أكبر فندق في العالم بسعة 10000 غرفة قيد الإنشاء حاليًا في المملكة العربية السعودية استشهاد طفل فلسطيني جراء استهداف الاحتلال مستشفى كمال عدوان في غزة الظروف الجوية تحول دون استكمال الزيارة الملكية لبوسطن الخلايلة يستنكر الاعتداء على موظفي الدولة والحاق الضرر بممتلكاتها القطارنة يستقبل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر الأميرة دانا فراس تزور السلط برفقة خبراء في مجال التراث قادة الشرطة والأمن العرب يدعون لتكثيف التوعية بخطر الجرائم الإلكترونية الاهلي يتعادل مع الصريح اللجنة القنصلية الأردنية المغربية تختتم دورتها الأولى في الرباط بيتكوين تتجاوز حاجز 100 ألف دولار لأول مرة بعد فوز ترامب الأمن العام يؤكد على نشر الوعي: لا للتجربة في المخدرات! اتحاد الجمعيات الخيرية يؤكد أهمية دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع مصر تدعو لتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإغاثة غزة الإمارات تتصدر قائمة الدول الأكثر دعما لسكان غزة بقيمة 828 مليون دولار إصدار جدول مباريات الدور 16 لكأس كرة القدم المرصد الأورومتوسطي: جيش الاحتلال يحرق النازحين أحياء في خيامهم بـخانيونس بلدية الرصيفة تدعو للاستفادة من إعفاء غرامات "المسقفات" مؤشر بورصة عمان يستقر في نهاية تعاملاته اليومية هل يدمرون (الاونروا)..."دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟ مركز حمدي مانكو ينظم محاضره متخصصه في الامن السبراني

محمود الدباس يكتب:فن الترويض

 محمود الدباس يكتبفن الترويض
الأنباط -
كتب محمود الدباس..

يحكى ان صيادي الفيلة.. يقومون بإسقاط الفيل الذي اصطادوه حديثا في حفرة عميقة نوعا ما.. يحفرونها في طريقه وتكون مغطاة بالقش..

ويقومون بعد ذلك بتقسيم المجموعة الى قسمين.. قسم يلبس لباسا احمر.. والاخر يلبس لباسا ازرق..
فيأتي الفريق الاحمر.. وينهالون على الفيل ضربا بالسياط والعصي.. وهو غير قادر على الدفاع عن نفسه..
وفي تلكم الاثناء.. يأتي الفريق الازرق.. ويبدأون بابعاد الفريق السيء المعتدي عن الفيل المسكين..
وتتكرر تلك التمثيلية لعدة ايام.. وفي وقت محدد..

وبعد مضي عدة ايام وهم على هذا المنوال..
يأتي الفريق الازرق قبل الموعد المحدد لمجيء الفريق الاحمر السيء ليضربه..
فيقومون بتحريره واخراجه من الحفرة بعيدا عن مجموعة السيئين الحمر..

طبعا هنا يكون قد اقتنع الفيل.. بان هؤلاء هم اصدقائه الذين فزعوا له وانقذوه من الاشرار الذين لم يعد يراهم بعد ذلك اليوم..
وفي المقابل تم ترويض ذلك الحيوان الضخم.. ليستطيع طفل صغير ممن انقذوه.. بان يقوده اميالا ويحمل عليه ما يريد.. دون اي حراك من ذلك الفيل..
فهو في قرارة نفسه.. إن ابتعد عن هؤلاء الطيبين.. فسوف يأتي الاشرار الحمر ويضعوه في الحفرة ويضربوه..

من هذه المعلومة.. نقول..
الم يخطر ببال هذا الفيل (الحيوان).. ان يتساءل.. لماذا كان الفريق الازرق يكتفي فقط بابعاد الاشرار كل مرة؟!..

وبما انهم استطاعوا اخراجه من الحفرة.. فلماذا لم يخرجوه من اول مرة.. وهم الذين طردوا الاشرار شر طردة.. وسيطروا على المكان بالكامل؟!..

هذه الأسئلة وغيرها وجب على كل انسان عاقل ان يربطها بحياته.. وفي كل موقف يتعرض له..
ويربط الاحداث ببعضها.. ويحللها ولو بالقليل من الجهد والوقت.. فهذا ما يميز الانسان العاقل الرشيد عن غيره..

فالغالب الاعظم من الامور التي تدور وتجري في حياتنا.. لا تسير بالصدفة..
ولا يوجد ما يسمى تصرف عبثي غير واعي ولا مدرك..

حتى ما نقول عنه تصرف عفوي.. هو تصرف لا ارادي نابع من العقل الباطن لأمور يتم معالجتها ومناقشتها والرضى عنها سلفا بين الانسان ونفسه..
فتجدها تظهر مباشرة إن وَجَدت البيئة واللحظة المناسبتين لذلك التصرف..

هذه التساؤلات.. وهذه الافكار.. للاسف تغيب عن الكثيرين منا.. بحجج كثيرة قمنا بتغييب عقولنا بسببها.. ووضعناها رهينة السلبية من الافكار والمقولات والمأثورات.. دون اخذ العبرة الايجابية منها..

- مثل يا اخي لا تكون من أولئك الناس الذين يركزون ويدققون في كل شيء..
- وتحت بند اسمع وطنش تعش..
- واتباعا لمقولة شكله مش قاصد..
- وخوفا من الوقوع في الظن السيء..
- وهذا يتصرف بطيبته وبساطته..

الكثير من هذه الاقوال التي روضتنا في جمبع مناحي حياتنا..
ولا اقتصر بهذا المعنى.. ترويضنا كشعوب وانظمة من قبل المعسكرين الغرببي والشرقي.. فهذا اصبح معلوما للجميع..
وحتى في حياتنا الاجتماعية.. تجد من تصرفات الابناء والازواج والجيران والأقارب والاصدقاء والزملاء.. الشيء الكثير الذي هو مخالف لما ورثناه من قيم سامية وعادات جميلة واخلاق عالية رفيعة.. فيطالبوننا بان نغض الطرف عن هذا التصرف وذلك الوضع.. حتى تسير الحياة بشكل سهل وميسر.. والا انقلبت الحياة سوداء نكدة..

فإما ان ترى وتسمع وتتصرف وكأنك لم تر او تسمع.. وتعطل عقلك ولا تحلل ما يدور حولك.. ومن ثم تتروض.. وتعيش بهدوء وسكينة..
وإما ستواجه مصيرك المحتوم من العزلة والتهميش والخصام..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير