تخريج الفوج الماسي لروضة الوردية الشميساني ن بالتزامن مع اليوبيل الفضي الملكي أمريكا تعلن الخطة والأردن يتولى الإغاثة ! موسى التعمري يحصد المركز الثاني كـ افضل لاعب بالموسم بنادي مونبيلية الفرنسي الطب الصيني التقليدي يصنع المعجزات لاعب الأمن العام بصفوف المنتخب الوطني للملاكمة "زياد عشيش" يظفر ببطاقة التأهل إلى أولمبياد (باريس 2024) الروابدة لبرنامج "ستون دقيقة": وزارة العمل قامت بتطوير بعدة إجراءات لتطوير التشريعات لتنظيم سوق العمل عجلون: اختتام فعاليات الملتقى الخيري في راجب الأونروا: تقارير مروعة من مخيم جباليا بشأن مقتل أطفال بمدرستنا مريضات السرطان في قطاع غزة يواجهن خطر الموت المحقق طالب عمان الأهلية أنس عكاوي يفوزبالمركز السابع في البطولة الدولية لمناظرات الجامعات الأردن يستضيف مؤتمرا دوليا طارئا للاستجابة الإنسانية في غزة 11 حزيران "منتدى تواصل 2024" ينطلق غداً برعاية سمو ولي العهد ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى العقدين الماضيين لجنة تسعير المشتقات النفطية تعلن تخفيض أسعار البنزين بنوعيه (90 و95) والديزل لشهر حزيران المقبل د. محمود عبدالعال فرّاج يكتب:حروب الذكاء الملاكم زياد عشيش يتأهل إلى أولمبياد باريس 6 مرشحين للانتخابات الإيرانية - أسماء مستشفى العودة يستأنف تقديم خدماته بعد انسحاب الاحتلال من محيطه معاريف: رغم التضليل الإعلامي.. إسرائيل على شفا هزيمة تاريخية د. خالد الوزني يكتب:محرِّكات وممِّكنات العقد المقبل
كتّاب الأنباط

الشرفات يكتب: مهرجان الفحيص وعبق الهوية الأصيل

{clean_title}
الأنباط -
الفحيص مدينة الشمس المتكئة على أكتاف البلقاء، ورائعة الهمس الوطني الأنيق، والرِقَّة الأردنية التي لا تلفظ أحداً إلا إذا خان أو طغى أو تجبّر، والفحيص توأم ماحص النَّدية اللتان شكلتا معاً قصة الوفاء الخالد لحداء الحصَّادين ووطنية عرار؛ تغنى بالأولى وشَدت به الأخرى بكل ألحان الوطنية الضاربة في عمق الانتماء للثرى والهوى والهوية، والفحيص قصة خلود نقرأها كل صباح على قداسة الخبز والشَّاي، وأشجان توفيق النمري، وصوت حبيب الزيودي المعطر برائحة الهيل والهوية، وصوت بندقية حابس التي ما ارتفعت فوهتها إلا دفاعاً عن شرف الدولة، ومكانة العرش، وفلسطين الغالية.

مهرجان الفحيص رسالة دولة، وأصالة شعب يأبى أن يناله تغريب أو يعبث به حاقد، وترفض أن تكون أحجية أو أغنية لا يخالطها رائحة التراب الأردني الشَّريف، والفرقة التي شدت بطهر الأرض وأيقظت طفولتنا المتعبة الصابرة؛ كي يحيا الوطن، وأعادت لنا أريحية الأمس؛ يوم كانت -وما زالت- الوطنية شرف لا يُبارى، لا وجهة نظر تلوكها الألسنة المسجّاة في مرامي الفتنة ومزالق الاغتراب، والتغريب، وطمس الهوية، وما كانت الفحيص يوماً إلا حارسة أمينة للوطنية الصادقة، وسنان الرمح في الوفاء لبُناتها الأوائل؛ شهداء وقادة ورجالات دولة "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا."

مهرجان الفحيص ينطق بحناجرنا وأمنياتنا العتيقة، ويرتقي إلى حنايا الروح بفقراته وأبجدياته، وبلهجة روّاده والقائمين عليه، لهجة فقدناها وافتقدناها في معظم فعالياتنا ومهرجاناتنا التي نعلن فيها دوماً أن لغة الأرض ومقتضيات العزة الوطنية لا تستكين، لهجة أصيلة مُغنّاة لم يغادرها حتى أولئك المهاجرين في أصقاع الدنيا دون أن تهاجر أرواحهم ثرى الأردن وطفلتها المدللة الجميلة "بحواكيرها" العتيقة الفحيص الباسقة، وأهلها الأحرار؛ حرّاس الهوية الوطنية الأردنية التي لا تصدأ، والانتماء الذي لا يهدأ، هم مثلنا لم يألفون غدر الألوان، وسحر المشاعر المزيفة، على سجاياهم العتيقة المتجذرة، لا يأسرهم سوى لون العلم والكوفية وعطر القمح.

مهرجان الفحيص تظاهرة وطنية على غرار المؤتمرات الوطنية الأولى بنبل الهدف وعظم الوصف، وانتقاء فعاليات الحفل بهذا النسق الوطني الدقيق الهادف يقدّم رسالة وطنية مفادها أن هوية الوطن، ورسالة الآباء والأجداد؛ هي أمانة في أعناق الأجيال المنتمية؛ كي لا نضيع في مسارات الجدل، ومزالق اللوم، والمهرجان الذي يكرّم زيد بن شاكر، ووصفي التل، وحابس المجالي، وحديثة الخريشا، وكايد العبيدات، ومعروف البخيت، ومحمد عودة القرعان، وعبد السلام المجالي، وآخرين كثر ممن قدموا للوطن جليل عطائهم تستحق إدارة المهرجان والقائمين عليه وداعميه أن نرفع لهم القبعة إجلالاً، ونعلن للكون أن الأردن باقٍ دولة الهوية والرسالة بقيادة هاشمية حكيمة تفوح رائحة الفحيص الندية الطاهرة كل صباح.

طوبى للوطن بالفحيص وأهلها، وتحية اجلال وتقدير لكل المسكونين بحب الوطن أينما كانوا، ولعل الأرض التي نشدو كل لحظة بقصائد و"ترانيم" جريس سماوي، ووطنية ناهض حتر، وكل أحرار الفحيص؛ لن يصيبها الوهن أو يستبدّ بها الاغتراب، وعلى هذا الثرى الطاهر المقدس المجبول بدم الشهداء، وتضحيات المخلصين الشرفاء دائماً ما يستحق الحياة.