الأنباط -
إبراهيم أبو حويله
عندما يخطىء المواطن يدفع الثمن مالا أو حرية ، عندما يخطىء صاحب العمل أو المستثمر يدفع الثمن .
ولكن عندما يخطىء المسؤول من يدفع الثمن ، أيضا المواطن وصاحب العمل والقطاع الخاص والمستثمرين ، الكل يدفع الثمن ، إلا المسؤول الذي يخطىء بحق الوطن وحق المواطن للأسف .
من يصلح الملح إذا الملح فسد .
في كل يوم تسمع خبر متعثر هنا أو متعثر هناك ، وليس كل مسؤول هناك لا يريد أن يعمل ، فالكثيرين يريدون أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه ، ولكن جلد الذات والخوف من الانتقاد ، يخلق شعورا مقلقا ونفسا مضطربة وشعورا محبطا ، ولذلك هناك فرق بين الانتقاد الذي يبني والانتقاد الذي يهدم .
نحن نريد توجيها ونقدا بناء ، ولا نريد هذه الموجات من السخرية والتحبيط والاستهزاء ، لا أحد يقوى على العمل في ظل هذه الظروف .
ولماذا نبحث عن الأعذار بل ونختلق الأعذار ، بل ونقبل الخطأ والتجاوز بل وحتى إساءة الائتمان عندما يتعلق الأمر بمن نحب ، عندما يكون من قام بالتجاوز قريب أو نسيب .
موظف القطاع العام يجب أن يشعر بالرقابة والمحاسبة إذا أخطأ ، ويجب أن يكافأ إذا اصاب ، ويعذر إذا اجتهد لمصلحة واضحة ولم يفلح .
نعم هناك هامش ويجب أن يحترم الهامش بين المجتهد والمخلص ، وبين غيره الذي ثبت عدم سلامة تصرفه .
يجب أن يشعر جميع موظفي القطاع العام من رئيس الوزراء حتى أصغر موظف بالمسؤولية والمحاسبة ، إذا سبب تصرفه الأذى للمواطن ، أو كان سببا في ضياع رزقه ودمار قطاع بل قطاعات ، وليس مواطنا واحدا بل مئات الآف من المواطنين .
ونعم لا نريد مسؤولا بلا ضمير ولا يخشى العقوبة، ولا نريد في المقابل مسؤولا مرتجفا.