مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة ابو حمور "الخارجية" تتابع وفاة مواطن وإصابة 4 آخرين بحادث سير على طريق درعا بسورية بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة الأردن مستمر بإيصال المساعدات إلى غزة عبر إنزالات جوية جديدة رئيس الوزراء ونظيره اللُّبناني يتَّفقان على عقد اللَّجنة العُليا الأردنيَّة – اللبنانيَّة المشتركة خلال العام الجاري "الصناعة والتجارة" تعقد الاجتماع الدوري الثاني للاستراتيجية الوطنية للتصدير للعام 2025 كلية الكرك الجامعية تنال شهادة ضمان الجودة من هيئة الاعتماد ‏قصة "طريق الحرير الصحي" في يوم الأطباء الصينيين رئيس الوزراء يُجري مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني ويؤكّد أنَّ الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحارَبَة المحاصرة بسبب سياسات التوحُّش والتطرُّف التي تنتهجها الصفدي يرعى حفل تخريج أول دفعة متخصصة في القطع واللحام تحت الماء في المملكة الإعلان عن فعاليات مهرجان الفحيص بدورته الـ32 وزير الصحة يتفقد مستشفى الأمير الحسين بعين الباشا الملك يستقبل رئيس الوزراء اللبناني ويؤكد دعم الأردن الكامل للأشقاء اللبنانيين العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية صرح للاستقرار ومشعل لمسيرة النهضة والتحديث والحرية دعم مشروع إنشاء وصيانة قنوات الري في الأردن بقيمة 280 ألف دينار ندوة بالعقبة حول الدور الوطني والإقليمي للأردن في ظل القيادة الهاشمية وزير الطاقة يفتتح أول محطة للتسخين الصناعي بالطاقة الشمسية في الأردن ‏الأردن يتصدّر وجهات السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الضمان توضح آلية سداد اشتراكات المؤمن عليهم المشتركين اختيارياً مأدبا تحتضن غدا البطولة العربية للكراتيه وسط حضور نخبة المنتخبات العربية وزير العدل يتفقد سير العمل في قصر عدل عمان

الكشف عن الانقراض الجماعي الثاني للأرض

الكشف عن الانقراض الجماعي الثاني للأرض
الأنباط -

د.أيوب أبودية

تعرضت الأرض إلى أول انقراض جماعي نحو 443 مليون سنة. وقد أثر هذا الحدث المهيب على الحياة البحرية بشكل عظيم. ويعتقد أن السبب الرئيسي مزيج من انخفاض درجة الحرارة والتوسع في مساحة الأسطح الجليدية، مما أدى إلى انحسار مستويات سطح البحر وتغير الظروف المعيشة للكائنات الحية, حيث غطت الصفائح الجليدية الواسعة أجزاء كبيرة من الأرض، وبالتالي اتجه المناخ العالمي إلى البرودة، وتغيرت أحوال البيئة البحرية وتعطلت النظم البيئية التقليدية.

حدث الانقراض الجماعي الثاني في تاريخ الأرض، والمعروف باسم الانقراض الديفوني المتأخر، منذ نحو 375 مليون سنة. وعلى الرغم من أنها لم تتم دراستها أو الاعتراف بها على نطاق واسع مثل الأحداث اللاحقة كانقراضات العصر الطباشيري، إلا أنها تحمل دروسًا قيمة لفهم التوازن الدقيق للنظم البيئية والعواقب المحتملة للاضطرابات البيئية، والتي هي ليست بعيدة عنا في عصر الاحتباس الحراري الذي يتجه للأسف نحو مشروع انقراض جديد، ربما قبل نهاية هذه الألفية الثالثة.

امتد الانقراض الديفوني المتأخر لفترة طويلة، وتجلت آثاره على مدى عدة ملايين من السنين. لقد كان ذلك بمثابة علامة على تراجع واختفاء العديد من الأنواع البحرية، وخاصة اللافقاريات، بما في ذلك أنواع كثيرة من ذراعيات الأرجل والأمونيتات. في حين أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير مؤكدة إلى حد ما، ولكن يعتقد أن الأسباب تشمل تغير المناخ، ونقص الأكسجين في المحيطات، والتأثيرات المحتملة خارج نطاق كوكب الأرض.

  ويؤكد الانقراض الديفوني المتأخر على الترابط بين الأنواع المختلفة في داخل النظم البيئية. إذ إن تراجع أعداد مجموعة واحدة من الكائنات الحية يمكن أن يكون له آثار متتالية ومتسلسلة، مما يؤثر على بقاء فصائل أخرى، وبالتالي يخل بالتوازن الدقيق للطبيعةبمجملها.

  يسلط هذا الانقراض الضوء على مدى تأثر الأنواع الحية بالتغيرات البيئية. إذ يمكن أن تؤدي التغيرات في المناخ، أو فيالظروف المحيطية، أو في تكوين الغلاف الجوي، إلى انقراضات واسعة النطاق. لذلك، فإن فهم حساسية الكائنات الحية لهذه التغييرات أمر بالغ الأهمية للتنبؤ بالتهديدات المعاصرة والتخفيف من حدتها، وخاصة في العصر الحالي.

وقد اتضح أن الناجين من انقراض العصر الديفوني المتأخر كانوا من تلك الأنواع التي أظهرت القدرة على التكيف والمرونة التطورية. وهذا يؤكد أهمية التنوع الجيني في ضمان بقاء الأنواع على المدى الطويل في مواجهة التحديات البيئية، فضلا عن ضرورة التكيف والحد من المسببات إذا كانت بشرية. إذ تعد الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والانتقال إلى الممارسات المستدامة أمرًا بالغ الأهمية لحماية النظم البيئية العالمية.

وبناء عليه، فإن التعافي من الانقراضات الجماعية هو عملية تدرجية. إذ إن فهم أنماط التعافي في أعقاب مثل هذه الأحداث يوفر نظرة ثاقبة حول مرونة الحياة على الأرض والمسارات المحتملة للنظم البيئية على نطاق زمني جيولوجي واسع. فإن الدروس المستفادة من الانقراض الجماعي الثاني للأرض لها أهمية خاصة في سياق جهود الحفاظ على البيئة المعاصرة، خاصة مع استمرار الأنشطة البشرية في تغيير مناخ الكوكب والنظم البيئية والتنوع البيولوجي، فقد بات ضروريا الاستفادة من الماضي لتوجيه أعمالنا الحالية.

 إن فهم عواقب الاضطرابات البيئية في تاريخ الأرض يشجع على اتباع نهج متوازن في الأنشطة البشرية. وتعد الإدارة المستدامة للموارد والتنمية المسؤولة أمرًا ضروريًا لتقليل التأثيرات السلبية على النظم البيئية. ومن خلال تطبيق هذه الدروس على ممارساتنا الحالية في مجال الحفاظ على البيئة، يمكننا أن نسعى جاهدين لخلق علاقة أكثر استدامة وانسجاما بين البشرية والعالم الطبيعي.

ختاما نقول: تكمن أهمية هذه المقالة في التعريف بمخاطر الانقراض الجماعي الذي نتجه صوبه في ظل تباطؤ العالم اليوم عن مواجهة الانحباس الحراري بالجدية اللازمة للوصول إلى موازنة ما نطلقة من غازات دفيئة بما نختزنه في الغابات وعبر التكنولوجيات المتطورة والنظيفة. فقد عانت الحياة على الأرض من خمس كوارث بيئية هائلةأدت إلى اندثار جماعي للكثير من الفصائل الحية، وكادت أحداثها الرهيبة أن تمحي أي أثر للحياة، من أشجار ونباتات وكائنات حية بدائية ،عن وجه هذه البسيطة. إذ تكمن أهمية البحث فيها اليومالتأمل في الانقراض السادس المقبل مع نهاية هذا القرن، ودراسة السبل الممكنة لتجنبه بالتعلم من دروس التاريخ.

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير