الأنباط -
بحسب ما نشر إعلاميا، فإن ممثل شركات الحج والعمرة بلال روبين كشف عن وجود تقصير في الخدمات المقدمة من قبل وزارة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية، للحجاج الأردنيون خصوصا في منطقة منى، مطالبا بإرجاع مبلغ 500 دينار لكل حاج أردني. في المقابل تعرضت الوزارة إلى انتقاد شرس على مواقع التواصل الاجتماعي الذي بث من خلاله مشاهد فيديو لأوضاع الحجاج هناك، وتزعم أنهم لم يحصلوا على خدمة تليق بالمبالغ التي دفعوها أو الوعود التي تلقوها قبل توجهم إلى الديار المقدسة.
ربما لم يحصل الحجاج على خدمة مثالية هذا العام، أقول ربما لأن ما بث من أخبار ومقاطع فيديو تحتاج إلى رد وتوضيح من وزارة الأوقاف التي تعرضت للجلد قبل أن يمهلها الناس لتقول ما بجعبتها جراء ما حدث. هل التقصير هي سببه، أم شركات الحج والعمرة، أم المشكلة كانت من داخل الأراضي السعودية، وهل المبلغ الذي دفعه المواطن الأردني نظير الحج كاف للحصول على خدمة مثالية؟ كلها أسئلة ننتظر اجابتها من وزارة الأوقاف لنستطيع الحكم على ما شاهدناه، فإما أن نتبنى مطالب الحجاج، أو ندعم وزارة الأوقاف في وجه الهجوم الذي تتعرض له، وقبل كل ذلك لا يمكننا الحكم على ما جرى إلا بعد أن تتضح الرؤية جيدا.
التعقل في الحكم أهم درس ممكن الاستفادة منه من خلال التجارب العديدة التي مرت علينا لدى تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي كنا نعتبرها حقائق ومسلمات ونتفاعل معها وبها، ونتناقلها قبل أن نكتشف لاحقا زيفها، وعدم صحتها، لنعود مجددا للوقوع في شر اعتقاداتنا وسلبياتنا، والتي كان آخرها فاتورة المطعم ذات القيمة العالية التي تم نشرها على نطاق واسع على اعتبار أنها في الأردن لنكتشف بعد ساعات طويلة أنها في دولة شقيقية. وحتى وإن كانت في الأردن فليس مفهوما ما علاقة الناس بفاتورة مطعم مهما بلغت قيمتها.
وقبل ذلك تداول صورة معدلة على الحاسوب لرئيس الوزراء وتظهره بأنه قد نشر صورته وهوايته في احدى الصحف قبل سنوات طويلة، لنكتشف لاحقا وبعد أيام من انشغال الجميع بها بأنها غير حقيقية، وحتى وإن كانت كذلك، فما علاقة الناس بالأمر؟
لا أحد يمكنه تفسير حالة الفضول لدى الأردنيين، والسلبية، والتنمر، ولا بد فعلا من إيجاد حل جذري للطاقة السلبية التي تبث سمومها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتلوث عقولنا وعقول أبنائنا بسخافات كثيرة.
وبالعودة إلى موضوع الحجاج، ووزارة الأوقاف، وبعيدا عن كل التفاصيل المتعلقة به، فلا اعتقد أن من مصلحة الأخيرة أن تقدم خدمة سيئة للحجاج الأردنيون، وأن تخسر مصداقيتها، وتظهرنا أمام العالم بهذه الدونية. أرى أن في الأمر شيء لا بد وأن نتحقق منه قبل الحكم عليه.