عيد ميلاد سعيد نور الكوري الميثاق الوطني يعقد لقاءات تواصلية في البلقاء لاستعراض رؤية وأهداف الحزب جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية براس الخيمة تشارك في الدورة الـ 16 لمهرجان الدولي لأطفال السلام في المغرب الوزني يكتب: التجارة الرقمية من لا يتطوَّر ينقرض مارسيل خليفة للأنباط : الأغنية والموسيقى جزء من المقاومة الامير فيصل يحضر حفل افنتاح الألعاب الاولمبية في باريس ال أبو حسن (الياموني) وال العوران ينعون الدكتور رائف فارس مارسيل يوجه عدة رسائل الى فلسطين من قلب جرش الفريق العسكري الأردني يتسلق عاشر أعلى جبل في العالم روسيا تعرب عن قلقها من عرقلة السلطات الإسرائيلية إمدادات المساعدات إلى غزة رئيس بلدية المفرق الكبرى يهنئ بإدراج موقع ام الجمال السياحي إلى قائمة التراث العالمي رياضة الأمن العام تواصل تميزها وتحصد مراكز متقدمة في غرب اسيا للجودو تهانينا لمحمد بسام الفايز على تخرجه المتميز مهند هادي يقدم لمجلس الأمن الدولي إحاطة حول الوضع الانساني في غزة المستشفى الميداني الأردني غزة 79 يجري عملية جراحية لطفل رضيع الشبكة القانونية للنساء العربيات تعقد اجتماعها السنوي الثاني في عمان. ليلة لبنانية فلسطينية في جرش الطلب على الكهرباء عند مستويات قياسية بدعم من ارتفاع درجات الحرارة الدكتورة ماجدة إبراهيم تكتب مهن مرفوضة للمرأة من باب درء المفاسد وسمعة العائلة الدكتورة مرام بني مصطفى تكتب:ضعف الشخصية عند الطفل وكيفية التعامل معه
كتّاب الأنباط

عمر كلاب يكتب :لقد كبرت يا أمي

{clean_title}
الأنباط -
الأنباط -حين ذرفت شقيقتي الكبرى دمعة وانا اتناول كمشة حبوب ( السكري والكوليسترول والمميع والنقرص ) قائلة : لسه صغير عمر يا قلبي ، باغتتها شقيقتي الصغرى بالقول : " اخوك مش صغير يا حبيبتي صار عمره خمسين " ، كان ذلك قبل سنوات سبع بالتمام والكمال ، لم التفت الى الرقم وضحكت ، قلت عندي صار عيال وأصغرهم انا ، لكن دمعة فتحية ظلت ساخنة على قلبي ، وأنا اراقب وجهها الذي بدى مثل كعكة بللها الشاي فتموجت قيافتها واستقامتها وتجعدت قليلا .
تمر الايام مخلوطة بالتلاهي ، نسيت الحكاية وداهمتنا التفاصيل اليومية التي انستني الحكاية رغم استمرار التهام الحبوب التي تزيد تباعا ، الى ان اضطررت الى تقديم شكوى لدى وحدة الجرائم الإلكترونية ، أوقفت مركبتي امام مكتب المحامي الألمعي ايمن ابو شرخ ، قابلا اقتراحه بالسير الى الوحدة في ذلك الصباح ، قبل ان تخطفني لافتتة معهد اللغات والعودة الى الوراء ، عودة ارهقت رقبتي وذاكرتي لكثرتها ، قبل اربعة عقود دلفنا عامر بامية وأنا الى هذا المعهد لتلقي دروسا في اللغة الانجليزية التي لم استسغها وراكم من ذلك وجود المعهد خلف مبنى شرطة العاصمة في ذلك الوقت .
تأخرت في الخطوة قليلا عن أيمن ، وانتبه الى شرودي في المبنى ومحاولة ملامسة حجارته ، التي باتت بلون شعري ، وبروزاتها اقرب الى ندوب في القلب والروح بحكم التجارب ومرارتها وحلاوتها ، وسألني بوداعة : بتعرفه ، تنهدت وأجبت بغمغمة درست فيه قليلا ، وأكمل هو عن مالكه وأظنه قال انه من بيت العسلي وأن ابنته المطربة المعروفة ، وصار يسرد محاسن الرجل دون التفات الى شرودي الكامل واستعراض اول مغامرة في اللويبدة ، الجبل والناس ، والبيوت التي تستفز يافع عاش على حواف مخيم النصر وجبله وكان يقضي صيفه بالسفر الى مخيم رفح او الى جورة العقاد في خان يونس ، اما اذا قررت العائلة البقاء في عمان حتى يتجمع افرادها من دول الخليج ، فكنت اقتنصها فرصة لقضاء اسبوع في مخيم البقعة عند خالتي سارة ، او ابتعد اكثر الى علان لقضاء فسحة مع سلطية جبل النصر اللذين يرحلون صيفا الى بساتينهم ولا يعودون الا مع زيتهم وزيتونهم .
اليوم وأنا اسير مثل غصن معوّج الى صلاة الجمعة ، مرّت بخاطري كل سنين العمر ، لكن وجه أمي ظلّ ملحاحا ، فهي التي كانت تردد دوما انني لن أكبر ، وتحاول جاهدة اقناع أختي بوصفهما الأكثر موانة علي بأن اعقل والامس حواف الرشاد بعد ان اصبحت أبا لثلاثة ابناء ، مؤكدة انني أتصرف كأعزب دون ادنى مسؤولية ، حتى انها أجابت صغيري فرات ذات سؤال عن تربيتي بأنها لم تربيني بل ربيت نفسي ولذلك أنا غير شقيقي وشقيقتي .
اليوم يا أمي وانا التهم كمية الادوية اليومية ، مضافا اليها ادوية التهاب المفاصل التي قادتني الى الاعوجاج في المسير ، تذكرتك وذرفت دمعة ومؤاب يسندني للجلوس على كرسي لإداء الصلاة ، بعد ان قال عدي الذي تولى القيادة ( حدا ينزل مع ابوي يساعده ) ، فتولى مؤاب المهمة ، نعم يا أمي صليت اليوم على كرسي اسوة بباقي كبار السن في المسجد ، وتلقيت التهاني بالسلامة من عملية في الحنجرة .
لم استعجل الشيب وغبار على الشعر بفعل المسيرة في الحياة الخشنة ، لكنه زارني بكثافة ، وكنت تسألين متى أشيب ، استأذنك وانا ادعو لك بالرحمة والمغفرة ، بأن أخبرك لقد كبرت يا أمي وأسير مثل غصصن معوج ، لكنني فرح وفخور بثمرات ثلاث سندوني في الحياة وفي المسير .