يوم ثقافي لتعزيز الحوار بين الثقافات في الجامعة الأردنية للحفاظ على حدة العقل .. 8 عادات يجب توديعها عيد ميلاد الأمير علي بن الحسين اليوم أكثر من مجرد انتعاش.. شرب الماء وأثره على الصحة رئيس الوزراء يضيء شجرة عيد الميلاد في أم الجمال اليوم طفرة تجارية مرتقبة مع سوريا والاستعدادات على قدم وساق التغيرات المناخية ومدى تأثيرها على أمطار بلاد الشام هل يكفي الحد الجديد للأجور لمواجهة تحديات المعيشة؟ عزاء فتحية وسقوط نظام الاسد أحمد الضرابعة يكتب : الشارع السياسي الأردني: مقدمات ونتائج إسناد القرار السياسي بمنظومة علمية مرصد الزلازل الأردني: لا أحداث زلزالية خلال الساعات الماضية الأمن العام ينفذ حملة تبرع بالدم للمرضى الراقدين على أسرة الشفاء علاج الصداع من دون أدوية إصابة 3 جنود إسرائيليين في غزة الهاشميون رعاة لكرامة الأردنيين وحفظ حقوقهم وتأصيلا لبث روح المحبة والتسامح تشكيل لجنة مؤقتة لاتحاد الكيك بوكسينغ نتائج الليغا والبرميرليغ.. ريال مدريد يقتنص الوصافة وبورنموث يفجر مفاجأة كبرى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان يهنِّئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السَّنة الميلاديَّة اسرة جريدة الانباط تنعى والدة احمد عبد الكريم

الرسول الإنسان ...

الرسول الإنسان
الأنباط -
الرسول الإنسان ...

في الحقيقة لا أرى الرسول إلا تلك الصورة من المنهج الذي يريد خالق البشر من البشر أن يكونوا عليها ...

هي تلك الصورة البشرية التي يجب أن يسعى الجميع للوصول إليها ...
فهو العابد...
وهو المجاهد...
وهو تاجر صادق ...
وزوج صالح ...
وصديق وفي ...
هو في المجمل الإنسان...

وهو الأمين وهو الناصح وهو القائم على مصحلتك وكأنك أنت هناك ، فهو لم يخرج من مكة وهم من هم ، إلا بعد أن رتب الأمر لرد الأمانات إلى أهلها ، وهم من عرفوه تاجرا وعرفوه نسيبا وعرفو أخلاقه  ولذلك كانت حربهم معه أصعب لسمو أخلاقه...

ومع ذلك هو القائم بأمر الله فيهم الناقل لشريعته الذي يسعى لأن يقيمه هو في نفسه ويطلب ممن حوله إقامتها ، تلك الشريعة التي تسعى لبناء حضارة وإحترام الأخر وتفسح له المجال في الحركة ما لم تكن تلك الحركة تسعى لهدم المجتمع ...

لم يسعى الرسول لأن يكون فوق البشر ولا وافق بأي شكل على إطرائه ذلك الإطراء الذي يصرف عنه بشريته ويجعله فوق البشر ، بل كان يسعد ببشريته لأنه مدرك تماما أن المطلوب هو أن يقوم بالمنهج وهو بشر ، وأن كل البشر قادرون على القيام بهذا الدور ، وإلا لكان له لوحده منهج ولباقي البشر منهج وأدوار مختلفة ...

ما فهم الدين من أراد حصر الرسول صل الله عليه وسلم في صفة معينة فقط فهو ليس عابد فقط ولا أمير فقط ولا مجاهد فقط ولا زوج فقط ولا تاجر فقط ولا ولا ، بل هو المنهج الذي يجب أن تسعى البشرية لأن تكون مثله حتى تصبح حياة البشر كل البشر على إختلاف مشاربهم ومعتقداتهم وأفكارهم ممكنة هنا على هذه الأرض ...

هذه الأرض ستبقى مكان يختلف فيه البشر ويسعون في سبل مختلفة وقد يبدأ أحدهم صواب ثم يخطىء ثم يعود إلى الصواب ، ولذلك جاء المنهج ليتحمل ذلك وفق شروط معينة طبعا...

 ولن تفلح البشرية في حمل البشر على منهج واحد ولا ملة واحدة ولا دين واحد ، ولكنها تستطيع أن تجد تلك التوليفة التي تخلق الإنسجام بينهم وتترك لهم مجال للحركة الفكرية والعقدية...

 ولم يكن الرسول صل الله عليه وسلم يتبنى الإجبار حتى وهو يمتلك القدرة بل كان بعيدا جدا عن الإجبار والإكراه في التعامل حتى مع العصاة والمخالفين ...

ما تميز به الرسول صل الله عليه وسلم هي تلك القدرة على الإستمرار والإستقامة على المنهج وعدم مخالفته نهائيا ، مع أنه كباقي البشر يملك القدرة على المخالفة...

 ويرتفع قدر الإنسان بقدر إلتزامه وقربه من المنهج وإستمراره عليه وإستقامته عليه ، وكان فعل الرسول صل الله عليه وسلم هو الحجة علينا بأننا نستطيع فعل ما قام به ...

فالرسول صلوات ربي عليه هو ذلك العابد في محاربه العابد في تجارته العابد في الوظيفة العامة العابد في جهاده والعابد في حياته ومع أسرته وأصدقائه ...

بمعنى هوالإنسان المنهج الذي سيحاسبك رب العزة على فعل أو عدم فعل ما قام به وفعله كما فعله على أكمل وجه هو الإنسان...

نعم الإنسان ...

وهكذا أرى الرسول صلوات ربي عليه ...

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير