الأنباط -
وسائل التواصل اﻹجتماعي وسيلة اﻷلفية التكنولوجية للتواصل بين الناس إفتراضياً كنتيجة ﻹنشغال الناس وصعوبة توفيقهم بين كل المناسبات والوقت المتاح لذلك، لكن الناس يحولونها رويداً رويداً صوب اﻹستعراضات والشوفية؛ وخصوصاً إبان جائحة كورونا حيث الناس لزمت ببوتها ولديهم من الوقت الكثير فكان البعض يقضيه بالإستعراض والشوفيّة في كثير من مناحي الحياة:
1. أصبحت وسائل التواصل اﻹجتماعي معرضاً للصور وإستعراضاً للناس وعضلاتهم وإمكانياتهم وتطلعاتهم ومناسباتهم بشكل ملفت للنظر.
2. أصبحت وسائل التواصل اﻹجتماعي سوقاً على مدار الساعة لعرض بضاعة الناس مما لذ وطاب وتنوع.
3. أصبحت وسائل التواصل اﻹجتماعي إستعراضاً حتى للأموات رحمهم الله تعالى لعرض صورهم والتذكير بهم والدعاء لهم بشكل ملفت للنظر، وهنا أتمنى على الناس الدعاء للأموات دون إخراج صورهم.
4. حتى المرضى والناس في غرف العمليات واﻹنعاش باتت صورهم للإستعراض، وهذا ربما يكون بعيداً عن اﻹنسانية وتعدي على الخصوصية الشخصية للمرضى.
5. إستعراضات الولائم وصنع الحلويات واﻷطعمة ومناسبات الأفراح وحتى اﻷتراح وعرض الصور للحصول على شريك الحياة وغيرها غدت متكررة وثقافة مجتمعية لدى معظم الناس، وهنا أرجو أن نرحم المحرومين من بعض هذه النِعَم سواء الفقراء أو المساكين أو غيرهم!
6. الناس أصبحت تحمل كاميرات التصوير لكل شيء وباتت تصور كل مناسبة وحدث للإستعراض وغدت حياة الناس الخاصة مكشوفة للآخرين دون أسرار أو خصوصية، وهنا أرجو الإنتباه حيث أن بعض الصور تُحرّك منافس بعض أهل السوابق، وهنالك كثير من الأمثلة على ذلك.
7. هذه دعوة لوقف أو على اﻷقل تأطير إستعراضات الصور على صفحات التواصل اﻹجتماعي درءاً لكشف الخصوصية وإحتراماً ﻹنسانية اﻹنسان وخصوصاً اﻷموات والمرضى.
8. نتطلّع لتأطير إستخدامات التواصل الإجتماعي في الأشياء المفيدة كالحوار والتواصل عن بُعد وإفادة المحرومين وطرح المبادرات والبرامج المفيدة وغيرها؛ وهذه فرصة ولا أحلى لضبط إيقاع إستخدامات التواصل الإجتماعي لزمن ما بعد جائحة كورونا.
بصراحة: نحتاج لوقف اﻹستعراضات على صفحات التواصل اﻹجتماعي ﻷنها لم توجد لهذه اﻷسباب وهكذا تطبيقات سواء قبل أو إبان أو بعد زمن كورونا، واﻷجدر إستخدامها لما هو مفيد في الحواريات والتواصل وغيرها.