رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة وزيرة النقل تطلع على واقع الخدمات بمطار الملكة علياء والجهود المبذولة لتطويرها ارتفاع عدد شكاوى البيع الإلكتروني 2% خلال النصف الأول من العام الحالي ختام ورشة فن الممثل وصناعة الافلام وزير الصناعة يوعز بتكثيف حملات التعريف والتوعية بحقوق المستهلك إغلاق 28 فندقا في البترا لنقص السياح وزير الأوقاف يفتتح ملتقى خيريا في كفريوبا وزير الزراعة يفتتح مشروعا للطاقة الشمسية في معان ويتفقد محطة "اوهيدة" "الأعلى لذوي الإعاقة" يصدر تقريره لشهري أيار وحزيران مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بني ياسين والحمود الأمن: ضبط شخص ظهر بفيديو تخريب وقلع الأشجار في الكرك
كتّاب الأنباط

هل نعاني من الفصام؟

{clean_title}
الأنباط -

صالح بن عبدالله السليمان

هل هي ازدواجية الفكر ام تناقضه؟ وكأن الكثير منا مصاب بنوع من الفصام، ننادي بشيء ونعمل ضده. نطالب بشيء ونحن اول من يخالفه. ظاهرة لا يستطيع أحد انكارها. ويعترف بوجودها الجميع من نخب وعامة، من جاهل ومثقف. نتكلم بالمثاليات وننادي بالمثاليات ونحن ابعد الناس عنها ونحن اول من يصاب بداء المثالية الفكرية وعكسها بالتطبيق والفعل. 

أعراض هذا الداء “مثالية التفكير وسوء التطبيق" واضحة على مختلف المستويات من المستوى الرسمي إلى المستوى الفردي، الى المدرسة كمدرسين ودارسين. وفي السلوك اليومي. نفكر ونخطط ونتكلم بكل مثاليه ودائما نستخدم صيغة " أفضل"، فنفكر ونخطط ونتكلم عن أكبر المشاريع وأحسن المشاريع وأجود المشاريع " وإلا فلا ثم لا ثم لا. ونغضب على من يطالب بأقل من ذلك.

وعندما نطبق نجد صيغة " أفعل " ما زالت موجودة ولكن أصبح النقيض فأصبحت إلى أسوأ المشاريع وأبطأ المشاريع وأفشل المشاريع.

وهكذا يتناقض الفكر والواقع والسلوك،

لاحظ هذه الحقيقة في مجتمعك، مثالية فكرية وكلامية في التدين فنتكلم متشددين، بينما التطبيق بعيد عن الواقع. مثالية فكرية وكلامية. بينما السلوك يناقض هذه المثالية. مثالية في نصح الأبناء، بينما يرون منا عكس ما نقول. مثالية في الحديث بينما التطبيق صفرا.

تجد أحدهم يكتب في صفحته في وسائل التواصل {هناك من يجرحك بأخلاقه وهناك من يحرجك بأخلاقه الفرق نقطة والمعنى كبير} وتجد ردوده وكلماته غالبها بذاءة وقلة أدب وسباب وشتائم وكذب. أليست هذه ازدواجية فكرية وتناقض بين مثالية القول وسوء الفعل.

هذه الآفة منتشرة في جميع الدول العربية، فلماذا لا نعترف بالمشكلة الفجوة بين كلامنا وعملنا ونسعى لحلها؟

ومن جهة أخرى’ جهة العمل والمشاريع. لماذا لا نخطط ونفكر بالمتاح الآن، ثم نحسنه بعد فتره ونعمل على إجادة ما نعمل لأنه ممكن ومتاح؟

لماذا نطلب المثالية ونحن غير مثاليين ولا نملك الأدوات لنطبق المثال؟

رأيت بنفسي مصنعا لصناعة الألعاب البلاستيكية في الصين، كان في جزء جانبيا من بناء مغطى بالزنك، مساحته متران في ثمانية أمتار فقط لا غير، ويعمل به أربعة على ما أذكر بنوبتي عمل كل نوبة مكونة من عاملين.

 

وبعد مرور بضع سنوات أرسل لي صاحب المصنع دعوة لحضور مصنعه الجديد مصنع كبير في مساحته والآلات الموجودة. وأصبح لديه فريق عمل كبير وقسم للتسويق. انتقل من 16 متر مربع إلى ما يقرب من خمسة ألاف متر. لم يفكر بمثاليه في البداية وانتهى إلى ما يقارب المثالية الآن.

وكلنا سمع عن قصص نجاح في مجتمعاتنا نفسها، بدأت صغيرة متواضعة وانتهت كبيرة يشار إليها بالبنان. نجحت لعدم الإصرار على المثالية في البداية بل العمل بالمتاح.

لنبتعد عن المثالية الفكرية ولنعمل، من خلال المتاح الآن ثم ستتطور الأمور طالما اجتهدنا وواظبنا على التطوير،

هذا ينطبق أيضا في الدين والفكر والفن والحياة، لنهتم دينيا بفقه الواقع. فما وقع المتشددون في المهاوي إلا بالمثالية والابتعاد عن الواقع.

والمضحك المبكي أن كثيرا من هؤلاء المتشددين يقيم في أوروبا تحت راية الصليب. الذي يحاربونه، ويتعاملون مع الصليبيين الذين يكلموننا عن كرههم

المثالية جيده كهدف ولكنها ليست استراتيجية تطبيقية. وهذا تطبيق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم) متفق عليه.

لنكن أصحاب المدرسة الواقعية في القول والسلوك، تقيدنا نواهي الشرع. قد يخرج الكثير من إخواني معارضين لي. ولكن تذكروا أن القران لم ينزل دفعة واحده، وكثير من الأحكام أخذت صفة التدرج، هذا يجعلني أقول إن المدرسة الواقعية هي منشأ طبيعي ومن سنن الكون التي سنها الله.

ولا ننسى حديثا عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما؛ ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل.  متفق عليه.

المثالية بسيطة في القول ولكن تطبيقها مستحيل فكم من منفعة فاتت وتأخر اصابنا به بسبب رفضنا أي شيء يأتينا ما لم يكن مثاليا.//

تويتر https://twitter.com/S_A_Alsulaiman

https://twitter.com/S_A_Alsulaiman