وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل مجلس مفوضي "الطاقة والمعادن" يقر اعتماد خطط الطوارئ المحدّثة حوارية تناقش تحديات شركة الكهرباء الوطنية لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول صدور الجزء الثاني لكتاب ماذا يحدث في عزة؟ خبير أمن غذائي يوضح أثر الزراعة على المناخ.. "تحليل الانبعاثات الزراعية وفرص الاستثمار بالحد منها" عيد ميلاد سعيد نبال دويدري 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بيت النابلسي في اربد.. معلم تاريخي يجمع بين أصالة المدينة وعراقتها بعد الفرحة الإنسانية..دقت ساعة العمل لتجسيد قرار الجنائية الدولية شراكة بين مجموعة عليان والمناصير للزيوت والمحروقات لتشغيل شواحن متطورة في محطات المناصير " رؤيا متكاملة الابعاد "

ضرب المعلم أو الوطن ...

ضرب المعلم أو الوطن
الأنباط -
ضرب المعلم أو الوطن ...

 ستبقى الكلمات كلمات ، وكل الأفعال التي نقوم بها إذا لم تنعكس بشكل عملي على الواقع فلن يحدث التغيير ، المعلم والطالب والأهل والمجتمع ، أين هي المعادلة القادرة على حل المعضلة القائمة هنا ، هل هي كمعضلة الإنتخابات ، تحتاج إلى حلول سحرية ، ويركض بعض من أدرك أهميتها خلفها لغاية في نفس يعقوب، وبعض من له منفعة رفعها علّ وعسى أن تصيبه بركة من بركاتها ، ومن خسر فيها حط منها وجعلها السبب في كل ما نعيشه .  

الموضوع كما هي المواضيع الإجتماعية كلها شائك ومعقد في غاية التعقيد من جهة ، وسهل بسيط من الممكن بسهولة حله من جهة أخرى ، ولكن القاعدة في العلاقات الإجتماعية كلها قائم على أساس بداية سليمة نهاية سليمة ، وإذا حدث خلل في أي مرحلة من المراحل تصبح الأمور أصعب فأصعب ، وهكذا هي الحالة في المجتمع ، فالبداية الخاطئة هي نهاية عصية على الحلول . 

لبنة سليمة هي الأساس وهذا البناء يتعامل مع من حوله على أساس الحقوق والواجبات ، طبعا هنا يجب أن نتكلم عن أسرة واعية تدرك ما تضع في رأس هذا الطفل الذي هو مشروع مواطن المستقبل .

وأن التعبئة السلبية أو الإيجابية ستنعكس على هذا الجيل ، وأنه لن يصلح بحال أن تغرس في رأس هذا الطفل كل السلبيات الموجودة في العالم ، والأخفاقات الموجودة في هذا الإنسان نفسه ، وكل تلك الأمور التي لم تستطع ان تحققها لأسباب مختلفة .

 ومنها طبعا ما يتعلق بالإنسان نفسه وامكانياته وقدراته ، ومنها ما يتعلق بالمجتمع وهذا التنافس الطبيعي فيه ، ومنها ما يتعلق بالأخر الذي هو في صورة ما نحن ، ومنها ما يتعلق بالحكومة سلبا أو إيجابا ، وكيف أن البعض يضع كل سلبياته واخفاقاته وأحلامه التي لم تتحقق على كاهل الحكومة وأنها السبب فيما آلت اليه الأمور . 

ثم طبعا تلك المحاولات الجادة والمستميتة ، من قبل الكثير من الاهالي والذين يسعون لتحقيق الطبيب أو المهندس ، أو المسؤول البارز أو التاجر الحاذق في هذا الطفل ، بصرف النظر عن امكانياته وقدراته ، وبصرف النظر عن الوضع المادي .

 وبصرف النظر عن أن أي مجتمع يحتاج إلى نسبة من المتعلمين الجامعيين ، ونسب أخرى كل بحسبه من الشعب والجمهور والأخر ، الذي يقوم بباقي الأعمال التي نحتاجها جميعا، والتي لا نريد نحن أن نكون من هذه الفئة من الشعب طبعا التي تقوم بهذه الاعمال ، وهذا حق لكل انسان أن يضع لنفسه أهدافا كبيرة .

ولكن الشيء الطبيعي في كل مجتمعات الدنيا ، ان فئة قليلة هي التي تحقق الاهداف الكبيرة ، وهذا توزيع طبيعي ولكننا نحن نرفضه طبعا ، لأننا نريد توزيعا غير طبيعي ولا عادل ، وهذا ليس عيبا في احد في الحقيقة ولا هو مثلبة ، ولكنه الأمر الطبيعي في البشر ، ولكنه لن يتحقق لا في المجتمع ، ولا في اي مجتمع ، ولم يتحقق في التاريخ ، وهل يجب ان تقف حياة الإنسان في الوطن عند تحقيق هذه الأهداف التي لن تتحقق .

الوطن يجب ان يبقى هو الوطن بصرف النظر عن أنني تمكنت من تحقيق أهدافي أم لا ، وهنا مربط الفرس ، نحن مجتمع في الاغلب يعاني احباطا ويحمل على عاتقه حملا ثقيلا ، فالطفل يسعى لأن يحقق حلم الأب والأم والجد والجدة وباقي العائلة ، ولكن الظروف شاءت أن تكون معلما ، فهنا تدخل الغرف الصيفية محبطا ، ولن نتكلم عن المواقع الأخرى في المجتمع طبعا فالنتيجة واحدة . 

والطالب محبط ويحمل حملا ثقيلا ، ورب الأسرة محبط والعائلة محبطة ، وهنا نتعامل جميعا مع بعضنا على أنك أنت السبب فيما وصلت إليه أنا ، فالبعض يرى كل من حوله مسؤول عمّا وصل إليه هو ، فلا مساحات ولا أعذار ولا تسامح ولا أخلاق ، وهنا عند أقل مشكلة صغيرة تخرج كل هذه الأحمال إلى المجتمع ، وأصبحنا نراها في صورة تزداد عنفا كل مرة . 

فرق بين الحلم والتقبل والواقع والأخر والمجتمع والوطن ، إذا رأيت نفسي أفضل وصاحب الحق المطلق في كل ما أسعى إليه ،  وكل ما لا أستطيع الوصول إليه هو في الحقيقة حق ضائع أو هو حق ضاع .

 هذه النظرة هي طريق الكآبة لا محالة ، والحقيقة أن مظاهر هذه الكآبة بدأت تنتشر في المجتمع وتستدعي تصرف من مجموعة من المختصين لوضع الحلول المناسبة لها .

ولكن ما يعنني هنا هو أنك أنت كتبت على نفسك أن تحيا حياة ليست حياة ، لا ولن تحقق لك هذه الحياة السعادة ، علما بأن المسؤول والطبيب والمهندس وصاحب الشركة وصاحب المال ، لا يعني بأي حال أن يكون سعيدا ، فقد تكون حياته سوادء مليئة بالكآبة ، ولكن فرق بين من يرى ومن يعيش . 

ومن الممكن ان تكون حياة الإنسان البسيط المحاط بمن يحبه ومن يسعده ومن يهتم لأمره ، هي الحياة التي يجب أن نسعى إليها جميعا ، بصرف النظر عن طبيعة وشكل الأشياء المادية والمسميات المترفة التي نراها براقة ونسعى لها ، والتي لا نعرف تماما ما يرافقها .

نعم أنا هو الأخر في نظرة سريعة ، هو ما تراه في تلك المرأة التي تنظر إليها كل صباح عندما تغادر بيتك .

عندما يسعى الإنسان الفرد المواطن لأن يحقق أهدافا إنسانية ، ويسعى لنشر الخير والعدل والمحبة بين الناس ، بصرف النظر عن المسمى والأموال ، التي من الممكن أنت تكون سببا للسعادة أو التعاسة فهي وسيلة ، ولن تكون في يوم غاية تحقق بذاتها ما لا تستطيع أنت أن تحققه لنفسك .

عندما تصبح المسميات والأموال والحروف التي نضعها قبل أسمائنا أهم منّا وممن حولنا ، ونسعى إليها بشكل مجرد لأننا نريدها ، بصرف النظر عما تحققه لنا ، عندها دعني أبشرك بأن الحياة التي تسعى إليها هي التعاسة والكآبة والإحباط وكراهية الأخر ومنافسته والحقد عليه .

 وعندما لا يتحقق لك ما تعسى إليه  أو عندما يسبقك الأخرون إليه ، عندها تغلق الدنيا في وجهك أبوابها ، ونحن في الحقيقة من أغلقنا الأبواب ، وكرهنا الأخر والوطن لأننا نسعى لأحلام من الصعب تحقيقها .

هل يستطيع أحد أن يحمل كل هذا الحمل ، ويحب ويعطي ويسعى في خدمة الأخر ، أم أن هذه المصطلحات تحتاج إلى أن ننظر إلى ما لدينا ، إلى ما حققه الأباء والأجداد لنا ، هل يستطيع أي وطن على وجه هذه الأرض أن يعطي كل منّا حلمه ويحقق له أماله . 

المجتمعات تقوم بالمحبة والعطاء وتقبل الأخر سواء كان أخا أو إبن عشيرة أو منطقة أو وطن ، وعندما يتوفر لك عمل أي عمل ، فأنت تستطيع من خلال الحب أن تجعل هذا العمل منتجا متقبلا متطورا .

 وأن تحمل الأخر ليحقق الأخر حلمك أنت لا حلمه هو ، أنت تكسر الحجارة لتبني وطنا ، سواء كنت معلما أو موظفا أو عامل نظافة ، فرق بين من يسعى لتنظيف الوطن ، وبين من ينظف ما ألقاه الأخرون في الطريق لانهم كسلة قذرون لا يعرفون معنى أن انحني لانظف قاذوراتهم . 

عندما تُعلم أبنك بأن يحترم المعلم ، ويحترم العامل ، ويحترم المواطن في كل المواقع ، وأن الوطن يقوم بهم جميعا ويحتاج إليهم جميعا ، وأن سعادة الإنسان قائمة في أن يكون إنسانا بصرف النظر عن شهادته ووظيفته ومكانته ، وان المجتمع يحتاج إليه كما يحتاج إليك ، وكم قدم أباؤنا لنا ، وهم بدون مسميات ولا شهادت ، ولكنهم رجال يستحقون بالغ الإحترام والتقدير والمحبة ، فهل تعني الشهادات والمسميات شيئا مع ما قدموه .

عندما نحمل هذه الروح لن تجد طالبا يلقى القمامة في الطريق أو يضرب معلما ، فضلا عن أن تجد أباء يشتركون مع أبنائهم في ضرب الوطن أقصد عفوا معلما . 

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير