الأنباط -
كتب محمود الدباس..
من عاداتي السيئة حين حدوث اي امر.. فانني احاول ان اشغل تفكيري المعاكس لكثير من الاراء.. قد يكون من باب خالف تعرف.. او استعراض العضلات.. مش مهم.. المهم اني احاول تشغيل مخي بدل ما يصير سكراب..
في خضم الحديث عن اسئلة امتحانات الثانوية.. وانها صعبة وطويلة الحل.. ومن خلال تصريحات المسؤولين.. وتحرك الآلة الاعلامية لاقناعنا بان هناك طلاب في ظرف الامتحان المشحون.. وتحت الضغط النفسي الذي يعرفه الجميع.. استطاعوا حل الأسئلة التي اخذت اكثر من ساعة ونصف من عتاعيت المادة من اساتذة معروفين وهم من درسوا اولئك الطلاب.. ومن المعلوم ان الطالب المجتهد يحتاج الى ضعف هذا الوقت تقريبا..
وما لفت انتباهي ان يصرح المسؤول بان جميع من حصل على العلامة الكاملة هم طلاب من مدارس حكومية.. فعلا انها صدفة رائعة.. وكأن المسؤول يود ان يقول بان المنهاج الذي يدرس في مدارس الحكومة هو الاشمل والاكمل.. وان منهاج المدارس الخاصة مختلف او ناقص.. او ان مدرسي المدارس الخاصة لا يعطون كافة المادة للطلاب.. وذهب عن مخيلة المسؤول ان هؤلاء المعلمين يتم محاسبتهم من قبل اداراتهم على انجازهم.. الامر الذي يجعلنا بالمنطق نقول ان مدرسي المدارس الخاصة يجب ان يكونوا حريصين جدا لايصال كافة النقاط للطلبة لكي يحافظوا على لقمة عيشهم.. والا سيتم الاستغناء عنهم.. وهذا ايضا ينطبق على مدرسي الخصوصي والمراكز والمنصات.. فسمعتهم ونتائجهم هي التي تجعلهم يستمرون.. وعكس ذلك فان البطالة هي مصيرهم..
حاولت ان استغل هذا الامر لتسليط الضوء على امر يغيب تماما عن الحكومة.. الا وهو المنصات والبطاقات التي اصبح الطلبة يعتمدون عليها.. وحتى ان كثيرا من الطلاب اصبحوا يسجلون في مدارس حكومية لانخفاض التكاليف.. ولاستكمال متطلبات التقدم للامتحان.. ويستغلوا ما يوفرونه من نقود في الاستفادة من الاساتذة المعروفين والذين لا يعملون في مدارس الحكومة.. وموزعين على اكثر من مدرسة..
هنا وجب علي كمواطن حريص ان اقول بان هناك معلمين يهربون ويتسللون من طبقة الفقراء الى طبقة المكْتَفين او حتى انهم بدأوا بالتجرؤ بمحاولة دخول طبقة الاغنياء.. وهذا مرده ان الحكومة الرشيدة تغض الطرف عن مداخيلهم.. وخصوصا من يعملون بنظام البطاقات على المنصات التعليمية.. والتي اعفتها الحكومة الرشيدة من ضريبة المبيعات..
هنا اقول.. علينا الانتباه من هؤلاء المعلمين الذين اصبحوا يشمون رائحة "اباطهم" بالعامية.. ويركبون سيارات لم نعتدها لفئة المعلمين.. ويسكنون بيوتا في مناطق تحسب بانها راقية.. وافضل بكثير من بيوت المعلمين في الاحياء البسيطة.. وللاسف اصبح الكثير منهم يلبس ملابس واحذية كلها ماركات.. تخيلوا معلم يلبس ماركات.. لذلك وجب علينا ان نخفف من هذه الظاهرة.. ولا نسمح لباقي المعلمين بتغيير اوضاعهم للافضل.. لا بل علينا ان نعيد هؤلاء الى وضعهم الذي اعتدنا عليه.. فمحاربة المراكز والمنصات والبطاقات التعليمية اظنه من وجهة نظري المختلة والبغيضة هذه اصبح واجب.. وعلينا جميعا الوقوف ضد هذه الظاهرة..
ابو الليث..