الأنباط -
محمود الدباس..
هدأت الاوضاع بعض الشيء في جنين.. وانسحب الجيش الذي لا يقهر.. وظفر من ظفر بشرف الشهادة.. ونال من نال اجر جرح اصابه.. او دمار لحق ببيته او محله.. وشعر مَن شعر مِن المتخاذلين بالخزي والذل والعار..
اقولها بعلو صوتي وبكل جرأة.. نيابة عن كل المتخاذلين.. والمنبطحين.. والمستسلمين.. واللاهثين خلف وعود الكيان المغنصب.. ما اوقحكم يا اهل جنين..
ما اوقحكم يا اهل جنين.. كيف تقفون في وجه جيش يعتبر من اقوى الجيوش في العالم؟!..
ما أوقحكم يا اهل جنين.. كيف تجابهون آلة عسكرية يخشى الكثيرون سكونها وهي في ثكناتها.. وانتم لم تخشوها وهي تتحرك تجاهكم؟!..
نيابة عن كل العملاء.. والجواسيس.. والمطبعين.. والمعتقدين بان الحق والغلبة لجيش الكيان الغاصب.. اقول.. ما اوقحكم يا اهل جنين..
نيابة عن كل من لا يؤمن بان النصر من عند الله.. وكل مَن لا يؤمن بأن مَن ينصر الله ينصره.. وكل من لا يؤمن بان الشعوب الحرة اذا ارادت الحياة.. فلا بد ان يستجيب القدر.. اقول.. ما اوقحكم يا اهل جنين..
بسم كل من يثبط العزيمة.. ويقطع عنكم الامداد والمؤن.. وكل من يتواطئ مع عدوكم.. ويساعده للنيل منكم.. اقول.. ما اوقحكم يا اهل جنين..
بسم كل من يرتمي على اعتاب سفارات الكيان المحتل.. مستجديا ومطبلا ومسحجا ومبتغيا العزة عندهم.. اقول.. ما اوقحكم يا اهل جنين..
نعم ما اوقحكم يا اهل جنين وانتم تقارعون جيشا منظما.. ومتمترسا.. ومتمرسا.. وممتلكا لكل ادوات البطش والقتل.. ويُطْبِق عليكم من كل اتجاه.. وإعلامه يبث اليكم كل انواع واشكال التخويف والتهديد.. وجرافاته تهدم بيوتكم.. وطائراته تقصفكم.. وهدير دباباته يضرب اسماعكم.. وانتم متحصنين بحصون من طوب.. وسقوفها من "زينكو".. لا واقي للرصاص الا التسبيح والتهليل والعزة والانفة التي رضعتموها مع حليب امهاتكم الحرائر..
عذرا اهل جنين.. فقد قلبتم كل الموازين.. وجعلتموني افقد مهارتي في الكتابة.. وتوظيف واستعمال الكلمات في مكانها الصحيح.. فما اوقحنا ونحن ننظر الى ما تقدمونه من بطولة بمشاعر باردة وكأننا نشاهد فيلما هوليوديا امريكيا.. وليس واقعا اليما لاعتداء غاشم وبطش وقتل وتنكيل وتدمير لاصحاب حق تم اغتصابه امام اعين الجميع..
ويحضرني في هذا المقام قول رب العزة واصفا سيدنا لوط ومن آمن معه مِن قِبل قومه الضالين.. والذي ينطبق على من يرون ان العزة والطهر والايمان والشجاعة والاقدام والتضحية والفداء.. شيء سيء وغير مقبول ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )..
واختم بقوله عز وجل.. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))..
ابو الليث..