"عائلة سيمبسون".. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس "سجل الأحزاب في المستقلة للانتخاب" يُعلن أسماء التحالفات الحزبية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي. مدير عام " الشؤون الفلسطينية " يفتتح نادي الروبتكس في مخيم البقعة وهم القيد . مدير الأمن العام يزور فريق البحث والإنقاذ الدولي، والمركز الإقليمي للحماية المدنية 37 شهيدا و120 جريحا في مجازر بخانيونس بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض طعن مستوطنين قرب مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة الاحتلال يهدم منزلين بقرية "الولجة" في الضفة الغربية الشمالي: الحكومة عززت مشاركة المرأة الأردنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأعلى للسكان يطلق ورقتي سياسات حول الولادات القيصرية والمنشطات اليونيسف: 250% زيادة في عدد الأطفال الشهداء بالضفة منذ 7 تشرين الأول شركة المناشركة المناصير للباطون الجاهز تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية لدورة 2022/2023 تسليم مساكن مجهزة بالكامل لـ 13 أسرة بجرش ضمن المبادرة الملكية لإسكان الأسر العفيفة 796 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في اربد شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على غزة
كتّاب الأنباط

صراع إرادات !

{clean_title}
الأنباط -
صراع إرادات !
 
د.حازم قشوع
 
مازال نتنياهو يقوم بتعبئة الشارع الاسرائيلي بأفكار عقائديه، ويعمل على تحريض الشعب لمواصلة القتال ويصف معركة غزة بحرب وجود مع ان حرب غزة هي ليست كذلك فالوجود الإسرائيلي من المفترض أن يكون على الجغرافيا السياسية التى بينتها قرارات الشرعية الدولية وليس بالقفز عليها وإعلان الحرب على جيرانه وتحويلهم من خصوم الى اعداء فهذا لن يفيده على المستوى الاستراتيجي حتى لو كان في مأمن من الأنظمة وكما مسألة استخدام "سيف داوود" بدلالة عقائدية لا تخدمه لأنها ستدخله في معركة عقائدية بين الدين اليهودي والدين الإسلامي وهو تعبير في غير مكانه ولا يفيد المجتمع الإسرائيلي لإيجاد علاقات طبيعية بين اسرائيل التوراتية و"جيرانها" العرب.
 
فهل نسى نتنياهو أن إسرائيل تقع في محيط عربي وان وجوده على رأس حكومه اسرائيليه من المفترض أن يستهدف العيش المشترك للمجتمع الاسرائيلي مع محيطه العربي، وهذا ما يلزمه لأختيار مفرداته بدقة لأن خطابه كما يسمعه الاسرائيلي يسمعه ايضا العالم أجمع وعليه ان يتوخى الدقة في التعاطي مع المشهد في غزة ويعمل على حصر جوانبه وليس توسيع حدوده سيما وأن خطابه هذا سيعمل على توسيع مساحات الاشتباكات بدلا من حصرها و يغذي حالة الاحتقان عند المسلمين و المسيحيين وآخرين من اليهود ممن يقفون مع فلسطين الدولة التي جزءا من حدودها قطاع غزة الذى يقوم هو و آلة الحرب الإسرائيلية بتشريد أهله وترويعهم وتجويعهم بدعوى القضاء على حماس وان كانت هذه الحجة فهي حجة باليه لأنه يقوم بالعمل على أسرله القطاع من أجل السيطرة على الغاز وبناء قناة بن غوريون ويعمل سياسيا لإنهاء مشروع حل الدولتين الذي أقرته كل المواثيق الأممية واكده العالم قبل أيام على دعمه المطلق للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
إن التلاعب بالمفردات واستمالة الشارع الاسرائيلي بخطابات دينية تدل دلالة مطلقة أن نتنياهو يعيش في قلعة فكرية تماما كالتي تعيشها حكومته التى راحت تتمرد على المواثيق الدولية وتمزيق نصوصها واتخاذ سياسات احاديه وحلول عسكرية بعيدة عن الواقع الذي سيلفظها حكما بعدما ظهر للجميع الصورة الحقيقية لحكومة تل أبيب وهى تستفحل بغييها بطريقة لا إنسانية وترتكب أفعال مشينة بحق الانسانية في عصر بات يرفض الانعزالية والتطرف ولا يؤمن إلا بالشراكة من على قاعدة القبول بالآخر واحترام كينونته وحقه فى تقرير مصيره فالعالم لا يمكن أن يناصر هذه الخطابات بدعوى المواثيق "الصهيونية" التى وجدت من اجل حماية اليهود في شمال العالم عندما كانوا منبوذين حتى تم صياغة الميثاق الصهيوني لحمايتهم واعطائهم حالة من الأمان باعتبارهم مكملين للعهد الجديد من باب ارتباط العهدين بعضهما ببعض.
 
لكن هذه المبررات لا تعطى الحق لآلة الحرب الاسرائيلية للتقتيل وارتكاب أعمال إجرامية بحق الانسانية بارتكاب ابادة جماعية بصفوف الفلسطينيين العزل فان ادخال المنطقة بحرب دينية لا يخدم احد ولا يخدم حكما اسرائيل لأن هذا الخطاب سيعمل على تأجيج صراع عقائدي ليس بمقدور إسرائيل ولا العالم أجمع حمل تداعياته اذا ما اصبحت عناوينه ظاهره ... فان حرب العقائد التي يراد اشعالها لن تخدم احد هذا لان تداعياتها ستكون وخيمه وهذا لا يريده نتنياهو كما لا يريده ايضا الرئيس بايدن وهو يصارع من أجل تثبيت الأحادية القطبية التي تكفل له الزعامة العالمية وليس فى تدعيم روافد داعمة للتعددية القطبية فإن معركة غزة ما هي إلا جزء بعين واشنطن من معركة خاركييف وأوديسا في أوكرانيا كما يتبع لاحقا معركة تايون التي تعتبر الضلع الثالث المتمم فى ميدان التأكيد على الأحادية الجيواستراتيجية.
 
وفي المقابل مازال السنوار على حد تعبير متابعين موجود في خانيونس ومازال يقاتل وكتائب المقاومة الفلسطينية من أجل مواجهة الهجوم الشامل الذي يتعرض له قطاع غزة من قبل آلة الحرب الإسرائيلية وهو يعمل على نشر جميع قواته على امتداد قطاع غزة لتشتبك كتائب المقاومة على امتداد مدن القطاع حتى لا تنحصر جيوب المقاومة في رفح أو في خانيونس وهو ما يجعل الأمر محصور في قطاع غزة وليس أبعد من ذلك على الرغم من المناوشات الاشغاليه التي يقوم بها حزب الله فى الشمال والحوثي فى اليمن والحشد الشعبى فى العراق لكن كل ذلك يدور فى فلك حرب الأشغال المساندة وهو مازال يمكن التعاطي معه.
 
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هل ستبقى حماس مكتوفة الايدى وتحالف المقاومه معها فى حال وصلت الأمور في غزة الى نقطة حرجة ؟؟؟ هنا ينتظر أن يقع المحظور وستبدأ عملية توسيع الحرب لتصبح حرب الفصائل في مواجهة الأنظمة وسيكون الجميع فى مواجهه مع الشارع وينتظر أن يتم توسيع نيران المعارك من غزة القطاع الى القدس والضفة والى الساحه اللبنانيه والسوريه والعراقيه واليمنيه وهذا ما يهدد المناخات السائدة في بقية المجتمعات العربية.
 
وهو الاستنتاج الذي من المهم وضعه بعين الاعتبار عند الحديث عن اليوم الثانى للحرب الذي سيكون اتجاه توسيع رقعة الحرب وليس للحديث عن وجهات الاحتكام والسيطرة في غزة ووجهة التحكم بثرواتها كما يذهب البعض اليه بالاستخلاص فان المنطقة باتت تعيش أجواء "صراع إرادات" ايديولوجية بين الحركات الإسلامية والحركة الصهيونية وجيوسياسية بين تحالف دول المحور وتحالف دول المركز، أما جيواستراتيجية فإنها بين من يقف مع الأحادية القطبية من جهة و من يقف مع التعددية القطبية من جهة اخرى، واما القضية الفلسطينية بهذا المقام فما هي الا المحراك الذى يؤجج صراع المنطقة وهو ما يجعلها بنظر الدوائر القطبية ما هي الا اداة تأجيج ووقود تغيير، وهذا ما يعني أن التغيير قد بدأ وان رمي المبادرات بحواضن المجتمعات لانشغالها لن تخدم المعنى فالأصل أن تبحث المجتمعات عن مناهج يقظة أما محاولة البعض استخلاص حل يقوم على إغلاق الباب فإن ذلك لا يعني أننا لا نتعرض لعاصفة وهذا بحاجة ليقظة وليس الى عمليات اشغال كونها تدخل المجتمع فى محظور المفاجأة، وهذا ما يراد تحقيقه للوصول به لدرجة الفوضى المستهدفة.