الملك لدى لقائه شخصيات إعلامية: الأردن كان وسيبقى السند الأكبر للأهل في غزة أمانة عمان تمدد استقبال مشاركات جائزة حبيب الزيودي حتى 17 اب وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري يزور هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بهدف تعزيز التعاون واستكشاف فرص استثمارية واعدة للقطاع الخاص الاردني "البوتاس العربية" و"الفوسفات الأردنية" توقعان اتفاقية عودة الجمهورية العربية السورية إلى منظومة الاتصالات العالمية بعد أكثر من عشر سنوات من الانقطاع وفد سوري يزور المركز الوطني للأمن السيبراني لجنة الصداقة الأردنية البولندية في "الأعيان" تلتقي السفير البولندي ضبط 3 أشخاص احتالوا ماليا على مواطنين بإيهامهم بدخول عطاءات "عمان اف سي" لكرة القدم يواصل صدارته لدوري الناشئات القوات المسلحة تسير قافلة تزويد مساعدات إغاثية للمستشفى الميداني الأردني جنوب غزة "7" الضمان: 16671 اتفاقية تقسيط مبرمة مع منشآت مدينة بمبلغ 720 مليون دينار 47 محاميا جديدا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل "جيدكو" تنظم ندوة افتراضية لاستكشاف الفرص مع سلطنة عمان "الميثاق النيابية" تشيد بجهود الجيش الأردني والخدمات الطبية في دعم الجرحى الغزيين أيمن سماوي يوجّه الشكر للأجهزة الأمنية: العيون الساهرة على أمن الفرح الدكتوراه لإنتصار الحراحشه من جامعة ميموريال -كندا فعاليات متنوعة على الساحة الرئيسية تجمع بين التراث والفن المعاصر في رحاب جرش وزير الثقافة يفتتح معرض "سيمبوزيوم الرسم والحروفية" الأردن يستضيف بطولة غرب آسيا للجمباز الإيقاعي في كانون الأول المقبل المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة بواسطة طائرة مسيرة

تنوع المصادر والتخزين.. ركيزتا الأمن الطاقي في مواجهة الأزمات

تنوع المصادر والتخزين ركيزتا الأمن الطاقي في مواجهة الأزمات
الأنباط -

هيئة الطاقة: المملكة تمتلك منظومة توليد طاقة تُغطي احتياجات القطاعات في أوقات الذروة

بلاسمة: الهيدروجين الأخضر خيار استراتيجي لتخزين الفائض واستثماره مستقبلا

الأنباط – عمر الخطيب

في الوقت الذي يشهد فيه الأردن تطورًا لافتًا في تنويع مصادر الطاقة، تبرز الحاجة إلى مواكبة هذا التحول بسياسات وتشريعات تعزز كفاءة الاستخدام، لا سيما مع تنامي مساهمة الطاقة المتجددة في خليط التوليد الوطني، وظهور فائض كهربائي ملحوظ خلال ساعات النهار، خصوصًا من الطاقة الشمسية.
وتسعى الحكومة إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50% من إجمالي خليط التوليد بحلول عام 2030، مستفيدة من وفرة الإشعاع الشمسي في مختلف أنحاء المملكة، ومن إمكانات الرياح في بعض المواقع الواعدة. غير أن هذه الخطط الطموحة تواجه تحديات جديدة في ظل التصعيد الإقليمي، وتحديدًا توقف ضخ الغاز الإسرائيلي، ما دفع المملكة إلى استيراد الوقود الثقيل لتغطية النقص.

الأمن الطاقي أولوية وطنية
في ظل هذه الظروف، تُعد كفاية الأردن من الكهرباء والطاقة مكسبًا استراتيجيًا لا بد من حمايته وتعزيزه، ليس فقط عبر رفع قدرات التوليد، بل من خلال الاستثمار في تخزين الطاقة وتحسين جاهزية الشبكة الكهربائية. وتُنظر إلى الأزمة الراهنة باعتبارها فرصة لتسريع بناء البنية التحتية لأنظمة التخزين الذكي، التي تتيح تخزين الفائض من الكهرباء نهارًا واستخدامه ليلًا، بما يضمن استقرار الإمدادات حتى في أشد الأزمات.

تحول نوعي في خليط الطاقة
أفادت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن بأن الأردن يمتلك اليوم منظومة توليد كهرباء قادرة على تغطية كامل احتياجات القطاعات المختلفة حتى في أوقات الذروة، بالاعتماد على مصادر متعددة تشمل الغاز الطبيعي، والوقود الثقيل، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، إضافة إلى الصخر الزيتي الذي دخل مؤخرًا حيز التشغيل ضمن معادلة التوليد.
وبحسب الهيئة، ارتفعت مساهمة الطاقة المتجددة من أقل من 2% عام 2014 إلى أكثر من 27% من مجمل الكهرباء المُولدة حاليًا، ما أحدث تحولًا نوعيًا في مزيج الطاقة الوطني. كما أكدت البيانات الرسمية أن فائض الكهرباء الناتج عن التوليد الشمسي خلال ساعات النهار أصبح واقعًا ملموسًا، ما يفتح الباب أمام أهمية الاستثمار في تخزين هذا الفائض لاستخدامه ليلًا، لاسيما في فصل الشتاء حين ينخفض الإنتاج الشمسي.

تشريعات محفزة بعد سنوات من الغياب
أشارت الهيئة إلى أن غياب الأطر التشريعية كان يشكّل أحد أبرز التحديات التي أعاقت تركيب أنظمة تخزين كهربائية مربوطة بالشبكة من قبل المواطنين والمؤسسات. إلا أن هذا الواقع تغير مع بداية عام 2024، من خلال إقرار نظام جديد لتنظيم عمليات التخزين، تُوِّج بتعديلات تشريعية ضمن قانون الكهرباء الجديد المتوقع دخوله حيز التنفيذ في عام 2025.
وبموجب هذه التعديلات، بات بإمكان أي مشترك توليد الكهرباء من مصادر متجددة وتخزينها لاستخدامها لاحقًا أو تصدير الفائض إلى الشبكة واسترداده عند الحاجة، ضمن آليات منشورة تتيح اختيار النموذج الأنسب للاستهلاك وظروف التشغيل، مع التأكيد على ضرورة التنسيق مع شركات توزيع الكهرباء لضمان استقرار الشبكة.

خيارات تخزين متنوعة وتحديات قائمة
وفي هذا السياق، أوضح خبير الطاقة فراس بلاسمة أن الأردن يمتلك حاليًا فائضًا من الكهرباء المتولدة من مصادر متجددة خلال ساعات النهار، وهو ما يستدعي التوسع في تقنيات التخزين، وعلى رأسها أنظمة البطاريات (BESS) التي بدأت الحكومة بطرح عطاءات لتنفيذها، رغم كلفتها العالية التي بدأت بالانخفاض عالميًا.
وأشار بلاسمة إلى إمكانية اللجوء إلى بدائل أخرى مثل التخزين المائي بالضخ أو التخزين الحراري باستخدام الأملاح المنصهرة، بالتوازي مع تحفيز القطاع الصناعي على استهلاك الطاقة في ساعات النهار. كما لفت إلى أن رفع حصة الطاقة المتجددة بشكل آمن في مزيج التوليد الوطني، يتطلب دعمًا تشغيليًا عبر بنية تحتية مرنة وتوزيع ذكي للأحمال، معتبرًا أن الهيدروجين الأخضر يمثل خيارًا استراتيجيًا لتخزين الفائض واستثماره مستقبلًا في التوليد أو التصدير.

نحو أمن طاقي مستدام
وبهذا التوجه، لم تعد الطاقة المتجددة في الأردن خيارًا بيئيًا أو اقتصاديًا فحسب، بل أصبحت ركيزة أساسية في منظومة الأمن الطاقي الوطني، تدعمها تشريعات متقدمة، ويفرضها واقع جيوسياسي مضطرب، وتنتظر استثمارات فاعلة في تقنيات التخزين والتكنولوجيا الذكية، لتحقق الاستفادة القصوى من كل واط كهربائي يُولّد في شمس النهار.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير