1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل مجلس مفوضي "الطاقة والمعادن" يقر اعتماد خطط الطوارئ المحدّثة حوارية تناقش تحديات شركة الكهرباء الوطنية لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول صدور الجزء الثاني لكتاب ماذا يحدث في عزة؟ خبير أمن غذائي يوضح أثر الزراعة على المناخ.. "تحليل الانبعاثات الزراعية وفرص الاستثمار بالحد منها" عيد ميلاد سعيد نبال دويدري 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بيت النابلسي في اربد.. معلم تاريخي يجمع بين أصالة المدينة وعراقتها بعد الفرحة الإنسانية..دقت ساعة العمل لتجسيد قرار الجنائية الدولية شراكة بين مجموعة عليان والمناصير للزيوت والمحروقات لتشغيل شواحن متطورة في محطات المناصير " رؤيا متكاملة الابعاد " انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأرصاد: تقرير "WMO"حول مناخ عام 2024 صافرة إنذار للعالم

تجريم الانتحار ما بين الحقيقة والخيال

تجريم الانتحار ما بين الحقيقة والخيال
الأنباط -
اللواء المتقاعد مروان العمد

انشغل الاردنيون خلال اليومين الماضيين بتناقل خبراً مفاده أن مجلس النواب قد اقر قانوناً يجرم الانتحار والشروع به ، ويضع عقوبة عليه .
وقد اثار هذا الخبر بالصيغة التي نشر بها ، او التي تعمد البعض نشره فيها والتعليق عليه ، دهشة الاردنيين جميعهم واستغرابهم واستهزائهم ، لا بل هجومهم على الحكومة ومجلس النواب الذي اقره متسائلين كيف يمكن توقيع العقوبة على منتحر ، ومدى جدوى توقيع العقوبة على من يشرع بالانتحار استناداً الى ان هذه العقوبة لن تمنع من يريد الانتحار من اعادة محاولة تنفيذ رغبته بالانتحار . وعلى ان الذي يقوم بالانتحار او الشروع في الانتحار
هو شخص مريض نفسياً بحاجة الى علاج في حال لم تنجح محاولته ، وليس الى العقوبة . علماً ان هذه ليست حقيقة مطلقة فقد يكون الانتحار نتيجة المعاناة التي كان يعاني منها المنتحر لاسباب اقتصادية ويدخل من ضمنها البطالة والفقر والتهميش ، او اجتماعية او نتيجة فشل في موضوع او مشروع ما ، او لاسباب عاطفية .
وقد هالني الاجماع شبه التام على هذا المفهوم ، وعدم محاولة احد الرجوع لنص المادة القانونية المقترحة لشرح هذا النص وتفسيره ، مما حفزني لاعود للكتابة بعد انقطاع متعمد لاكثر من شهر ونصف .
و سمحوا لي في البداية ان اوضح ان قانون العقوبات الاردني الساري المفعول لم يجرم عملية الانتحار التام مهما كانت اسبابه لانه كقاعدة قانونية فأن العقوبة عن اي جريمة تسقط بالوفاة .
. والانتحار هو جريمة يرتكبها المنتحر بحق نفسه وبحق الحياة التى وهبها الله له ، وهو عمل مخالف لشرع الله وان من واجب الحكومة المحافظة على حياة مواطنيها حتى من انفسهم ولو كان باستخدام قوة القانون اذا لزم الامر . كما ان القانون يخلوا من تجريم الشروع بالانتحار ، على قاعدة ان من تهون عليه حياته لن تردعه عقوبة بالحبس او الغرامة المالية .
ولكن ارجوا ان تسمحوا لي بأن اوضح ان النص القانوني المقترح والذي وافق عليه مجلس النواب لا يتضمن اي عقوبة على عملية الانتحار التام ، كما انه لا يتضمن اي عقوبة على جميع عمليات الشروع بالانتحار ، باستثناء تلك التي تضمنتها المادة القانونية المقترحة والتي تنص على ( يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ستة اشهر وبغرامة لا تزيد على مائة دينار ، او بإحدى العقوبتين ، كل من شرع في الانتحار في مكان عام ، وتضاعف العقوبة إذا كان ذلك باتفاق جماعي ) . وذلك بعد كثرة حالات من يدعون نيتهم في الانتحار ويهددون بالقاء انفسهم من اماكن مرتفعة او من جسور وابراج عالية ، او بحرق انفسهم امام الناس وبشكل علني . وهم في غالبيتهم يهدفون من وراء فعلهم هذا استقطاب تعاطف الناس مع قضاياهم الشخصية ، ولتحقيق مطالب خاصة بهم ولو على حساب غيرهم ممن يستحقون تلبية مطالبهم اكثر منهم ، ودون ان تكون نيتهم منصرفة لتحقيق فعل الانتحار . لانه لو كان قصدهم الانتحار لنفذوا ذلك في اي مكان وهم لوحدهم دون وجود من يمنعهم من الانتحار كما في الغالبية العظمى من عمليات الانتحار . او على الاقل لقاموا بالقفز فوراً ودون انتظار حضور النظارة والمشاهدين وحملة الهواتف والبث المباشر ، والدفاع المدني والأجهزة الامنية . لتنتهي المسرحية بالاعلان بأنه تم اقناعهم بالعدول عن الانتحار . بعد قيامهم بكل هذه الافعال والضجة وتعطيل حركة السير واشغال الاجهزة الامنية . ولتقوم الفضائيات المختلفة بتداول هذا الخبر صوت وصورة في مختلف انحاء العالم مما يمس بسمعة الاردن .
ولا احد يستطيع ان ينكر ان هذه الحالة اصبحت تتكرر في الاونة الاخيرة كثيراً ، واحياناً على شكل جماعي من اجل تحقيق مطالب معينة ، في حين انه لا توجد نية حقيقية لدى اي واحد منهم في الانتحار .
الا ان البعض ظل يدافع عن الذين
يقومون بذلك ، ويبرر فعلتهم هذه بانها نوع من الاحتجاج ، وبانهم لم يجدوا طريقة اخرى لتحقيق مطالبهم الا هذه الطريقة . وبالرغم من وجاهة هذا الطرح ولكن كيف ستكون امور الحياة لو لجأ كل مواطن له مطالب خاصة لهذا الاسلوب لتحقيق مطالبه ؟ وكيف اذا كانت هذه المطالب غير محقة اوغير قانونية او لاسباب شخصية كما في الكثير من الحالات ؟
وقد يقول البعض انه يجب معاقبة المسؤولين الذين وضعوهم بظروف تدفعهم للانتحار ، او محاولة الانتحار من خلال تحسين ظروف حياتهم بحيث لا يعودون يفكرون بالانتحار طالما بالامكان تحقيق ذلك . و انا اتفق معهم بهض الشيئ في ذلك . ولكن هل معالجة هذا
الامر تكون بتركهم ينتحرون او اباحة شروعهم بالانتحار سواء اكان حقيقي او تمثيل ؟
وقد قال البعض ان وضع عقوبة لمن يقومون بمثل هذا المحاولات سوف يزيد من حالات التهديد العلني للقيام بها ، ولكني ارى بأن الدفاع عمن يقوم بمثل هذا المحاولات ، وعدم سن تشريع للحد منها ، هو الذي سوف يؤدي الى زيادة عددها . اما في حال وضع عقوبة مناسبة لها فأنها سوف تخفف منها ، لانهم في الاساس لا ينون الانتحار بل يلوحون به ، واذا فرضت عقوبة على هذا الفعل فأنهم سوف يفكرون الف مرة قبل القيام بذلك .
قد يكون كثير ممن تناولوا هذا الخبر بالطريقة الخاطئة فعلوا ذلك عن حسن نية . ولكن مما لا شك فيه ان حسن النية هذه قد غابت عند البعض ، وخاصة ان منهم من هم على درجة من العلم والثقافة والمعرفة وحتى التخصص الذي يمكنهم من التميز ما بين الغث والسمين .
علماً ان هذه العقوبة موجودة في عدة قوانين في العالم بعضها يعاقب بالحبس والغرامة ، وبعضها بالحجز في مراكز العلاج النفسي .
وانا ان كان لي انتقاد على هذه المادة فهي من حيث الصياغة ، والتي كان يجب ان تكون اكثر توضيحاً بأنها تستهدف فئة من يدعون الانتحار ، ولانها لم تتضمن بنداً ينص على تحويل من يقوم بذلك للتقييم النفسي قبل تطبيق العقوبة عليهم . واذا ثبت انهم يعانون من مشكلة نفسيه لا تطبق العقوبة بحقهم ، بل يتم اخضاعهم للعلاج النفسي .
هذه وجهة نظري واحترم وجهات نظر من يخالفني بذلك .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير