لمكافحة الاكتئاب .. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة شركة صينية تنتج سيارة طائرة تُشحن في 30 دقيقة! مشروبات تساعد في زيادة التركيز 5 علامات تكشفها يداك.. عن حالتك الصحية ليكن الجهد الأردني الإنساني أساسًا لتحالف عربي يدعم فلسطين. بنما: مظاهرات واسعة ومحتجون يحرقون صور ترامب وعلم أمريكا 450 ألف زائر لتلفريك عجلون منذ بداية العام الحالي الرويشد والصفاوي.. اهتمام حكومي في العمل على اقتصاديات الثقافة الإدارة السورية الجديدة تعلن تعطيل المؤسسات الحكومية الأربعاء والخميس- (بيان) رئيس مجلس النواب يهنئ المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد الانباط تهنئ بعيد الميلاد المجيد بلدية السلط الكبرى تهنئ الأخوة المسيحيين بالأعياد المجيدة الصفدي يهنئ المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد إيصال مستلزمات الشتاء الأساسية إلى غزة عبر شراكة بين الأردن والمنظمة الدولية للهجرة سوريا : وزارة الصحة تصدر قرارا يقضي بتعديل أسماء 15 مستشفى وإلغاء اسم الأسد وعائلته للمرة الأولى بعد فرار الأسد.. اغتيال 3 قضاة في حماه محاضرة بعنوان الاثار الاقتصادية والسياسية والثقافية للعولمة "الحالة الاردنية" في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية المساعد للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية يزور المختبرات العسكرية لمراقبة الجودة توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية ولي العهد يستضيف لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة

يلينا نيدوغينا تكتب:موقف الصين من روسيا والحرب

يلينا نيدوغينا تكتبموقف الصين من روسيا والحرب
الأنباط -
بقلم: يلينا نيدوغينا


تسعى بعض الدول الغربية التي تشد من أزرِ النازيين والفاشيين والمتدخلين الإرهابيين الأجانب المَشحونين من دول عديدة للقتال على الساحة الأوكرانية ضد روسيا وجيشها، إلى إيهام الرأي العام العالمي أنه لم يبقَ للرئيس فلاديمير بوتين أي حليف، وأن "الصين حتى" تقف موقف الحياد تارة، وفي أخرى يزعمون بأنها تنأى بنفسها عن موقف صلب بمَا يخص هذا المُعترك.
صحيح أن الصين لا تريد المشارَكة في حروب إقليمية وعالمية، ذلك أن "نفسها طويل"، وبالتالي تُفضِّل عودة تايوان للوطن الأُم سِلماً لا حرباً، لأن التايوانيين جزء لا يتجزأ من الشعب الصيني الكبير، لكن هذا لا يعني أن الصين تتخلى عن حليفتها وجارتها الجيوسياسية روسيا، لأن الغرب بشموليته لا يتوقف عن تهديد الصين بمختلف الوسائل. بكين الحكيمة تُدرك جيداً أن الدور سيأتي عليها، ذلك أن الخلافات الصينية الغربية واسعة ومن الصعب ردمها وتذويبها. زد على ذلك، أضحى واضحاً لجميع الخلق أن الغربيين سيتفقون ضد الدولة الصينية والشعب والثقافة والحضارة الصينية والوجود الصيني، وسيُعلن هذا الغرب "قيام واقعة مقدسة" ضد الصين، وشعارات ذلك تم تحضيرها وإقرارها مُسبقاً، وهي تتهم الصين بكل الموبقات التي تـتصل بالأديان والمتدينين تارةً، وفي أخرى بمزاعم وفبركات "شن بكين حملة على تايبيه"، وهو ما سيؤدي لمناورة وأوامر غربية خبيثة لقفل أسواق دول كثيرة أمام البضائع الصينية، وغير ذلك الكثير من الدسائس والزور والافتراءات التي يمكن للمَجمع الصناعي العسكري والإعلامي "الأمريغربي" أن يكيلها للصين بالأطنان دون أي وازع أخلاقي، انتقاماً من النجاحات الصينية المتواصلة التي طغت على تلك الغربية، وليس أولها ولا آخرها شمول مشروع "الحزام والطريق" الصيني كل قارات العالم وبلدانه وشعوبه، وارتياد الصين بنجاح منقطع النظير ما وراء الفضاء الجوي، وبقاء الصين بوصفها "مصنع العَالَم".
لقد كان موقف الصين رشيداً في "منظمة الأُمم المتحدة" وخارجها، فهي بقيت على مسافة دبلوماسية آمنة وكافيَة من المُجريات على الساحة الأوكرانية، فمن شأن ذلك تهيئة الصين للعب دور الوسيط الرئيس في المستقبل ما بين روسيا والأطراف الأُخرى، ولهذا ولغيره من الأسباب، اختارت الامتناع عن التصويت "ضد" في "الأمم المتحدة"، وهو موقف يُشكِّل رفضاً لمواقف نلك الدول التي سارعت لإدانة روسيا "قبل أن تعد للعشرة". الموقف الصيني الرسمي الإيجابي من روسيا، أدَّى ألى إعلان وسائل الإعلام الصينية عن آرائها بصراحة عن النِزال العالمي الحالي. ولهذا، نقرأ الكثير من استنكار المواطنين الصينيين التآمر الغربي على روسيا ودفع واشنطن عواصم عربية محددة لِ"النضال ضد روسيا حتى آخر رجل أوكراني"، ما يُميط اللثام عن الحريات السياسية والديمقراطية الواسعة في الصين، حين يُعرب المواطن والباحث والمتخصص الصيني عن رأيه بما يجري في يوميات الصراع وموقفه تجاه مختلف الدول المتورطة فيه.
الموقف الرسمي الصيني يتساوق مع الثقافة السياسية الصينية الضاربة جذورها في أعماق الوعي الصيني، الذي يتسم على مر العصور والقرون بالهدوء، والسكينة، والتحليل الدقيق، والاستنتاجات الموضوعية لمجريات مختلف الظواهر. فالصين تُعتبر واقعاً وفي أنظار الشعوب قوة مركزية مسؤولة عن مصير هذا الكون، ورجالاتها يطوفون الكرة الأرضية جاهدين لتعزيز السلام والتنمية العالميين، ويتصل ذلك بالعقل الصيني الذي يُحلل الأمور برَويةٍّ بالغة، ويَحسب ما يجري بِ "ميزان الذهب"، بما في ذلك حسابات الربح والخسارة، لكن الأهم هنا هو مصالح الأمة الصينية، ومصالح العلاقات مع جيران وحُلفاء الصين التاريخيين على وجه الخصوص، وفي مقدمتهم روسيا المُعَاصِرَة. ولهذا، امتنعت الصين عن تعريف ما يجري في أوكرانيا على أنه "غزو"، الذي هو موقف الغربيين وأشياعهم، وأعلنت بكين مرات عديدة بصراحة وعلانيَّة، وعلى مرأى ومسمع كل شعوب المَعمورة، تأكيدها على "ضرورة احترام المخاوف الأمنية لروسيا" التي تحد الصين، إذ يبلغ طول هذه الحدود الصينية الروسية، أكثر من أربعة آلاف ومائتين وتسعة كيلومترات، ضمنها أكثر من 650 كيلومتراً للحدود البرية، وثلاثة آلاف وأربعمئة وتسع وثمانين كيلومترا حدوداً نهرية، وسبعون كيلومتراً حدوداً للبحيرات المنتشرة على الحد بين الدولتين الجارتين، عِلماً إن الصين تتاخم 14 دولة على اليابسة، وتقابل 6 دول عبر البحر، ولهذا وغيره الكثير من الأسباب أعتقد بأن الصين سوف تلعب، بطلب من عددٍ كبير من دول العالم ومنظماته الإقليمية والأممية، دوراً رئيسياً في قابل الأسابيع والشهور لنشر السلام في شرق أوروبا، فهي الأنسب حالياً للإطلاع بهذا الدور الذي ترنو البشرية إليه، وسيصُب ذلك في مصلحة جميع الأطرف التي يهمها تسييد السلام والأمن والأمان في أوروبا ككل والعالم أجمع، وبعد ذلك ستتألق الصين وتتبوأ مُجدداً تاج المجد، واعتراف الجميع بأهمية أن تكون العاصمة الغنَّاء بكين وسيطة نزيهة لحل الصِّدَامَات والخلافات الإقليمية والدولية وضامنة السلام الأُممي بأكمله.
*كاتبة وإعلامية روسية / أردنية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير