الأنباط -
كتب محمود الدباس..
منذ سنوات طويلة ونحن ننتظر ولادة هذا المشروع.. لنكحل عيوننا فيه..
ولم نصدق اعيننا حينما رأينا اول حافلة تشق الممر المخصص له..
فمنا من تندر عليه.. ومنا من قال دعونا ننتظر.. ومنا من قال سيفشل التشغيل كما فشل الانشاء.. وما الا ذلك من توقعات وحتى مراهنات..
طالعتنا الاخبار بان حوالي 10 آلاف مواطن يستخدمون الباص سريع التردد يوميا..
واذا ما علمنا ان هذا هو تشغيل تجريبي للمشروع.. وليس التشغيل الفعلي.. وجب علينا ان نقف مع انفسنا وقفة المستشرف للقادم من الايام.. وما ستكون عليه الامور في موضوع النقل العام في عاصمتنا الحبيبة.. وهل ستتحقق الرؤيا بمنظومة نقل عام متكاملة؟!..
قبل عدة اشهر تشرفت ومجموعة من ملتقى النخبة-elite بلقاء معالي امين عمان الدكنور يوسف الشواربة.. والذي شرح لنا بعضا من خطته لمنظونة النقل.. ولتحويل عمان من مدينة تزدحم شوارعها بالسيارات.. الى مدينة يوقف غالبية مواطنوها سياراتهم في المواقف الخاصة او العامة.. ويستخدمون وسائل النقل العام..
وفي معرض حديثه الشفاف قال بان موضوع الباص سريع التردد.. بغض النظر إن كان قرار البدء فيه صائب ام خاطئ.. علينا الان التعامل معه كأمر واقع.. والاستفادة منه باقصى درجات الكفاءة.. والاستفادة من تجارب الغير في هكذا مشروعات..
في الواقع انني ومن معي ارتحنا لحديث معاليه.. وشعرنا جدية الرجل.. وثقته بطواقمه التي اخذت الموضوع كتحدي للافضل.. والخروج بهذا المنتج بافضل صورة..
من خلال ما اشاهده بعيدا عن السوداوية والتشاؤم.. وللامانة وللصدفة فان ابنتي كانت قد اخبرتني من يومين.. انها ستذهب هذا اليوم الى وسط البلد بعد الافطار.. وصباح اليوم اخبرتني ان ما علي فعله هو ان اوصلها الى موقف الباص في صويلح.. على ان اعود لاخذها ووالدتها من نفس المكان بعد الانتهاء من مشوارهم.. وهذا تغيير دراماتيكي في ثقافة اهل بيتي.. والذين كانوا لا يتحركون الا في السيارة..
هنا اعود الى عنوان هذه المقالة.. نعم يا سادة.. "الباص السريع" اصبح كارثة على كل شخص سلبي ناعق لا يرى الا الاحباط والتثبيط.. ولا يمكن لعقله الا ان يرى الا الهدم واعادة البناء هي الطريقة الوحيدة.. ولا يمكنه استغلال اي شيء حتى وان اعتراه القصور والنقص للمصلحة العامة وبالشكل الامثل.. ولا مجال لاطلاق العنان لعقله للابداء.. ذلك لان السلبية غطت على بصيرته فاضمحلت وتلاشت.. فالكارثة انهم فشلوا في هذا الاختبار.. وسيبدأون -من اول وجديد- بالتفتيش عن شيء آخر يبثون فيه سوداويتهم.. واشغالنا بما ستتفتق قرائحم به..
شكرا معالي الامين الذي نحسبك ان شاء الله امين على ما استؤمنت عليه..
شكرا طواقم الامانة الشرفاء على ما تبذلونه لجعل من هذا الصرح -امانة عمان- وما يتبعه انموذجا جميلا نفتخر به..
ولا انسى ان اشكر اصحاب التفكير السوداوي المقيت.. فبوجود امثالكم وما تنشرونه وتبثونه.. يُظهر معدن الشرفاء الصالحين المصلحين الجادين.. متحدين كل ما تسعون اليه.. ويستطيع المراقب المحايد التمييز والتفريق بينكم..