الأنباط -
العرف والعادة والعبادة ...
العرف والعادات والتقاليد وجدت للمحافظة على العقد الإجتماعي الذي ينظم حياة البشر ، ويحدد نقاط الخلاف ونقاط الإلتقاء وحل النزعات وتحديد ما لكل طرف وعليه ...
والأديان تحترم العرف ما لم يخالف أصلا أو يشرع باطلا فالعرف محترم ، ولقد أنتقد الدين الآبائية بشكلها المطلق البعيد عن تقييم الخُلق بشكل منفصل وبالتالي قبوله أو رفضه ...
وما أدين به أن العادات لم تأتي من فراغ ، ولكنها قد تذهب بعيدا عن هدفها الأصلي الذي وضعت له ، ومثل ذلك قضية الولائم في الأفراح والمأتم والتكاليف الإضافية التي أصبحت تشكل أعباء كبيرة وخرجت عن هدفها الأصلي ...
ولكننا نحتاج إلى العادات كما نحتاج إلى القوانين فبدونها تضيع الكثير من الحقوق ...
ولكنها ليست مقدسة قدسية تمنع من المساس بها عندما تطال الحقوق والعباد ، فالأنثى لها حق في الميراث شئت أم أبيت وهذا الحق حفظه الدين والقانون ولتذهب قناعتك إلى الجحيم، كما ستذهب معها أيضآ اذا حرمت الإناث حقوقهم ...
و الخلق ليسوا أقل من هذا أو ذلك لأن هذا أبن لهذا أو ذلك ، أو لأن هذا من هذا الفخذ وذلك ليس منه ، فالخلق عيال الله وأكرمهم عند الله أتقاهم وأقربهم لله أنفعهم لخلقه إذا صحت عقيدته، فلو كان الفضل بالنسب لكان لأبي لهب...
وأقول بأن ما كان فيه منفعة للخلق أخذنا به وما كان فيه مضرة وإضرار رفضناه ، فلسنا نقدس ما كان خاطئا ولسنا من وجد آباءه على باطل فأخذ به ، ولكننا نقدس دينا يعظم الحق ويرفق بالخلق بالخُلق ...
ويسعى لمصلحة العباد والحفاظ على اقواتهم وأرزاقهم وينظم لهم حياتهم حتى تصلح به أوقاتهم واعمالهم وإنفعالهم بهذه الدنيا ويصبح غرس الفسيلة دينا تؤجر عليه ، والعمل في الدنيا بقصد منفعة الخلق عبادة ...
ولا تختصر العبادة في العبادات ولكن تصبح المعاملات عبادة نتقرب بها لخالق الأرض والسموات...
إبراهيم أبو حويله...