الأنباط -
محمد علي الزعبي
بدت رسائل دولة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة على قناة العربية، شفافة وتحمل اسبقية في آلية التعامل مع الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل ان كانت اتفاقية وادي عربة او اتفاقيات الماء مقابل الكهرباء او اتفاقية الغاز ، والاساليب والاجراءات الوقائية المحتلة في حال محاولاتها قطع الغاز عن الاردن ، ويبدو على دولة الرئيس الاريحية التامة في تناوله لهذا الموضوع في حواره مع مذيع العربية ، وإيصال رسالة ورؤية الحكومة في تنفيذ سياسات وخطط عملية في منظومة التعامل مع المتغيرات حول توريد مادة الغاز ، من خلال الربط مع دول عربية وهذه دلاله واضحة على بعد نظر الحكومة ، واسبقيه على رسم سياسات مستقبلية ونظرتها الشمولية في دحض ادعاءات الكيان الصهيوني ، بعدم مقدرة الاردن على تجميد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ، ليكون الرد قاسياً من دولة الرئيس بطرق متاحة من خلال الأشقاء العرب .
يبدو من رسائل الدولة الأردنية وعلى لسان دولة بشر الخصاونة انها تأخذ جوانب احتياطية فعلية في بناء قواعد وأسس للمراحل القادمة ، تتمحور في عمليات التعامل مع إسرائيل تتمركز على بدائل لتلك الاتفاقيات المبرمة مع دولة الاحتلال ، ورسائل تحمل عمق سياسي واقتصادي ، وتطور للمشهد السياسي الأردني الإسرائيلي ، وكسر لكل الفرضيات الإسرائيلية التي تبنيها على تلك الاتفاقيات ، الواهمة بقدرتها على لي ذراع الاردن والمبنية على معتقدات وقدرات اتفاقيات الربط الكهربائي مقابل الماء ، التي اثمرت عن القدرة الأردنية على تكوين رؤية جديدة في العمل والتنسيق العربي ووجود الحلول الفورية لمشكلة الماء والغاز ، والتعامل في هذه الملفات .
على إسرائيل أن تعي أن الأردن وقيادته وشعبه، لن يكونوا اداه لطغيانها كما يعتقد ساستهم ، ولن تتحقق رغبات وأهداف الدولة الصهيونية ، أمام هذا الدرع الواقي للشعب الفلسطيني الاعزل والانزلاق بالعنجهية لمحاولات الإشارات إلى ضعف الاردن ، وعدم مقدرته على تجاوز المنحنيات والازمات، ولن تستطيع اداتهم الإعلامية وصفحات اجهزتهم الاستخبارية على ثني الاردن وقيادته عن طريق الصواب والحق ، وزرع الفتن الداخلية وزعزعة النسيج الداخلي، فالقادم أصعب عليكم مما مضى ، فالرسالة تقول سندع لكم غازكم وماءكم أن لم تستقيموا وتعودوا إلى القرارات الدولية والشرعية الدولية والانسياق الى حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .