الجمارك : شمول السيارات الكهربائية المخزنة في سلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية ارتفاع أسعار النفط عالميا 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة بيان صادر عن جمعية حمضيات وادي الأردن الزراعية التعاونية رواية "جبل التاج" لمصطفى القرنة بين التاريخ والجغرافيا وزير الخارجية يزور دمشق ويلتقي الشرع وعددا من المسؤولين في الإدارة الجديدة وفيات الاثنين 23-12-2024 مصدر عسكري: الأصوات التي سمعت مساء أمس في الزرقاء والمفرق ناتجة عن التعامل مع عدد من المتفجرات القديمة طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا يوم ثقافي لتعزيز الحوار بين الثقافات في الجامعة الأردنية للحفاظ على حدة العقل .. 8 عادات يجب توديعها عيد ميلاد الأمير علي بن الحسين اليوم أكثر من مجرد انتعاش.. شرب الماء وأثره على الصحة رئيس الوزراء يضيء شجرة عيد الميلاد في أم الجمال اليوم طفرة تجارية مرتقبة مع سوريا والاستعدادات على قدم وساق التغيرات المناخية ومدى تأثيرها على أمطار بلاد الشام هل يكفي الحد الجديد للأجور لمواجهة تحديات المعيشة؟ عزاء فتحية وسقوط نظام الاسد أحمد الضرابعة يكتب : الشارع السياسي الأردني: مقدمات ونتائج

نبيل أبوالياسين يكتب: صفقة العصر وقيمة المواطن الولايات المتحدة وإيران

نبيل أبوالياسين يكتب صفقة العصر  وقيمة المواطن  الولايات المتحدة وإيران
الأنباط -


مما لا شك فيه أن هذا الموضوع الذي أتحدث عنه اليوم من المواضيع الهامة ليس لانه يخص الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتي كثر في الفترة الأخيرة الحديث عنه، ولكن لانه يلمس جانب آخر قد لايهتم به البعض، أو يتعمد تجاهلة الآخرين وهو كرامة المواطن والإهتمام به من خلال الدولة التي ينتمي لها، وهنا تظهر بعض المواقف وإن كانت تخدم سياسية معينه في باطنها، ولكنها تبدوا في ظهرها إحترامها لمواطنيها والمحافظة على هيبة الدولة، وهذا ما إستغلتةُ الإدارة الأمريكية بقيادة "جوبادين" لجذب الأنظار إليها من قبل الشعب الامريكي وشعوب دول العالم بأن قيمة المواطن الأمريكي تساوي الكثير.

وإن إحترام المواطن في أي دولة تكمن في الرشد السياسي للقائمين على إدارة البلاد، وإحترام المواطن في الخارج قبل الداخل يصنع قاعدة شعبية لأي نظام سياسي، فلا يجادل أحد في كون هيبة الدولة مسألة ضرورية وحيوية، ومن الأشياء الأساسية لأي مجتمع متقدم، ولكن تأتي بإحترام المواطن والعمل على تعزيز كرامتة داخلياً وخارجياً، وبذلك فلا يقبل التهاون حولها ولا يجب أن يكون الأمر موضع نقاش، أو مزايدة من أحد، ولكن إننا نعتقد كذلك أن الدولة التي تبني هيبتها المفترضة بزرع الخوف وبث الرعب في الناس وترويع المواطنين هي ليست دولة في حقيقتها، ولكن مع كامل إحترامي فهي أقرب مايكون لتشكيل تنظيم العصابات وشبكات الإجرام فهي وحدها من تعتمد ذات الأسلوب.

لذا؛ فقد شاهدنا من خلال البحث في الشأني العربي والدولي، ومن خلال متابعتنا عن كثب أن موقف المواطن وقراره حول الأمر يتخذه فقط بناء عن إحترام النظام السياسي لشخصه وكينونته، وإنطلاقاً بمدىّ إشعاره بأهميته القصوىّ من قبل مسؤولي إدارة بلادة ومؤسساتها، وبالتالي يُغرس االولاء في قلبة من الصغر لوطنة من خلال والدية الذين عاصرا إحترامهم من قبل أنظمتهم المتعاقبة، وغالباً ما يتم مبادلة ذلك الإحترام والتقدير بما هو أفضل منه لبلدة، ولذلك كثيراً ما نجد أشد وأشرس من يدافع عن تلك البلاد، وأحرص من يسوق صورتها الإيجابية هم مواطنوها بالدرجة الأولىّ، وذلك وببساطة لأنهم يشعرون بأنهم جزء منها وهي جزء منهم، ولذلك أوصف الصفقة الأمريكية مع إيران بتبادل 5 مساجين أمريكيين مقابل 6 مليار دولار بـ «صفقة العصر» لأنها تعُد حنكة سياسية تزيد من القاعد الشعبية للنظام الأمريكي الحالي.

وشاهدنا الصحف الغربية والعربية أيضاً التي تصدرت صفحاتها الرئيسية قبل ظهر اليوم "الجمعه" تلك الصفقة وكانت أبرز عناوينها «6 مليارات دولار مقابل 5 أمريكيين.. صفقة إيران وأمريكا» وأخرىّ «بوساطة قطرية .. الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات غير مباشرة بشأن تبادل سجناء»، وشاهدنا أيضاً تهليل الإعلام الأمريكي بهذه الصفقة، وتناولتها رواد منصات التواصل الإجتماعي بحفاوة بالغة وقال: البعض هكذا تكون قيمة المواطن وهيبة الدولة، وقال؛ آخر تقدم الدول وإزدهارها تكمن في إحترام النظام السياسي لها لمواطنيها وإحترام الإرادة الشعبية.

وأفرجت السلطات الإيرانية عن خمس أمريكيين من السجن، مساء أمس الخميس، ووضعتهم في فندق رهن الإقامة الجبرية، وفق ما أعلن الجانبان الإيراني والأمريكي،
وهذا ما جاء في بيان البعثة الإيرانية لدى ّالأمم المتحدة، ونقلتةُ وكالة الأنباء الإيرانية، حيثُ قالت: إنه وبموجب الإتفاق الذي توسطت فيه دولة ثالثة، سيتم الإفراج عن "5" إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة وسيتم رفع الحظر عن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية وتحويلها إلى دولة قطر.

وفي نفس السياق، قالت "صحيفة نيويورك تايمز" إن الإتفاق بين الولايات المتحدة وإيران شمل إطلاق سراح الـ5 أمريكيين في إيران مقابل إفراج واشنطن عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمّدة،
وقالت: أيضاً وكالة رويترز إنه سيُسمح لـ5 أمريكيين بمغادرة إيران بعد رفع الحظر عن الـ6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإن الولايات المتحدة ستفرج، بموجب إتفاق تم التوصل إليه بين طهران وواشنطن، عن عدد من الإيرانيين من السجون الأمريكية أيضاً، وشدد مصدر مسؤول في الوكالة على أن الأموال، في حالة تحويلها من البنوك الكورية الجنوبية إلى مؤسسة مالية أخرىّ، ستنتقل من حساب مقيد إلى آخر وسيقتصر إستخدامها على أغراض المساعدات الإنسانية مثل شراء المواد الغذائية أو العقاقير، أو حسبما قال المصدر، وقوبل تحويل الأموال المحتمل بإنتقادات البعض وإشادة آخرين بأن الرئيس الأمريكي"جو بايدن" قد دفع فدية للإفراج عن مواطنين أمريكيين.

وعلى صعيد متصل أكد"أنتوني بلينكن " وزير الخارجية الأمريكي، أن بلاده لن تخفف العقوبات على إيران بموجب الإتفاق على الإفراج عن الأمريكيين الـ5، وردا ً على سؤال من الصحافيين بشأن الإفراج المتوقع عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، قال"بلينكن" إنه لن تحصل إيران على أي تخفيف للعقوبات، وأضاف: ستستخدم أموال إيرانية وتحول إلى حسابات مقيدة بحيث لا يمكن إستعمال الأموال إلا لأغراض إنسانية فقط، وفق ما قال؛
وأكد: أن الولايات المتحدة على إتصال بأسر المساجين الأمريكيين الخمسة، وتابع؛ أعتقد أن هذه بداية نهاية كابوسهم، والكابوس الذي عاشته عائلاتهم.

ومن جهتها فقد أعلنت" إيران" منذ قليل بدء عملية الإفراج عن أموال مجمدة في كوريا الجنوبية في إطار إتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يتضمن تبادل سجناء بين البلدين، وسط تأكيدات أميركية على أن الإتفاق الذي وصفتهُ "بـ"الخطوة الإيجابية لا يشمل حصول طهران على أي تخفيف للعقوبات، وقالت"الخارجية الإيرانية" في بيان لها، نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، إن سبل إستخدام الأموال المجمدة بعد الإفراج عنها سيكون تحت تصرف طهران ووفق الإتفاق المبرم بين البلدين.

لافتةً؛ إلى أن السلطات المختصة ستتولىّ عملية إنفاقها على النحو الذي تراه مناسباً لتلبية إحتياجات البلاد،
وكشفت أن عدداً من السجناء الإيرانيين المحتجزين لدىّ الولايات المتحدة سيتم الإفراج عنهم قريباً، مشيرةً؛ إلى أن السجناء الأميركيين الذين تشملهم عملية التبادل لا يزالون موجودين في إيران،
وتوصلت الولايات المتحدة وإيران، أمس الخميس إلى إتفاق يقضي بتبادل سجناء بين البلدين، والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة بقيمة 10 مليارات دولار في كوريا الجنوبية والعراق، وفق الخارجية الإيرانية.

وعلى صعيد أخر متصل؛ أعربت الخارجية الكورية الجنوبية ظهر اليوم الجمعة، عن أملها في حل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة "بـ"شكل سلس، مشيرةً؛ في بيان إلى أنها تتشاور عن كثب مع الدول المعنية مثل الولايات المتحدة وإيران لحل قضية الأموال المجمدة، معبرة عن أملها في حل القضية "ودياً"بإتفاق مشروط، وذُكر أنة ستُحول هذه للأموال إلى مصرف في سويسرا من ثم إلى حساب مصرفي إيراني في قطر،
وأنه وفقاً للإتفاق لن يتم الإفراج عن السجناء الأميركيين حتى يتم تحويل الأموال الإيرانية بالكامل إلى قطر،
وأن عملية تبادل السجناء، ستتم في قطر بعد أن تتحقق طهران من قدرتها على سحب أموالها من قطر.

وألفت: في مقالي هذا، إلى مخاوف بعض الجمهوريين من أعضاء الكونغرس الأمريكي من أنه قد يمكن إستخدام إيران لهذه الأموال للأغراض الإنسانية سيمكنها من توفير أموال لدعم برنامجها النووي، أو دعم الفصائل المسلحة في دول مثل العراق ولبنان واليمن، وأنهُ من خلال متابعتنا عن كثب في هذا الشأن وخاصةً على المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، التي توسطت فيها عمان وقطر وسويسرا، أن الإتفاق النهائي تبلور في الأشهر الأخيرة، وأن جميع الأطراف تعمل على الخدمات اللوجستية منذ أسابيع فقط، وعلى عكس صفقات تبادل السجناء السابقة عندما إستقل المعتقلون طائرة على الفور من إيران، فإن هذا التبادل سيتم في سلسلة من الخطوات المنسقة، وقد أُعلن عن هذا في وقت سابق من خلال مصدر مسؤول، تابع لإيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهو على دراية بشروط الإتفاق منذُ بدايتها.

وختاماً: في أي دولة من دول العالم "الديمقراطية"، من المفترض أنة يوجد ميثاق يحدد طبيعة، وشكل وحدود العلاقة بين المواطن من جهة والمسؤولين من جهة أخرىّ، ففي العادة وفي مثل هذه الدول يكون هذا الميثاق محدد بشكل دقيق، ويكون بقواعد واضحة وسليمة تماماً، قواعد لا تقبل التأويل حسب نزوات شخصية الحكام أو المسؤولين، ولا لحالات ظرفية أو خاصة بأي منهما، وحتى إذا ما كان وقع هناك لبس أو سوء فهم في التأويل أو التفسير فغالباً ما يكون الميل لمصلحة المواطن بالدرجة الأولىّ حيث يعتبر هو الأساس والمركز الذي لمصلحتهُ تعمل الدولة ومؤسساتها وهذا أهم عوامل تقدم الدول.

أما في بعض الدول ولاسيما العربية فبالطبع فلا يحتاج الأمر إلى مقارنة مادام أنه لا قياس مع الفارق، كما أن مشكلة تلكُما الدول أصبحت أكثر تعقيداً من مجرد ميثاق، أو إطار محدد لطبيعة العلاقة حيثُ من الممكن أن يوجد ذلك الإطار لكن لا يوجد الفكر أو الرؤية ولا توجد العقلية التي تحترمهُ، أو بالمعنىّ الصحيح لاتوجد التربة السليمة التي تحتضن المواطن فمشكلة هذا الدول هي مشكلة بنيوية للأسف، إذ ليست رهينة بأزمة سياسية أو إقتصادية أو حتى إجتماعية عابرة فقط، ونرىّ أن الشيئ الأساسي على الأقل للبدء في تأسيس علاقة تشوبها ثقة بين المواطن والدولة هو أن على الساسة في الدول أن يفهموا جيداً أن الدولة الحقيقية هي التي تبني هبتها على حب الشعب والمواطن وإحترامه في الداخل والخارج، فكرامة وهيبة المواطن من كرامة الدولة وهيبتها، والعكس صحيح ولا يمكن للأثنين أن يفترقا بل لابد من أن يكونوا ملتصقين في بعضهما البعض.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير