الاحتلال الإسرائيلي يغلق حاجز جبع العسكري شمال القدس قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني منخفض جوي الأحد يتبعه صقيع وأجواء شديدة البرودة في المملكة الجناح الأردني في معرض الكويت الدولي للكتاب منصة للحوار الثقافي مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع عيد ميلاد سعيد سعد العوايشة (ابو ينال ) الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني 55.10 دينارا سعر الذهب في الأسواق المحلية الأحد تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الأمن: مطلق العيارات النارية لديه سجل جرمي ومطلوب على قضايا عدة أبرزها المخدرات الصفدي :أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر المياه : تدعو للتحوط بسبب وقف ضخ المياه من الديسي لأعمال الصيانة الوقائية بداية شهر 12 المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره الفلسطيني في جدة غدا البرلمان العربي يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو 1287 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم غوتيريش يرحب بنتائج مؤتمر شرق أوسط خال من الأسلحة النووية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية الاتحاد العالمي للأسمدة يمنح شركة مناجم الفوسفات الأردنية الميدالية الذهبية للتميز الصناعي

النعيم لا يُدرك بالنعيم ... !!!

النعيم لا يُدرك بالنعيم
الأنباط -

النعيم لا يُدرك بالنعيم ... !!!

           المهندس هاشم نايل المجالي

كلنا يعلم ان ازمتنا في هذا العصر تكمن في المسافة بين الامة والوصول الى الممكنات من اجل النهوض الحضاري ، من خلال الوعي الذاتي بالقدرات على العطاء كذلك الاصلاح ، ولهذا نجد انفسنا اقرب الى التخلف منه الى التقدم ، حيث ان حاجتنا للفكر توجب علينا اكتشاف ذواتنا اي الوعي الذاتي اي معرفة الانسان لنفسه ولقدراته ومؤهلاته وامكانياته ومقوماته وما ينقصه والى اين يريد ان يصل .

وبالتالي يعرف مدى الفجوة بين الواقع والممكن ، ثم يتبعها باتخاذ الخطوات العملية ليزيد نصيبه من الممكنات والتي اودعها الله فيه ليكون لديه الاستعداد والقابلية لينتقل من حالة الى حالة افضل ، فالانسان قادر على كل شيء وكما نعلم ان الانسان البدائي اكتشف الكثير من الممكنات فاستغلها وطور نفسه تدريجياً بالمعرفة ، واستغلال طاقاته الفكرية والذهنية والعملية فانجز الكثير والشواهد كثيرة .

أي ان الانسان كائن تتوفر لديه الممكنات ونصيبه من هذه الممكنات تزيد وتنقص بحسب اجتهاده بالمعرفة والعمل والابتكار وحتى لا  تكون مهدورة بسبب العجز والكسل والتخاذل والملهيات ، وان نداء الفكر للعطاء والانتاج والتطور في بدايته يبدأ بدراسة الواقع ، ومقاومة اية معوقات للتغيير والتطوير وكسر حاجز اليأس والخوف وتجاوز الفكر السطحي من اجل الخروج بمشاريع استراتيجية وخدماتية واستثمارية وحضارية معلومة ومدروسة وغير مستحيل تحقيقها او الوصول اليها ، وتحقيق ذلك بالفكر والاجتهاد والابداع ودراسة القدرات والامكانيات والجهات المساندة والمساعدة لذلك .

والواجب الرسمي للدولة هو تحرير الفكر عبر تحديد الممكنات المهدورة ، والاطلاع على تجارب الاخرين لتنمية المناطق خاصة المناطق النائية والاقل حظاً ، فالتجديد حضارة واحداث نقلة ووعي فكري داخل المجتمعات عبر اعادة المفاهيم والتصورات وهذا واجب كل مفكر ومثقف لخلق حالة جديدة تخدم نهوض الدولة .

كذلك المشاريع الاصلاحية في كل المجالات وفق خطط استراتيجية وهذا سيعمل حراكاً اجتماعياً ايجابياً في المجتمعات ، ونقد الافكار القديمة وطرح افكار جديدة بدل ان تبقى المجتمعات كالماء الراكد الذي تتولد فيه الفيروسات وتؤدي الى تخلفه وتراجعه .

فكل مشروع يجب ان يستند على اسباب الحاجة والادلة والقناعة بضرورة تنفيذها ، وان يطرح بطرق سليمة وحكيمة ، فكل طرح اجتهادي يتم تعديله وتطويره واضاءة النور على الزوايا الخفية ويظهر علل وحاجة المجتمع لذلك .

فالمفكر طبيب المجتمع وهو صاحب وعي ذاتي يحس بروح عصره وحاجيات المجتمع ، وهو ارادة واعية وهو يتعالى عن سفاسف الامور لانه يشعر بالمسؤولية اتجاه الاخرين واتجاه مجتمعه والدفاع عن حقوقهم خاصة معرفته باسباب تخلف وانحطاط المجتمع واسباب الركود والتأخر ، ليجد الحلول وفق الامكانيات والسير بالاسلوب الصحيح ليتحرك نحو الامام ، فهناك دول عدائية تعمل على عدم تطور الامة فتشغلها بالفتنة بشتى انواعها ، وكل الممكنات التي تثيرها ليبقى البلد متخلفاً وعديم القدرات والامكانيات للتغيير نحو الحضارة .

وهذا بمثابة استعمار مجهول يعمل على كبح الطاقات البشرية وعلى رأسها الشبابية فالاستعمار ليس الجانب العسكري فقط او التوسعي بل هناك جانب خفي وهو تعزيز وزيادة نسبة البطالة واهدار الطاقات واضعاف الممكنات خارجياً وداخلياً ، وهي تعزز الفساد باشكاله وانواعه حتى الفساد الاخلاقي ، فهذا الشكل من الاستعمار يلفه ظلام حالك .

كذلك الشركات التي تتقدم للاستثمار في مقدرات وثروات الوطن عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للحدود ، وما هي الا واجهات تجارية لديها القدرات والامكانات المالية والتنفيذية لتنال المشاريع ، وبعدها تعثرها وتتصرف كما تشاء بغطاء قانوني في علاقة تكون فيها الدولة الخاسر الوحيد ، وما هذه الشركات الا واجهات للمستعمر ، ويجب قبل دراسة عروضها البحث في كل الوثائق عن اصلها وفصلها والاستقصاء والتحري والتحقيق .

والحقيقة ان تفسير الاخفاق وتعثر المشاريع والخطط كان له عوامل واسباب كثيرة ، يثبتها علم الادارة والتخطيط الذي يجب ان يكون مقروناً بالارادة والعزم والتنفيذ .

فمن اجل بلوغ المجد علينا ان نسعى ونشقى ونلعق الصبر ولن نحصل عليه ونحن مستسلمين لراحتنا واسترخائنا ، بل لن يتحقق شيء الا بعد ان نمسح العرق عن جبيننا بيد ترتعش من الجهد والعناء ، في بيئة اصبح يغلب عليها ضجيج اللهو وخفة المرح وقهقهات الفكاهة واصوات لا تغني ولا تسمن من جوع لقد خططنا في شواهق الجبال ولم تزل اقدامنا طرية ، فلن تهبط النتائج علينا بدون مقدمات للعمل الحقيقي ولن نحقق الانجاز براحة الجسم والفكر بل بالمشقة ، ولن نحقق الانجازات الا بعد العبور اليها من على جسر من التعب حيث ان التعب ، والانجاز معنى تستنتجه العقول بفكرها بعد معاركتها للحياة وان النعيم لا يدرك بالنعيم كما قالها ابن تميمه ، وهذا التمييز بين مستويات المشقة هو توجيه احترازي فقط .

فعلينا ان نفكر ونخطط الأحلام وامنيات وطموحات ، والدعوة الى الاصلاح والنهضة بالعمل ، وليس كما هو الحال حوار ونقاش وميل للراحة والتعليق والكلام ، بل علينا الصعود الى جسر التعب حتى نحقق تلك الطموحات .//

              

 

hashemmajali_56@yahoo.com

  

 

 

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير