البث المباشر
"سيتي العالمية" تختار لجنة الإنقاذ الدولية في الأردن ضمن تحدي الابتكار العالمي وزير التربية: المحافظة على اللغة العربية مسؤولية مشتركة اللواء الركن الحنيطي يزور كتيبة الأمير طلال الآلية5 ويفتتح مباني فيها وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني "نابلس/ 9" ولي العهد قبيل نهائي كأس العرب: جماهير الأردن الوفية مصدر قوة وعزيمة النشامى مرسى أيلة تعزّز السلامة البحرية عبر تدريبات عملية للعمل البحري الدولي مجلس الأعيان يُقر مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 كما ورد من "النواب" ‏السفير الصيني يبحث مع ابو غزاله التعاون بين الصين والأردن في مجالات التعليم الرقمي الأردن يشارك بالدورة الـ11 لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد رئيس الوزراء: إقرار الموازنة في وقت مبكّر يعكس التَّعاون الحقيقي بين السُّلطتين التشريعيَّة والتَّنفيذيَّة الذي يوجِهنا إليه جلالة الملك في إطار الدستور "الملكية الأردنية" تسير 20 رحلة إلى قطر دعما للنشامى بأسعار مخفضة مجلس "تنظيم الاتصالات" يطلع على أعمال" أرامكس"وخدماتها الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات "الأعيان" لمشروع الموازنة العامة 2026 .. إضافة 1 وأخيرة وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات "الأعيان" لمشروع الموازنة العامة 2026 أورانج الأردن تغير اسم شبكتها على الأجهزة الخلوية إلى GOJORDN تأكيد على دعمها الدائم للنشامى "توزيع الكهرباء" تطلق منصة رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأحمال وتأثيرات الطقس "العقبة الخاصة" تقرر تشكيل لجنة تطوير القطاع السياحي في وادي رم سلطة إقليم البترا تضيء الخزنة بالعلم القطري بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر وفاة طفل رضيع نتيجة انخفاض درجات الحرارة جنوب قطاع غزة

أن هناك من يملك الجرأة ليوقف الانهيار، ويعيد تعريف العدالة في غزة؟

أن هناك من يملك الجرأة ليوقف الانهيار، ويعيد تعريف العدالة في غزة
الأنباط -
غزة.. ماذا بعد؟

محمد علي الزعبي

غزة، ذلك الجرح النازف في خاصرة الشرق الأوسط، تعيش اليوم واحدة من أكثر المراحل خطورة وتعقيدًا، وسط مشهد إقليمي مرتبك، وتبدلات في المزاج الدولي، وانزياحٍ كامل في ميزان الأولويات. لم تعد غزة مجرد ساحة اشتباك، بل تحولت إلى رمز لصراعٍ أكبر، تختلط فيه الجغرافيا بالتاريخ، والإنسان بالمعادلة السياسية الباردة.

في عمق المشهد، تتعاظم التوترات الإقليمية المحيطة، حيث لا تُقاس المعاناة في غزة بمعزل عن الصراعات الكبرى التي تمزق المنطقة، من الخليج إلى المتوسط. غزة باتت مرآة لما هو أبعد منها، ضحية حسابات متشابكة بين قوى إقليمية ودولية، تُستعمل أحيانًا كورقة ضغط، وتُهمل أحيانًا كعبء إنساني مؤجل. ما يجري في الإقليم من تحالفات وتحولات، جعل من غزة جزءًا من معركة النفوذ، لا من مشروع العدالة.

في المقابل، تكشف إسرائيل عن عمق عقيدتها تجاه غزة، عقيدة لا ترى في سكان القطاع إلا تهديدًا يجب عزله أو إسكاته بالقوة. الفكر الإسرائيلي لم يعد يكتفي بإستراتيجية الردع، بل بات ينزع إلى فرض واقع جديد، عبر تدمير متكرر للبنية المجتمعية، ومحاولة إنهاء الروح الجماعية التي تستعصي على الإذلال. في كل جولة، تستخدم إسرائيل أدواتها العسكرية ليس فقط لمحاربة المقاومة، بل لتكريس معادلة الردع بالدمار، دون أي اعتبار لمستقبل أو أفق.

في واشنطن، يظل الموقف الأمريكي أسير ازدواجية مزمنة: الدفاع عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” من جهة، والمطالبة بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين من جهة أخرى. هذه الازدواجية لا تخفي حقيقة أن غزة في العقل السياسي الأمريكي لا تزال ملفًا أمنيًا أكثر منها قضية إنسانية أو سياسية. الدعم غير المشروط لإسرائيل، وتحييد أدوات الضغط الدولية، يعمّقان الأزمة بدل حلها.

ورغم اختلافي الجذري مع ما تقوم به بعض قيادات حماس، من قراراتٍ أو توجهات سياسية قد تزيد من تعقيد المشهد وتفاقم المعاناة، إلا أن تعاطفي العميق يظل منحازًا بشكل مطلق إلى الشعب الفلسطيني في غزة، أولئك الأبرياء الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لاختيار لم يشاركوا به، ويُتركون وحدهم في مواجهة آلة دمار لا تفرق بين مقاتل وطفل، ولا بين مبنى ومأوى.

أما غزة الإنسان، غزة الحياة، غزة الأطفال والشيوخ والنساء، فهي تعيش بين سندان الحصار ونار العدوان. واقعها المحتوم محكوم بانغلاق الأفق، وبتراكم الأوجاع، دون أن يلوح في الأفق حلٌّ يعيد لها أبسط حقوقها: الحياة بكرامة. ورغم ذلك، فإن صمودها لا يزال معجزة يومية، وسؤالًا أخلاقيًا مفتوحًا في وجه العالم.

اليوم، وبعد كل ما جرى، يبقى السؤال الأهم: ماذا بعد؟ هل يُترك هذا الجزء الصغير من العالم ليُستنزف حتى النهاية؟ أم أن هناك من يملك الجرأة ليوقف الانهيار، ويعيد تعريف العدالة في غزة؟

غزة لا تبحث عن تعاطف مؤقت، بل عن موقف إنساني وأخلاقي وسياسي يعترف بحقها في أن تكون.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير