وتحقيق الذات . انتهى .

نعود للأثر النفسي لهذه الدائرة على الأخرين وما يمكن أن تقوم به هذه النزعة عندما تكون هي السائدة في المجتمع ، وكيف ان العقلاء والمفكرين والفلاسفة والمتدينين يصرون جميعا على الأثر السيء للفردانية ويختلفون في الفردية .

في تلك الدائرة الشخصية تكبر احلام وتصغر حقائق ، وتعظم الأنا وتختفي الجماعة ، وعندها يسرق الفاسد وطنا ليضع النقود في بنك سويسري ، ويمارس الأخر تعذيبا ليدفع اخ او ابن او حتى هو نفسه ثمن هذه السياسة الفرادنية كما حدث مررا ، فمن عذب بفتح الذال عذب بضم الذال ومن سجن سجن ومن عدم عدم .

وعندما يقف اخر في وجه وطن او مستثمر او مشروع او مصلحة اوعدالة لأنها لا تحقق فرادنيته .

كلما كبرت دوائرنا الشخصية ضاعت اوطاننا ، لن اقف حكما على ما حدث في دوائرنا الضيقة ، فضلا عن دوائرنا الأوسع وجيران من امثال سوريا والسودان وليبيا وعلى صورة اضيق أو اوسع تستطيع ان تضيف او ترفع من تشاء ، ولكن انظر بعين الحكمة والعدالة الى مفهوم الفردية والفردانية ، وكيف يقف رجل مثل ترامب عاجزا امام المؤسسة السياسية والأمنية الأمريكية ، وكيف انه لم يستطع أختراقها ، وعليه أن يلعب وفق قواعدها .

كلما كانت الدولة او الأمة اوالحضارة قائمة على الفردانية كلما كان زوالها اسرع وعدم عودتها امرا حتميا ، وخذ ما حدث مع الرومان والفرس والمغول والتتار وغيرهم ، نعم هناك امور اخرى تلعب دورا هاما ولكن هذا العامل هو من العوامل الرئيسية ولا يمكن بحال تجاوزه .

فمثلا امريكا اليوم ليست قائمة على الفردية ولكن على الفردانية ، الجميع للجميع والفرد للجميع وليس الجميع للفرد ، ولذلك استمرت وقويت وتطورت ووصلت إلى ما وصلت اليه ، تستطيع ان تتخيل ان اوباما من اب مسلم وتربى في اندونيسيا ، ولم يمنع ذلك أن يكون الرئيس بسبب صفاته وانتمائه لهذه المؤسسة .

وهذا ما أعطى الإسلام القوة الأولى والدفعة الحضارية الأولى رغم وجود ، رغم سيطرة الفردانية على بعض الأفراد فيها ولكن ليس على المجموع ، ولن تنهض هذه الأمة وتتحرر وتتطور إلا عندما تنتقل من الفردانية إلى الفردية ، ومن مصلحة الفرد إلى مصلحة الجماعة.

إبراهيم ابو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير