زواج أردني ؛ الغداء في غزة، والزفاف في الأردن وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/3 إلى أرض المهمة فيصل العبدالات مبارك الدكتوراة 4 أسباب وراء ارتفاع درجة حرارة الهاتف أمريكية تطلب الطلاق بسبب تعامل زوجها مع المرطبانات اغتصاب سبعينية معاقة يثير غضبًا في المغرب .. الحسبان يكتب في ذكرى ميلاد ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الجرائم الإلكترونية تحذر من مشاركة رمز التحقق للمحافظ الإلكترونية سيدي الجنرال : لقــد إغتصبنـي كلــب ما هي فوائد خل التفاح مع الماء بعد الأكل؟ ماذا يعالج شحم الجمل؟ وما هي فوائده رئيس هيئة الأركان يلتقي نظيره العماني في سلطنة عُمان وفاة شخص بمشاجرة بين شقيقين وقريبهما في شفا بدران سفينة محملة بمساعدات تغادر قبرص إلى غزة السفارة الأميركية تحيي ذكرى استقلال بلادها الممرضين: إعلانات تهدف لـ"النصب والاحتيال" على المواطن 10 شهداء وعشرات الجرحى بقصف الاحتلال غزة والنصيرات السودان.. 25 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي والمرض المعايطة يلتقي رؤساء الانتخاب الرئيسية في الدوائر المحلية ويؤكد ضرورة العمل بأقصى درجات الحياد كلمة السفيرة الأمريكية بمناسبة الإحتفال بالذكرى ال 248 لاستقلال الولايات المتحدة
كتّاب الأنباط

إبراهيم ابوحويله يكتب :الندى والسيف ....

{clean_title}
الأنباط -

في ضوء الإزمات الأخيرة التي تعاني منها الامة اليوم هناك شقان ، شق يتعلق بالناحية الإنسانية والمعاناة المرتبطة به ، وهذه للأسف يحرص دائما المحتل والمستعمر على زيادة تكلفتها من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء ، حتى يعمل على إنشاء عقل جمعي يرفض التحرر ويخشى منه 

من قدم العاطفة على العقل خسر الكثير  ، ومن كان حسابه للأمور بالخسارة التي يقدمها فقط خسر أكثر.

وهناك شق أخر متعلق بتقدير التضحيات وتحديدها للتعامل مع الأزمة ، وتحديد التكلفة المقبولة المرتبطة بها ، وهنا على المفكرين والعقلاء إعادة برمجة العقل الجمعي للإمة لتحمل التكلفة والخسائر ، إذا كانت في سبيل الوطن والتحرر والمستقبل الأفضل .

 لأنه كما قلنا عندها لا تعتبر الخسائر مهما كبرت كبيرة فهي مرتبطة بالهدف الأكبر ، وهو الذي يحدد حجم الخسائر المقبولة . 

فالعاطفة في الازمات لا يجب أن تكون هي المسيطرة،  ولكن صوت العقل وأهله وإلا ظل المحتل محتلا. 

لن يتحقق الإستقرار حنى تقدم العقل على العاطفة ،  وفي القصة القوم والكلب  الرمزية التي فيها عبرة بالغة ان كل المصائب حلت على القوم عندما قدموا التسامح على الغضب ، في موطن يجب فيه تقديم السيف على الندى كما يقول المتنبي  ، ولكن العقل يرى تجاوزا وحدودا وتسلطا وعدم تقدير وعدم خوف وغيره الكثير ، لذلك لن تستقيم الأمور إلا اذا كانالقوم فيهم سيف يخشاه العدا .

لا يجب أن يتعامل السياسي مع الاحداث كما يتعامل العسكري ووالوزير ، فهذا يتألم لطفل فقد أباه أو لأم فقدت طفلها ، أو لتلك العائلة التي ذهبت ظلما ، ويتألم لحجم الموت في المدنيين والأطفال والنساء والعجائز والأبرياء ، ومن لا يتألم لهذا الحال ليس بإنسان .
 
ولكن الأمة التي تريد السلامة لا تحصل عليها للأسف ، وتدفع ثمن السلامة من أرضها ومالها وأبنائها ، وهذا هو حال التاريخ ولذلك قالوا من لم يستعد للحرب فلن يرى السلام .

 فعندما زار جمال الدين الأفغاني الهند ووجد ان الإنجليز يستعمروهم قال مستغربا لو بصق الهنود على الإنجليز لأغرقوهم .

 وهذا هو حال الأمة التي تستكين وتبحث عن السلم والسلامة ، هي تدفع أضعاف ذلك من قوتها ومالها وإبنائها ، ولن يرضي المستعمر في المقابل مع كل هذا الثمن المدفوع .

لقد إستمر إستعمار بريطانيا للهند مائتي عام سرقوا خلالها كل شيء المال والكنوز والأرض وثرواتها والإنسان وجهده ، حتى أنهم كانوا يأخذون المواد الخام ويصنعونها بأيدي الهنود ، ثم يعيدونها إليهم ويبيعونها بأضعاف مضاعفة ، وأحتكروا اصناف مختلفة عن طريق شركة الهند الشرقية ومنعوا بيعها او الإتجار بها إلا من خلالهم ، فزاد حال الأمة الهندية فقرا وجوعا ، وزادت ثروات بريطانيا أضعافا مضاعفة .

وما عرف عالمنا العربي الأرز إلا من خلال الإنجليز،  هم الذين ادخلوه وجعلوه طعاما اساسيا في حياتنا لانعاش تجارته وجعلوا له سوقا كبيرا .

 نعم دخلت بريطانيا في ضائقة مالية بعد إنتهاء الإستعمار ومصاعب كثيرة يطول شرحها ، من بطالة وشح في المناصب إلى عدم وجود عبيد لينفذوا مهامهم اليومية والزراعية والصناعية ، وكل ذلك كان بسبب تكلفة الإستعمار البسيطة بالنسبة للمستعمر والتكلفة العالية بالنسبة للذي وقع عليه الإستعمار .