تلوث الهواء يسبب الانسداد الرئوي المزمن دراسة تكشف العلاقة بين الضائقة المالية وآلام الظهر دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! دراسة: استخدام الاختصارات في الرسائل يثير الشك في صدق المرسل الجامعة العربية تحذر من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الصمت الحزبي حين يصبح خطيئة وطنية أرامل والمطلقات.. مطالِبات بالتمكين بمجتمع لا يرحم الاردن يتقدم 9 مراتب بمؤشر المعرفة العالمي.. عبيدات: التقدم المعرفي يعزز الاستقرار الاقتصادي ويوفر فرص عمل الصحة اللبنانية: 3768 شهيدا و 15699 جريحا منذ بدء العدوان مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ولبنان الأردن يرحب بقرار يونسكو لدعم نشاطات أونروا في الأراضي المحتلة العين داودية يصلي بعد انقطاع دام 65 عامًا رونالدو يقود النصر لانتصار ثمين.. وأهلي جدة يعتلي صدارة "نخبة آسيا" مؤقتًا سينما شومان تعرض الفيلم الأردني "حكاية شرقية" للمخرج نجدة أنزور الصفدي يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فوراً تنبيه من دائرة الأرصاد الجوية الأردنية وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الزرقاء 10 آلاف خيمة لنازحين في غزة تضررت جراء المنخفض الجوي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس

ما جاع فقير إلا بتخمة غني !!!

ما جاع فقير إلا بتخمة غني
الأنباط -

ما جاع فقير إلا بتخمة غني !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

الفقر والكفر أخوان مقرونان ببعضهما البعض ، فاذا ارتفع احدهما ارتفع الاخر واذا دخل احدهما مكاناً دخل الاخر وراءه ، واذا كان الكفر قد حجب عن صاحبه رحمة الله وتوفيقه فان الفقر ايضاً يحرم صاحبه الصبر ويجبره على الانحراف في كثير من الاحيان الا من رحم ربي وعصم عن الوقوع في الخطأ والمعاصي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر ) .

ان الغنى ليس بكثرة المال بل الغنى غنى النفس وراحة البال والطمأنينة وصالح الاعمال وغنى القلب ، والفقير ليس هو فاقد المال فالفقر هو فقر القلب وفقر الصبر الذي يؤدي الى البؤس والغضب ، فالله يبتلي الناس بالخير والشر وبالبأساء والضراء والانسان نفسه هو من يصنع نفسه ومستقبله بجهده وتعبه وسلوكه ومعالجة أزماته دون استكانة وكسل ، ولا بد ان يتعاون القوي والضعيف على مبدأ التكافل والتضامن لتتوازن الحياة المعيشية مساندة بعضهم البعض ليغتني الفقير بقناعاته وايمانه ويغتني الغني بكرمه لا ببخله ونكرانه .

فكل انسان قادر على العطاء والانتاج عليه ان يسعى في هذه الحياة الصعبة ليكسب لقمة عيشه بكل شرف ، قال تعالى ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور ) الملك .

كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أكل احدٌ طعاماً قط خيراً من ان يأكل من عمل يده ) ، وكلنا يعلم ان التنمية المستدامة اذا ما تمت في المناطق وفق الاستراتيجيات التي تنسجم مع متطلبات واحتياجات تلك المناطق فان الاستثمار سيحجب عن دخول تلك المناطق بشكل او باخر ، وبالتالي فان حالة الفقر سوف تزداد يوماً بعد يوم لترتسم على وجوه الناس خطوطاً عريضة تنذر بشيخوخة مبكرة وحياة يائسة ، ولتسود العشوائية والفوضى في التعامل مع الازمات والمشاكل ليصبح الامل ضائع وصرخاتهم صامته وتنحدر القيم والمباديء حتى الاخلاق التي كانت حصناً منيعاً ضد الفساد لتصبح المحظورات تجارة مسموح بها من خلف القوانين .

فصلابة وقساوة الحياة تدمر صمود الشباب وتدمر املهم في الحصول على وظيفة او مهنة يعتاشون منها والذي زاد الامر سوءاً الشخصيات البرلمانية والسياسية التي دوماً تطمئن الناس بالفرج القريب ووعود تلو وعود لتوفير فرص عمل لهم ، لكن التخمة في الوظائف الحكومية زادت عن الحد المقرر لها وكل الوعود تصبح حبراً على ورق .

فلا تنمية ولا اصلاح ولا تغيير على الواقع والأمر الاصعب عندما يشاهد الجميع ارتفاع قائمة الاغنياء في بلدهم ويشاهدون الاستعراضات للبذخ في الحفلات والمناسبات وغيرها ، متسائلين هل هي حق مكتسب لفئة دون غيرها ام ان هناك عدالة في كل شيء ، وهل هو اجتهاد رجل الاعمال ليحقق ذلك ولا غبار عليه ام انه كسب غير مشروع ينكشف عند فتح الصفحة الخاصة به ، لنعيش ازمة تلو ازمة وهدر مالي بسبب جنوح كل الاطراف فقراء واغنياء ، فالفقر يكرس مشكلات عديدة وكبيرة وانعكاسات سلبية وسلوكيات عنفية وعدائية وصدامية وانحرافات فكرية بسبب عدم التوزيع العادل لمكتسبات التنمية والدخل والثروة ، لنعيش في عالم العوملة حيث 80% فقراء و 20% اغنياء في الدول النامية على عكس الدول المتقدمة .

لتبقى الدول النامية تعتمد على التنظير وتقديم النصائح وتسريح العمال من الشركات والمصانع بسبب ارتفاع الضرائب وكثرة القوانين وغيرها ، بدل تحسين قدراتها على مواجهة الازمات واستيعاب اكبر عدد من الشباب لتشغيلهم ، فلقد اصبحت الاقتصاديات مغلقة ومصادرة الاموال بواسطة القوانين والضرائب المتعددة ، ولم يعد هناك مماراسة اقتصادية انسانية تعمل على كبح كثير من الممارسات الغير مسؤولة التي لا تراعي الاعتبارات الانسانية ، فالمال والاستثمار يجب ان يكون في خدمة الانسان وليس العكس ، لتوفير الغذاء بشكل مناسب لا ان تكون حضارة جائرة وهناك قول ( ما جاع فقير إلا بتخمة غني ) .

فعلينا ان نعيد دراسة الاستراتيجيات التنموية ونوزع المكتسبات التنموية بكل عدالة ، لنستوعب شبابنا في المشاريع والمصانع والشركات وخدمة المجتمعات والعمل التطوعي وغيرها من المشاريع البيئية والسياحية والانتاجية والخدماتية وغيرها ، وان يكون التدريب والتأهيل بالمستوى العالي الذي يؤهلهم دخول سوق العمل بقوة وكفاءة .//

 

hashemmajali_56@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير