"عمان الغربية" النسبة الاقل مشاركة بالانتخابات البرلمانية!!! لماذا؟؟؟ الحركة الشرائية.. نشاط ظاهري وأزمة كامنة اربد.. محال تجارية وبسطات متحركة تعتدي على الأرصفة الحنيطي يستقبل عدداً من السفراء المعتمدين لدى المملكة الأردن يدين قرار الكنيست الإسرائيلي بتصنيف الأونروا منظمة إرهابية الإحصاءات: إعلان نتائج نشاط الاقتصاد غير الرسمي في الربع الأول 2025 أورنج الشرق الأوسط وإفريقيا تصدر تقرير أنشطة المسؤولية المجتمعية لعام 2023 "بذور التغيير" الهناندة : الأردن ليس في وضع سيئ بالتحول الرقمي د. مكاحلة يفتتح فعاليات حملة الكشف عن خلع الورك الولادي بمركز صحي المفرق الشامل. ارتفاع عدد شهداء القصف العشوائي على خان يونس إلى 57 شهيدا "المناصير للباطون الجاهز" تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية الحنيطي يستقبل قائد القوات الفرنسية البحرية في منطقة المحيط الهندي "الأراضي" تطلق غدا خدمة الاعتراض الإلكتروني على القيمة الإدارية الملك يهنئ الرئيس المصري بذكرى ثورة 23 تموز "عائلة سيمبسون".. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس "سجل الأحزاب في المستقلة للانتخاب" يُعلن أسماء التحالفات الحزبية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي.
كتّاب الأنباط

الإضراب والمقاطعة ...

{clean_title}
الأنباط - إبراهيم أبو حويله ...

ما أعلى الضجيج وما اقل الفاعلية ، نفتقد مع فقد الهدوء إلى متانة الفرد والمجتمع ، وتعبث بنا الصيحات والصرخات البعيدة عن الصواب ، ويعبث بنا الفارغون ويحملوننا بعيدا إلى مناطق مشبوهة لا تنبت زرعا ولا تؤتي أكلا ، في وقت يجب أن نلتف حول من نرى فيه الحكمة والفطنة والدراية والخبرة والعلم والقدرة على تحديد الخلل والخروج من هذا الوضع الراهن ليس للوطن فقط بل للأمة .

تتعدد وسائل التعبير وترتقي مع ثقل الأحداث ، فما كان الإضراب الذي حدث سيأخذ هذا الزخم لولا أن الحدث جلل والخطب عظيم ، نعم الإضراب هو تعطيل للمصلحة الخاصة والعامة وقد يحدث أثرا كبيرا إيجابيا أو سلبيا بحسب الحدث والإدارة له .

ونتذكر هنا إضراب الستة وثلاثين حيث دخلت القوى الفلسطينينة جميعها في إضراب مفتوح عطل مصالح الإحتلال البريطاني وأدخلهم في حسابات مفتوحة وغاية في الصعوبة ، وهنا إضطرت قوى الإستعمار البريطاني أن تستعين بالقيادات العربية من الإصدقاء المقربين لإنهاء الإضراب .

وكما حدث في الثورة أيضا فقد تدخل الملك عبد العزيز بن سعود وأرسل الأمير فيصل ليقنع الفلسطينين بعد أن طلبت منه قوى الإستعمار البريطاني التدخل ، بأن الزعماء والحكام العرب مستعدون لضمان الحق الفلسطيني عند الصديقة بريطانيا .

وأن بريطانيا سـتأخذ الخطوات اللازمة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ، ولكن بعد ما أنتهى الإضراب أتضح أن بريطانيا لم يكن لديها أي نية لضمان هذا الحق ، وهي غير مستعدة لبذل أي خطوة في هذا الإتجاه .

بل كانت كل الخطوات البريطانية هي في سبيل ضمان أمن وأمان وإعطاء إعتراف بدولة للجماعات الصهيونية والعصابات المتطرفة من الصه اينة التي سهلت دخولها إلى الأراض الفلسطينية في ظل الإحتلال البريطاني ، وإمدتهم بالسلاح والمال .

مع ما قام به الصه اينة في ذلك الوقت من تفجير لفندق الملك داوود ، مقر قيادة الإستعمار البريطاني وقتل مجموعة كبيرة من قيادات الإستعمار ، ومع ما قام به الصه اينة لاحقا من جرائم ضد القوى البريطانية المستعمرة الموجودة على أرض فلسطين ، كان هدف بريطانيا القضاء على أي صورة من صور المجتمع المدني الفلسطيني وتهيئة الجو للعصابات الصه يونية بتفريغ الأرض من القيادات المدنية ومن الثوار .

الإضراب نعم يؤثر على الحياة المدنية والتجارية للمواطنين وله أثار لا يمكن أن ننكرها ، ولكنه برأيي من أقوى الوسائل المدنية في التعبير ، أو التعبير السلبي حسب بعض الباحثين ، فأي أمة تملك قرارها ولديها القدرة على إتخاذ قرار إيقاف الحياة المدنية .

ستدخل أكبر الحكومات في حسابات لا يمكن تجاوزها ، وستخضع أكبر الحكومات لهذه الأمة بدون الدخول في فوضى ولا عصيان ولا خسائر بشرية ، نعم سيف الخسائر المادية سيكون كبيرا بل وبالغ الخطورة ، ولذلك تخشى جميع الحكومات من هذا القرار .

وتحاول جاهدة ان لا تصل الشعوب إلى مرحلة العصيان المدني ، ونعم لهذا العصيان أثار مدمرة على الدول ، ولذلك لا يجب اللجوء إلى هذا السلاح إلا في مراحل متأخرة جدا ، ويجب أن لا يكون مطية بأيد فئة هنا أو هناك تسعى لإخضاع الدول والحكومات لرغباتها الشخصية ، والتي قد لا تكون محقة أحيانا ، ولكن إذا أحسنت الشعوب إستخدامه فهو سلاح خطير .

أما المقاطعة فهي أقل ضررا على الشعب وأكثر تأثيرا في الفئة المستهدفة ،.

وعندما نتكلم اليوم عن هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والدول العظمى ضد هذا الجزء من الأرض ، وضد هذا الشعب الذي عانى الويلات والمجاعات والحروب والقتل والتشريد على يد بريطانيا ثم الولايات المتحدة ثم هذا التحالف الذي يشمل أيضا ألمانيا وفرنسا وكندا بشكل رئيسي وغيرهم .

فإن مقاطعة هذه الدول ليست خيارا بل هي واجب إنساني لكل من يرى في نفسه بقية من كرامه وإنسانية ، فهذه الدول تمارس ظلما علانيا وجرائم ضد الإنسانية ، وتتواطأ في سبيل قمع شعب هو صاحب الحق ويسعى للحرية ، وتقتل الأطفال والنساء والإبرياء والأطباء وكل شيء في سبيل قمع هذا الشعب ، وسلبه حريته وأرضه والإبقاء على هذا الإحتلال البغيض الذي لم يرحم أحدا .

ولولا دعم هذه الدول لما إستمرت هذه المعاناة إلى يومنا هذا .

ونعم تتأثر بالمقاطعة فئات محلية من عامل ومستورد وضريبة وخدمات وغيره ، ولكن في النهاية السوق يسعى للإتزان ، وستدخل هذه الفئات في حلقات أخرى من العملية الصناعية أو التجارية .

وعلى العكس تتعاظم القوة التجارية والصناعية المحلية وتنمو في ظل الطلب المتزايد عليها ، وتسعى لتصحيح مسارها وانتاجها بما يناسب السوق المحلي والعربي والعالمي ، وتصبح منافسة قوية نتيجة لإرتفاع الطلب وزيادة مداخليها وقدرتها المادية على التطور والتحسن .

ولذلك ارى لازما على كل عاقل أن يسعى وراء المنتج المحلي ، ويسعى وراء دعم الصناعة المحلية والتجارة المحلية ودعم تحسنها وزيادة عرضها ، لأن ذلك ينعكس أثره على الوطن عامة وليس على فئة محدودة .

للأسف تنقصنا الدراسات العميقة والإحصاءات الدقيقة والبعد الإستراتيجي والقومي والوطني في الحركة الفردية والجماعية ، ونقع ضحية للعاطفة التي تحدث أحيانا ضررا أكبر من النفع .

ولكن فقد هذا ألا يدفعنا للتفكير في تشكيل عقل جمعي بأي صورة كانت ، تحت مسمى جمعية أو مؤسسات أو حماية الوطن والمواطن والمستهلك سمي ما شئت ، ولكن وجود هذه الهيئات ضروري ، نحن نفتقد المؤسسية وروح العمل الوطني والجماعي ، نغرق في الفردية ونحرف التيار والمسار في سبيل مصالح شخصية أو جزئية .

خذ مثلا منتجات وطنية مثل زيت الزيتون والأجبان والمحاصيل الزراعية ، كل هذه تجد رعاية خاصة في الدول الغربية ، بحيث تحفظ الحلقة من المزارع والمنتج والسوق والمواطن والبضاعة المصدرة بختم ومؤسسات ونقابات ومحاسبة ورعاية وتطوير وتسويق ، وكذا تحظى الصناعات الوطنية برعاية مشابهة ، ويحصل المواطن على مؤسسات تقوم بالبحث والدراسة والمقارنة والتحليل والتصنيف والرقابة والمنع والرعاية .

هل نفتقد الوطنية ام الحس الوطني ، والشعور بالأمة سعيا لتحقيق الرفعة للجميع ؟