البث المباشر
ولي العهد يطمئن على صحة اللاعب يزن النعيمات هاتفيا الأردن يدين مصادقة اسرائيل على إقامة 19 مستوطنة في الضفة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان المهندس محمد خير محمود داود خلف في ذمة الله "حين تُنصف الدولة أبناءها التوجيهي الأردني 2007 بين عدالة القرار وكرامة الفرصة" دبلوماسية اللقاء والعبور: قراءة في حركة السفير الأمريكي ودورها في النسيج الأردني البنك الإسلامي الأردني يحصد جوائز مرموقة من مجلة (World Finance) للعام 2025 أمين عام وزارة الاتصال الحكومي يعقد لقاءات ثنائية في قمة "بريدج 2025" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 4 محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الأمن العام : ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها على الفور وأخذ التحذير على غاية من الأهمية الخارجية النيابية" تدين بشدة اقتحام مقر "الأونروا" في الشيخ جراح فوضى مواقع التواصل الاجتماعي، نداء استغاثة! النشمية الأردنية "د.جهاد الحلبي" تحصل على جائزة إرث علماء التمريض عبر الثقافات ‏بذور الفتنة تنبُت ، فمن يغذيها ؟!!! 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا زين كاش تُطلق حملة استقبال العام 2026 للفوز بـ 2026 دينار غزة: استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في جباليا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا طلب غير مسبوق ومتزايد على تذاكر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 ك بلغ خمسة ملايين طلب تذاكر خلال 24 ساعة فقط

منصور البواريد يكتب:في ظلال الضغط، المساعدات كمرآة للمصالح

منصور البواريد  يكتبفي ظلال الضغط، المساعدات كمرآة للمصالح
الأنباط -
في ظلال الضغط، المساعدات كمرآة للمصالح

منصور البواريد 

في صباح 19 أيار/مايو 2025 عبَرَت خمس شاحنات فقط معبرَ كرم أبو سالم نحو قطاع غزة؛ خطوة إنسانية تبدو بسيطة لكنها تحمل رسائل سياسيةً واستراتيجيةً بالغة الأهمية. فقد ربطت واشنطن على نحو صارم استمرار دعمها لإسرائيل بإدخال المساعدات مقابل تحرير عيدان ألكسندر، لتنشأ معادلة تُداخل الضغط الإنساني بالضغط السياسي، ألا وهي: خيار مُر لنتنياهو بين حصار كامل يتهدد بانفجار كارثة إنسانية وبين كبحٍ أميركيٍّ واضحٍ يلوحُ بقطع الدعم إن استمرت الحرب بلا توقف، فيُدرك نتنياهو أنَّ التمسك بحصارٍ خانقٍ قد يُفقده المظلة الأميركية، خاصة بعد التصريحات الحادة الصادرة عن الإدارة، فتقول بأننا (سنتخلى عنك إذا لم تُنهِ هذه الحرب)، لذا قرر فتح المعبر على نحوٍ محسوب، مُدخِلًا عددًا محدودًا من الشاحنات؛ محاولة دقيقة للتوفيق بين استمرار العملية العسكرية وتخفيف أزمةٍ إنسانيةٍ قابلةٍ للانفجار داخليًّا ودوليًّا.
يُفاقِمُ المشهد موقف قادة بريطانيا وفرنسا وكندا الذين أعلنوا معارضتهم توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ملوحين بإجراءاتٍ عقابية، ما يضغط على إسرائيل من أكثر من جبهة. 
وفي الكنيست، يَظهر مشروع قانون يسعى إلى حظر وساطة قطر في مفاوضات الحرب، ليُبرز تشابك أدوات الضغط التي يوظفها نتنياهو في سبيل الحفاظ على زمام الصراع.
فيبرز الأردنُّ شريكًا إنسانيًّا محوريًّا بتيسيره مرور الشاحنات عبر معابره البرية، مُعزِّزًا دوره الإقليمي كجسرٍ يخففُ معاناة الفلسطينيين، وتتحول قوافلُ المساعدات التي تمرُّ بالأردن إلى رافعة نفوذٍ دبلوماسيةٍ جديدة، إذ يلتقي البُعدُ الإنسانيُّ مع حسابات الجوار والاستقرار.
وتُدير الإدارةُ الأميركية الملفَّ الشرق أوسطي ساعيةً إلى ضبطه من دون تورطٍ عسكريٍّ مباشر، كي لا يتحول إلى عبءٍ انتخابي في الحملات التي ستنطلق قريبًا. وتُستَخدم المساعداتُ أداة ضغطٍ على إسرائيل لتوازن بين أهدافها العسكرية ومتطلباتها الإنسانية، بينما يلعبُ نتنياهو لعبة المجاعة المحسوبة فيسمحُ بإدخال شحناتٍ محدودةٍ تكفي لمنعِ انهيارٍ تام، من دون التخلي عن أهدافه الميدانية، واضعًا في حسابه الانقسام المتنامي داخل الحزب الديمقراطي إضافةً إلى الدعم الجمهوري.
ومن المرجَّح أن يواصل نتنياهو سياسةَ التنقيط في إدخال المساعدات، مع زياداتٍ مؤقتةٍ إذا تصاعد الضغطُ الدولي. يَخلق هذا هامشًا متجددًا للأردن كي يوسع دوره الإنساني عبر معابره ويُعزز مكانته كضامنٍ لنبض الحياة في غزة. هكذا تتحول المساعدات من عنوانٍ إنسانيٍّ إلى رافعة نفوذٍ إقليميٍّ واستراتيجي؛ تُقاسُ قوةُ الدول اليوم بقدرتها على إنقاذ الأرواح قبل حصد النقاط السياسية.
يسجَّل للأردن، انطلاقًا من اعتباراتٍ إنسانيةٍ وعروبيةٍ وإسلامية، أنَّه كثف جهوده الطبية والإغاثية؛ فسيَّر مستشفياتٍ ميدانية وأشرف على قوافل دواءٍ وغذاءٍ تستحقُّ التقدير. وفي معادلةٍ تتشابك فيها المصالحُ مع المبادئ، يُعيد مرور تلك القوافل رسم خطوط النفوذ على خريطة المنطقة، فيتحول العملُ الإغاثيُّ إلى ورقةِ ضغطٍ سياسيٍّ لا تقلُّ وزنًا عن أيِّ ترسانةٍ عسكرية. وما بين شاحنةٍ شحيحةٍ ومشروعِ قانونٍ متحفز، يتبدَّى الصراع في غزة لعبة نفوذٍ مركَّبة، وكلَّما أُحكِمَ إغلاقُ المعابر اشتد سؤالُ: من يملكُ مفاتيحَ الغذاء والدواء؟ وفي الإجابة يكمنُ جوهرُ القوة في الشرق الأوسط الجديد.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير