البث المباشر
البنك الإسلامي الأردني يحصد جوائز مرموقة من مجلة (World Finance) للعام 2025 أمين عام وزارة الاتصال الحكومي يعقد لقاءات ثنائية في قمة "بريدج 2025" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 4 محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الأمن العام : ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها على الفور وأخذ التحذير على غاية من الأهمية الخارجية النيابية" تدين بشدة اقتحام مقر "الأونروا" في الشيخ جراح فوضى مواقع التواصل الاجتماعي، نداء استغاثة! النشمية الأردنية "د.جهاد الحلبي" تحصل على جائزة إرث علماء التمريض عبر الثقافات ‏بذور الفتنة تنبُت ، فمن يغذيها ؟!!! 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا زين كاش تُطلق حملة استقبال العام 2026 للفوز بـ 2026 دينار غزة: استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في جباليا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا طلب غير مسبوق ومتزايد على تذاكر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 ك بلغ خمسة ملايين طلب تذاكر خلال 24 ساعة فقط طقس بارد حتى الثلاثاء وأمطار متوقعة اعتبارًا من مساء الاثنين بعد ليلة من الصمود.. النشامى إلى نصف النهائي لمواجهة السعودية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار الصحة العامة .. من خدمة اجتماعية إلى ركيزة أمن قومي الكهرباء الأردنية تؤكد سرعة استجابتها للبلاغات خلال المنخفض الجوي

ذاكرة حياة

ذاكرة حياة
الأنباط -
ذاكرة حياة
ابراهيم ناصر


  يبدو أنه مع تقدم العمر وبوادر ظهور أعراض الزهايمر تنتعش الذاكرة البعيدة فتستحضر صورا من الماضي هكذا تفعل ذاكرتي باستحضار صور من عمان القديمة .
- صورة لحركة نزوح لعائلات تقطع النهر هروبا باتجاه الشرق كأنه قدرها أن تسير على طريق رسمتها خطوات أمهم الأولى هاجر وأبيهم ابراهيم 
- صور لأطفال ونساء يملأ عيونهم الرعب ورجال يقتلهم القهر والانكسار ونظرات خالية من أي تعابير تمتد بعيدا الى المالا نهاية وأيدي تتلمس قشة تتعلق بها كي لا تغرق في المجهول.
- صورة لسيل عمان الشريان الرئيس الذي كان يمدها بالحياة على ضفتيه ذابت كل الهويات الفرعية وتساوت في فقرها وزرعت بذرة المدنية لهذه المدينة الناشئة 
- على سيل عمان تعارفنا وتمازجنا وفي مياهه تعمدنا فصرنا عمانيين
- نعقت الغربان في أيلول ملبد بالغيوم. تقاتل الأخوة وتحاربوا على ضفتي السيل فكان الموت لكن عمان قاومت وحافظت على وحدتها. 
- نهضت عمان وداوت جراحها ولم يتمزق نسيجها الاجتماعي وراحت تشق طريقها نحو المدنية أزالت الشوائب عن شخصيتها وهويتها واغتسل أهلها في مياه السيل وتعمدوا ثانية فتساووا.
- صورة لطلاب وطالبات المدارس في زيهم الموحد وقت الظهيرة تلغى فيها كل الفوارق الطبقية فالزي يوحدهم.
- صور لمواقع انطبعت في الذاكرة، برك السباحة يصنعها الأولاد على امتداد السيل , ساحة المدرج الروماني أيام الأعياد، عائلات تصطف على أبواب سينما الرينبو، وسينما الخيام، ومسرح اللويبدة، بأجمل ثيابهم وزينتهم بأناقة، لمشاهدة فيلم السهرة او مسرحية. الكل يبحث عن الفرح
- صور لمقهى الجامعة والسنترال رجال وشباب وطاولات الزهر وورق الشدة أصوات تتعالى وتختلط، شيش بيش , باصرة ,هب اليك, هند , جهار وسي , والرهانات، دورة شاي، وينسون، واينر، وكازوز.
- صور للحسبة على جانب السيل، الحمالون والعتالة يعرضون خدماتهم، نساء بمختلف الأزياء الشعبية والحديثة، أولاد يتخاطفون حبات الفواكه من البسطات، باعة يدللون على بضائعهم،
- صورة لنساء يغسلن الملابس على ضفة السيل، واطفال يستحمون ويتسبحون، رجال يدبغون الجلود، والسيل يساوي بين الجميع. 
- صورة لمساءات عمان، عائلات يتمشون على الدوار الثاني، معاكسات خفيفة للصبايا، خجل ودلال، بائعون متجولون للترمس والبليلة والاسكيمو والبوظة، صخب وفرح وبذرة المدنية في عمان تنمو وتكبر. 
---فجأة تم ردم السيل وسقفه، فجف الشريان وبدأت عمان تذوي فهربت بعيدا عن قلبها وامتدت غربا فاغتربت ....
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير