الأنباط -
كتبت هذه الكلمات بعد العديد من المواقف مع اناس قريبين.. لا تحتمل ان تمر عن اي موقف لهم.. يقلل من مكانتهم او قدرهم او احترامهم.. فلا تجد بداً من اشعارهم بما شاهدت او سمعت او لاحظت.. فتكون ردة فعلهم تجاهك حادة عصبية سلبية.. وقد يؤدي الى قطع علاقتهم بك.. وتخسرهم وانت في امس الحاجة للمحافظة على قربهم.. في زمن عز فيه الناس الانقياء..
فتقع في حيرة من امرك.. هل تقدم لهم النصيحة لاجل مصلحتهم.. وقد تخسرهم..
ام تسكت على ما تعلم وتلاحظ.. وتبقيهم في ذلك الحال؟!..
كنت كالكثيرين من ابناء جلدتي لا اتقبل النقد او التنبيه او ابداء الملاحظة على اي سلوك لي.. وحتى لو كانت بأرق العبارات وبطريقة غير مباشرة..
إلى ان رزقني الله زميل عمل في بداية حياتي العملية.. وكان صاحب خبرة في الحياة ومراس.. فلاحظ علي ذلك.. وقال لي.. من خلال تنقلي في العديد من البلدان.. لاحظت اننا شعب لا نخطئ.. وان اخطأنا لا نعترف.. وان ثبت اننا اخطأنا.. اخذتنا العزة بالاثم.. واظهرنا كل اشكال الممانعة والتعنت والغضب.. وقد تصل الحال الى القطيعة.. الا من رحم ربي..
واستطرد قائلا.. الانسان القويم.. وسليم الفطرة.. يسعى لان يكون اقرب الى درجة الكمال.. وكلُ مَن يساعده على ذلك هو انسان يريد مصلحته والخير العظيم له..
وكل من يساهم في ابعاده عن درجة الكمال.. هو انسان مبغضٌ ولا يريد الخير له..
ونصيحتي لك منذ اليوم ان تتعامل بمبدأ "رحم الله امرء اهدى إلي عيوبي"..
فلماذا لا تتعامل مع من يقدم لك ملاحظة على انها هدية قيمة يريد منها الخير العظيم لك؟!..
ولماذا تأخذ كل انتقاد او تنبيه على انه انتقاص لك؟!..
اليس بانتقاده هو يصحح ويُقوِّم سلوكك للافضل.. ويبعد عنك الانتقاد مستقبلا؟!..
منذ ذلك اليوم.. وانا استمتع بكل انتقاد يقدمه شخص ايا كان ليصحح سلوكا او يعدل اسلوبا..
فهذه هدايا من الله اجراها على يد الئك الناس لتستقيم حياتي.. ويقل انتقادي..
ومن خبرتي في الحياة.. وجدت ان اول واهم مقياس لتعرف من يريد بملاحظاته وتنبيهاته ونقده مصلحتك.. هو النصح في السر.. بعيدا عن الناس.. فمن ينصحك "بينك وبينه".. وكانت كلماته مغلفة بمصطلحات الود والادب والاحترام.. هو يريد لك الخير ولا شيء غيره..
ومن قدم لك النصح في الملأ.. او استخدم كلمات قاسية مسيئة فيها طعم ورائحة الاهانة.. فهذا لك ان تأخذ نصيحته على اي محمل تشاء..
ابو الليث..