البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

حب بتقديس أو شيطنة

حب بتقديس أو شيطنة
الأنباط -

 

صالح بن عبدالله السليمان

 

"ان حبتك عيني ما ضامك الدهر" مثل شعبي وكنت أسمع هذا المثل , يتردد , وأظنه ينحصر في العلاقات الشخصية. ولكن تبين لي ويا للأسف , يطبق في كل حالات الإنسان العربي , وحتى لا أتهم بالتعميم المخل , دعني أقول إن الكثير والكثير ممن يتعرضون للأمور العامة وينتقدون الساسة وأهل الفكر والرأي , مصابون بهذا الداء الكبير.

من نحب منهم , مقبول الرأي ومقبول الفعل ومغفور الخطأ , بينما المكروه هو مرفوض الرأي مرفوض الفعل وخطأه غير مغفور ويصدق فينا قول القائل

وعين الرضا عن كل عيب كليلة **** وعين السخط تبدي المساويا

هذه حقيقة لا تنكر , شاهدتها ومررت بها كتجربة شخصية , ولنضرب مثالا .

عندما انتقد تصرفا ما لشخص , وبعد أن أكون قد كتبت نصف المقال في ذكر الأفعال الحسنة التي قام بها والنصف الثاني في نقد بعض ما فعل ,للأسف تجد الكثير ممن يخالفون هذا الشخص , ينطلقون في سبي , وإني أحسّن وابيّض هذا الشخص وأطبل له , أما المؤيدون له ,فيهاجمونني , ويبدأون في سبي أيضا فكيف أتجرأ على نقد محبوبهم ,

بينما يرى الكثيرون ممن ليس لديهم فكرة مسبقة ان المقال متوازن , ذكرت فيه الحقائق في كلا الاتجاهين.

يرى الأول أني أطبل لفلان عندما اذكر محاسنه ويرى الاخر اني أطبل للآخر عندما أذكر سيئة له.

لماذا لا نتعود أن نتقبل مساوئ او أخطاء من نحترم أو لنقل نحب من الدعاة أو المشايخ او الساسة؟

لماذا إذا كرهنا نكره بحقد , وإذا أحببنا نحب بتقديس , لا اعتدال لدينا في الحب والكره؟

لماذا نخلط الحب والكره والمشاعر الشخصية في السياسة والرأي؟

هنا نأتي للمشكلة الثانية , وهي أخطر من الأولى , ففي عقلنا العربي أصبح قبول شيخ او داعية أو سياسي ما بمثابة حب لشخصه وليس لفكره , نتعلق بالشخص , ثم تبدأ عملية التحويل إلى الرمز ثم التأليه ثم ... تعرفون البقية التي طالما عانينا منها.

وعندما نكره شخصية عامة ما أو رجل دولة , فنحوله إلى شيطانا , نكرهه ونحاربه , وحتى إن صدق في فكرة  أو فعل أو نقطة ما , نكرر قول " صدقك وهو كذوب " أو نبحث في نواياه , ونحاكم فكره على ما نظن إنها نواياه .

هذا النوع من الحدية إما إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى اليسار في فكرنا وتصرفنا حيال الأمور العامة يجعلنا نفقد عاملا هاما من عوامل رقي المجتمعات وتطورها . وصدق قول حافظ إبراهيم,

فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا.. فالشر في التقييد والإطلاق

إذا كنا نظن أن دول العالم المتقدمة وصلت لهذه المرحلة بقيادة " س" من الناس أو " ص". فهذا خطا , لقد وصلت إلى هذه المرحلة بتلاقح الأفكار وانتخاب الجيد ,أفكار اليمين وأفكار اليسار , أفكار الحزب الجمهوري وأفكار الحزب الديمقراطي , أفكار حزب المحافظين وأفكار حزب العمال , حتى في إسرائيل , الدولة اللقيطة , تأسست في الأمس , يوجد تلاقح بين أفكار حزب العمل والليكود و كاديما , وينتخب الأنفع والأصلح للدولة وسياستها , وخطتها التنموية .

هذا التلاقح ينتج أفكارا جديدة , ويبنى المجتمع على كم كبير من الموروث الفكري الجماعي , قد نراه متناقضا في أحيان , ولكنه هو الطريق الوحيد لمعرفة الطريق الصحيح.

يجب ان نقلع كلنا عن " حب " الساسة ورجال الدولة , وان نراهم ليس كأشخاص , بل كأفكار , قد نتفق في نقطة ونختلف في نقاط , نناقشهم وننتقدهم ونمدح الجيد في فكرهم وننبه على الذي نراه خطأ فيهم , فإذا لم نفعل ذلك فلن نتحرك خطوة إلى الإمام. بل سيصدق فينا قول احد مذيعي راديو العراق عندما قامت إحدى الثورات  في وقت توالت الثورات العسكرية في العراق وسوريا, فعلق على الهواء مباشرة , " الحميّر هو حميّرنا بس الجلال تغير " أي انه تم فقط تغيير البردعة ولكننا بقينا على نفس الحمار ( الحميّر تصغير حمار).

ليس كل من انتقد شخصية محبوبة لدينا هو خائن أو طابور خامس أو صاحب فتنة , بل يجب ان نقبل انتقاده , وحتى إن لم نتفق معه , ونترك فرصة مفتوحة له ولنا للنقاش.

كم أتمنى أن نعي قولين مشهورين في فقهنا , الأول , إن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال , والثاني , أن الحكمة ضالة المؤمن , فأنا وجدها فهو أحق بها.

لقد ناقش إبليس ربنا جل وعلا , وسمع منه وناقشه , بل وحتى انه سبحانه وتعالى أمهله , وسمع الله من فوق سبع سموات من كانت تجادل رسول الله , وأنزل بها قرآنا يتلى إلى يوم يبعثون , إذا كان هذا ربنا , وهذا نبينا  , وهذا ديننا , فلماذا نحن متعصبون , لا نقبل برأي مخالف ولا نقبل نقاشهم . بل ونكيل لهم صنوف التهم ؟//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير