الأنباط -
إلى كل أم حاربتها الحياة وجعلتها تبتعد عن لقب الأم المثالية ،لكل أم كافحت وسهرت وعملت نهارًا ليأتي عليها الليل منهكة متعبة لا حيلة لها سوا الاتكاء قليلًا لتفرغ شيئًا قليلًا من آلامها على أريكة شهدت دومًا على جراحها الخفية ،لتلك التي أضطرتها الظروف لتكن الأب قبل الأم ورجل بألف رجل في حين أن ما تعيشهُ غيرها من النساء في كنف الأنوثة أصبح حلمٌ يراودها بعيد المنال ،لك أنتِ أيتها الناعمة الخشنة الهادئة الثائرة الصارخة الصامتة القوية الضعيفة ، يا من تنحتين الصخر من أجل أطفالك وفي داخلك عصاة تهيل عليك الضربات تأنيبًا وتصرخ في فؤادك قائلة يا ظالمة متى ستصبحين أماً مثالية ، ربما أثقلت كاهل أطفالك ببعض المسؤوليات لتواسي نفسك بأن هناك من يعاونك ، يجهزون أنفسهم للمدارس يرتبون أسرتهم يساعدوكِ في أعمال المنزل والمشتريات ، وفي كل ليلة تحدثين نفسك غدًا صباحًا سأكون أمًا مثالية وما أن يأتي الصباح يصفعك تلك الصفعة التي تذكرك بحجم الضغوطات التي على عاتقك لتنسي بالتَوِ واللحظة حديثك في كل مساء، أيتها الصامدة ألا يحق لكِ لحظة إنهيار ولكنني أعلم أننا محرومين حتى من رفاهية الانهيار ، لك أنتِ كل عام وأنتِ بألف خير كل عام وانت رمزًا للصمود والقوة كل عام وانتِ أم عظيمة كل عام وأنتِ أجمل الأمهات حتى وإن لم تكوني أمًا مثالية❤️
كل عام وأمي وأمهات العالم الأحياء بألف خير وكل عام وأمهات العالم في دار الآخرة برحمة ونور ورضا ورضوان من رب العالمين❤️