أ.د.محمد طالب عبيدات
غالبا أصحاب الخبرة والذين قلوبهم على اﻵخرين ينصحونهم بالحسنى لغايات منحهم عصارة خبراتهم وحكمتهم لتوجيههم صوب الطريق السليم، وكما قيل 'النصيحة بجمل'، لكن أحيانا البعض لا يتقبل النصيحة رغم شعوره بصدقيتها ظنا منه أنها إملاءات وأسباب أخرى:
1. النصيحة من عاقل ومحب رؤية ورسالة يجب الاستماع إليها واﻷخذ بها ﻷن الحياة مدرسة.
2. أساس النصيحة يرتكز على الثقة بين الناس ومحبتهم لبعضهم لغايات الوصول لﻷهداف المنشودة.
3. من آداب النصيحة ان تكون موزونة وموقتة وأن تكون سرية وخاصة ، وإلا انقلبت إلى ضدها وأصبحت 'فضيحة' وعملت نزاعات وضغينة بين الناس لا سمح الله تعالى.
4. شتان بين النصيحة والتطفل، فاﻷولى من محب وخبير والثانية من فضولي يرغب أن يزج نفسه في كل شيء.
5. في زمن اختلط به الحابل بالنابل وبات فيه الحليم حيرانا نحتاج بين الفينة واﻷخرى لنصائج الكبار وأصحاب الخبرة والمعرفة بالاختصاص لتنوير بصيرتنا ودربنا.
6. تغير الزمان فالناس هذه اﻷيام كل يشعر بأنه في المقدمة في كل شيء، وربما يعتبرها نقيصة إذا استرشد برأي اﻵخرين ولو باﻹنصات للنصيحة، لكن العاقل من استفاد من تجارب غيره لتصويب مسيرته.
7. مطلوب الاسترشاد برأي اﻵخرين في كل شيء، وأقلها قبول النصيحة لنجعل قراراتنا صائبة، ومطلوب من مزجي النصيحة الالتزام بآدابها لتكون في ميزان حسناتهم بحول الله تعالى.
بصراحة: النصيحة من محب ومن قلبه على متلقيها أحوج ما نكون إليها هذا الزمان بالرغم أن متلقي النصيحة لا يرغبونها ولا يستمعون إليها ظنهم أنها انتقاص من قدرهم وكرامتهم، والمطلوب اﻹبقاء على علاقات المحبة والثفة والاستفادة من الرأي الرشيد والحكمة والخبرة بين الناس للمضي قدما في مسيرتنا في هذه الدنيا.