مقالات مختارة

يعيشون بالرعب واللصوص يدعمون اللصوص

{clean_title}
الأنباط -
يعيشون بالرعب واللصوص يدعمون اللصوص
محمد محيسن

لست خبيرا في لغة الجسد، ولكن من شاهد خطاب الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي اعلن فيه عن دعمه المطلق للكيان ، ومن دقق في تفاصيل وجهه المجعد، لاحظ ملامح الخوف بكل وضوح.
 لا اعرف لماذا طغى على ذلك الوجه اللون الأصفر وبدى كمن اضاع شيئا - هائما بلا ملامح- فالخوف لا ينتظر من الآخرين أن يعبِروا عنه، بل يبدو ظاهرا على الوجوه فيأخذ منها نظارتها ورونقها ويتركها صفراء قاحلة كما الصحراء.
"اسرائيل" كما تقول واشنطن من حقها ان تدافع عن نفسها، لهذا يبدو المشهد مثيراً عندما يعقد نتنياهو عدة اجتماعات وزارية مصغرة، ويلتقي الجنرالات في غرف العمليات، ويستدعي الاحتياطي من الجيش الاسرائيلي على مرحلتين، الأولى قوامها سبعون ألفاً والثانية ثلاث مائة الف او يزيد، وكأن الدولة العبرية تعد لحرب ضد دولة مدججة بكل أنواع السلاح. 
هذا الاستعراض المفرط للقوة له دلالة واحدة فقط هو الاحساس بالرعب، والرعب كما يصفه خبراء "هو الشبح الأقبح الذي يُلاحق الإنسان ويظل ملتصقا به إلى أن يموت,فيبيح لنفسه كل المحرمات، هو الأداة التي تقتل دون حد" .
ضعف الدولة الإسرائيلية في مواجهة ابطال المقاومة الذين خرجوا قبل اشهر قليلة من تحت الرماد، يوضح أن إسرائيل، بعد أكثر من سبعة عقود منذ إنشائها على أنقاض فلسطين التاريخية، ما تزال دولة قائمة على الذعر ولهذا فهم يتسلحون باستمرار حتى اصابه هذه التسلح بحالة من التخمة ، ولكنه لا يشبع ابدا. 
وبما ان الغرب والولايات المتحدة تحديدا قامت بسرقة الارض من الهنود الحمر وهو نفس المبدأ الذي قامت عليه اسرائيل ، فان اللصوص هناك يقومون بدعم اللصوص هنا ، وهذه المقاربة تجعل مبدأ الخوف هو المسيطر على تحركاتهم وانفعالاتهم.بعد ان بات واضحا حضارتهم المادية التي تمتلك زمام القوة والسلطة المادية على مستوى العالم أجمع  بدأت مرحلة الهبوط والانحدار لابسبب فقدانها القوة المادية أو القوة الاقتصادية ولكن بسبب إفلاسها في عالم القيم السامية والأخلاق الفاضلة والمبادئ الإنسانية العادلة .. وبسبب عنصريتها وعدوانيتها التي وصلت إلى حد من البشاعة لم تصل إليه في تاريخ الإنسانية الطويل .. إن الحضارة المادية الغربية تسير نحو الهبوط والانحدار وستصل إلى الانهيار في فترة ليست بعيدة في عمر التاريخ . وغزة هي المؤشر الواضح على هذه النتيجة.
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )