انعكاسات وتأثيرات خطيرة لحرب إيران وإسرائيل على المنطقة.. تعرّف عليها إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء "قافلة الصمود" في مصر مسؤول إيراني كبير: سنستهدف قواعد الدول التي تدافع عن إسرائيل ‏إسرائيل توقف ضخ الغاز عن الأردن ومصر بسبب الحرب من منزل السفير الأردني تكريم وداعي للدكتورة أبو غزالة وزير الاتصال الحكومي: الأجهزة المختصة تتعامل بكفاءة مع الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة الملكية: رحلات يوم غد من الثامنة وفق مواعيدها ما لم تطرأ أية مستجدات تستدعي التأجيل وسائل اعلام اسرائيلية : إيران اطلقت بين 150 و200 صاروخ تجاه إسرائيل بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية أكسيوس: الضربة الإسرائيلية على ايران استغرق تخطيطها 8 أشهر ‏الصين نتابع عن كثب الهجوم الإسرائيلي على إيران الملك يؤكد خلال اتصال تلقاه من ماكرون ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد الخطير بالمنطقة خليل النظامي يكتب:حكاية أمنية من جبال سوف الى قلعة الكرك الأمن العام: لا يوجد أي إغلاقات للطرق وطريق البحر الميت سالكة الأمن العام يوضح مدلولات صافرات الإنذار ‏سوريا : اغلاق المجال السوري احترازيا وزير الخارجية يبحث مع نائب الرئيس الفلسطيني تداعيات العدوان الإسرائيلي على إيران بيان صادر عن حزب الميثاق الوطني وزير الخارجية ونظيره المصري يدينان العدوان الإسرائيلي على إيران سلاح الجو ينفذ طلعات لحماية المجال الجوي للمملكة

ذرية وموضوعية وذاتية...

ذرية وموضوعية وذاتية
الأنباط -
إبراهيم أبو حويله


بين الفكر والأفكار، وبين الواقعية والوقائعية وبين الموضوعية والمواضعية.

رائعة تلك الوقفة التي أطلقها د المسيري وهو يشرح حال البعض في التعامل مع الواقع والفهم والفكرة والموضوع .

البعض يحاول أن يفهم ولكنه فهم ذري ( واعني بذري هنا هو تقسيم الموضوع إلى اجزاء ذرية صغيرة ، بحيث تتشكل صورة واضحة عن هذه الاجزاء الذرية ) ولكن للأسف كما أشار إلى ذلك بن نبي سابقا نبتعد عن الصورة الكلية ، هذا الفهم الذري تصطدم به كثيرا في حياتك .

فالبعض ممن يحمل شهادات عليا في تخصص معين ولكن فهمه ذري موضوعي ، أي أنه أستوعب الموضوعات المتفرقة استيعاب ذري تفصيلي تصويري ، ولكنه عاجز عن تكوين صورة مجسمة متكاملة للموضوع ، وتجد هذه الحالة في الكثير من التخصصات من الإقتصاد إلى الطب إلى علوم الشريعة ، فضلا عن العلوم الاخرى المختلفة .

وهو كما أشار باحث أخر فإن نقل المعرفة هو في الحقيقة القدرة على نقل ما تراه ، أو ما تعرفه بصورة تفصيلية واضحة بحيث تصل الى الأخر واضحة ، على تلك الصورة الموضوعية التي ترى فيها الحدث ، وبشكل مجرد بعيد عن تأثيرك الشخصي او رأيك الشخصي .

وهنا تقع في نظرية اطلق عليها البعض نظرية العميان والفيل ، فمن وقعت يداه على قدم الفيل يصف قدم الفيل وصفا موضوعيا دقيقا مجردا ، ومن وقعت يداه على الخرطوم يصف خرطوم الفيل وصفا موضوعيا ، ومن وقعت يداه على جسم الفيل وصف الجسم.

ولكننا في الحقيقة بحاجة إلى ذلك الأعمى الذي يملك قدرة ذاتية على تجميع صورة ذاتية من مجموعته ، التي كونت صورة موضوعية عن الاقدام والجسد والرأس والخرطوم والذيل ، ليعطي صورة واضحة ذاتية عن الفيل بعد أن يجمع الأجزاء في ذهنه ، ويضع كل عنصر في مكانه .

وإلا بقينا محبوسين نظريا في تلك النظرة الموضوعية لكل أعمى ، وضمن نظرته الموضوعية عن الفيل ، بعيدا عن الصورة الحقيقة التي تشكلها تلك الذات الواعية التي نبحث عنها في كل موضوعاتنا الرئيسية ، وقلما نجدها ، ذلك الاعمى الذي يستطيع تجميع صورة حقيقة ذاتية عن الفيل وايصالها لنا .

نعم هي نظريا فهم ذري ذاتي جزئي مقتطع من الكل للحقيقة ، وهو جزء من الحقيقة ولا ريب ، فالقدم من الفيل حتما ، ولكن هذا الفهم قائم على نقل الصورة الحقيقية عن كل طرف ، إلى ذلك الذي يملك الذات الواعية لتشكيل الصورة الكاملة عن الفيل .

والا فبدون هذا سنبقى محصورين في افهام جزئية ، او افكار جزئية ولكننا لا نملك صورة ولا شبه صورة عن الحقيقة ، نحن غارقون في القدم والخرطوم والجسد الدائرى والذنب الرفيع ، ولكننا لا نملك صورة عن الفيل .

فهذا يملك جزء من الحقيقة ولكنه لا يملكها وهكذا ، فهي مجموعة أفكار جزئية أو ذرية عن أجزاء أصغر ولكنها ليست الحقيقة كاملة، ليست الفيل بصورته الكلية .

وهكذا نحن في الحياة غارقون في أجزاء وذرات هنا وهناك ولكننا في الحقيقة بعيدون عن الفكرة الكلية، عن الحقيقة الكلية وغارقون في الفروع .

الآن خذ هذا الفهم وانطلق به لتحاول أن تكون أنت الذات الواعية التي تحاول ان تفهم المشكلات حولك ، ومنها مشكلة غزة ، ومشكلة المواطن العربي ، ومشكلة التعليم ، ومشكلة الصناعة أو أى مشكلة تواجهها قي حياتك .

هذا هو التنميط الذي حاول المسيري نقله إلى العقل العربي ، ليتعامل مع قضاياه وفق أنماط معينة واضحة مبنية على الدراسة والتحليل للوصول إلى المشاكل المتراكمة والمعقدة .

وحلها وفق عقلية علمية ذاتية تستقى مصادرها من ناقل موضوعي دقيق لتصل إلى الحقائق الكاملة ، وأثرها في الفرد والحياة والمجتمع والمستقبل .

وهذه محاولة للفهم .

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير