البث المباشر
د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي بلدية السلط الكبرى تكثف جهودها للتعامل مع حالة عدم الإستقرار الجوي المؤثرة على المملكة. بلديات تكثف استعداداتها وترفع جاهزيتها تزامنا مع المنخفض الجوي استراتيجية "التفويض": أمريكا تدفع حلفاءها لمواجهة إيران ياسر أبو شباب، كيف حالك؟ الارصاد : حالة من عدم الاستقرار وتحذيرات من هطولات غزيرة في بعض المناطق... التفاصيل ولي العهد يساند"النشامى" أمام الكويت في كأس العرب الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024 كتب الدكتور سمير محمد ايوب في حضرة القهوة، تواضعوا ! المرأة وفلسفة القهوة... مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها من حالة عدم الاستقرار الجوّي المتوقعة وتدعو للابتعاد من الأودية ومجاري السيول وزارة الإدارة المحلية تُهيب بالمواطنين الابتعاد عن مجاري الأودية تزامناً مع حالة عدم الاستقرار الجوي الأشغال تعزز جاهزيتها بـ110 فرق و155 آلية لمواجهة الظروف الجوية 85.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية سلطة إقليم البترا ترفع جاهزيتها للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وزير الشؤون السياسية: الشباب يمثلون القوة المؤثرة في مسيرة الوطن غرف الصناعة تهنىء "الجمارك" بفوزها بجائزة التميز الحكومي العربي النشامى بعد قرعة المونديال ... مستعدون للتحدي ومتفائلون بالتأهل للدور التالي

قرقعة طناجر

قرقعة طناجر
الأنباط -
سعيد الصالحي

اختفى ضوء القمر، وزادت الظلمة جالبة معها وحشة تشبه وجع الأسنان، واختفت معالم الطريق الترابي الذي يربط بين قريتنا الصغيرة الوادعة والعالم الآخر، كنت أظن أني أحفظ هذا الطريق عن ظهر قلب، وأني أستطيع أن أعبره وأتنقل بين حفره وأنا معصب العينين، ولكني تعثرت في أول الطريق وزلت قدماي في كل الحفر، فالعتمة كشفت عورات هذا الطريق التي طالما أخفاها النور وتستر عليها ضياء القمر.
وتعلمت بعد أن تمزق بنطالي بأننا عندما نسير في العتمة نحتاج أن نرى الأشياء بقلوبنا، فالعينان تصبحان مجرد اكسسورات تزينان الوجه، فقوة القلب هي السلاح الذي يحتاجه المرء ليخترق حاجز الظلام، ويعبر قافزا فوق الحفر، وفي الظلمة أيضا تصبح الحواس تستجدي إحدى نبضات القلب ودقاته لا لتستشعر الأخطار بل لتشعر بوجودها، وحينها تدرك  أنك كنت تعيش طوال حياتك بخمس حواس مستأجرة كانت تماما كنشرات الأخبار تنقل إلينا ما يريدنا غيرنا أن نعرفه وأن نصدقه.
كانت قرقعة سكان القرية على الطناجر وصفة شعبية مجربة للتغلب على الظلمة والانتصار على الوحشة، كان الكل يقرقع على طنجرة تتناسب ووضعه الاجتماعي والاقتصادي فقد ذابت كل الفوارق الطبقية في القرية ووحدتنا الطناجر، طناجر من كل الفئات والأحجام، طناجر محلية وأخرى مستوردة، جميعها فرت من نار غاز الطبخ وتحولت طبولا تزأر على جنبات الطريق وفوق الأسطح وعلى الشرفات، توحدت جميع الطناجر في قريتنا وحتى الحمى وصلت إلى أباريق الشاي وبكارج القهوة، فقريتنا الليلة موحدة ومتحدة فليت ضوء القمر وأشعة الشمس لا تأتي إليها حتى نشرب حتى العطش من هذه الألفة والوحدة.
كنت في عهد الاضاءة اقطع الطريق في نصف ساعة حتى أصل مشارف قريتنا، أما الليلة فلم أصل قريتنا إلا بعدما انتصرت القرية في موقعة الطناجر وتنفس الصبح، وكشفت الشمس عن ساقيها وهي تنشف ملابس جيراننا على منشر الغسيل، وككل يوم كان سكان القرية يتجهون إلى أعمالهم بذات الوجوه التي تشبه ملابسهم، والتي لا تبتسم ولا تتبدل إلا في المناسبات، فدلفت مسرعا نحو مطبخنا لأجد الطناجر في مواقعها، وحتى بكرج القهوة كان مستلقيا في الدرج كعادته، ثم خرجت نحو الشارع الوحيد في قريتنا لعلي أجد طنجرة بلا أذن أو بكرجا بدون مقبض أو إبريق شاي مجدوع الأنف، فلم أجد جريحا ولا عرس شهيد، فتجرأت وسألت أحد المارة عن أحداث ليلة الأمس، فنظر إلي مشفقا وقال لم أسمع أي قرقعة في قريتنا إلا عندما سجل محمد صلاح الهدف الأول لليفربول، وسألت معظم المارة فأنكروا نصرهم، فتركتهم بعد أن أدركت أن الجيران تكتموا على كل هذه القرقعة عندما سرت بينهم إشاعة مفادها بأن الحكومة ستفرض رسوما على الطناجر متعددة الأغراض
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير